إنَّ الحیوانات تُمثل جانباً عظیماً من الموجودات الحیَّة فی العالم ، وهی تجلب اهتمامَ کلِّ ناظر إلیها لتراکیبها المختلفة واشکالها المتنوعة وتباینها الکثیر ، وعجائبها العظیمة ، ودراسة کلٍّ منه ، تُعرِّفُ الإنسان على العلم والقدرة اللامتناهیة لخالقه .وتتجلّى أهمیّة هذه المسألة عندما نرى هذه الحیوانات فی مکان واحد ، فمثلا لو ذهبنا إلى حدیقة الحیوانات ، وزرنا غرفَ الأسماک وأنواع الطیور ، والقردة ، والاسد والفهد والنَّمر و الزّرافة والفیل ، وننظرَ عادات وعجائب خلقِ کلٍّ منه ، فلا یمکن لمن یمتلک قلیلا من العقل والفطنة ،أن لا یغرق بتفکیره به ، ولا یُذعن أمام خالق هذه الموجودات المتنوعة والعجیبة .ومن بین هذه الحیوانات ، هنالک حیوانات ألیفة تخدم الإنسان وذات منافعَ وبرکات مختلفة للبشر ، جدیرةٌ بالاهتمام أکثر من غیره ، لهذا فقد استند القرآن الکریم فی آیاته التوحیدیة إلى جمیع الدواب بشکل عام وإلى الأنعام والبهائم بشکل خاص ، وذکرَ جوانبَ من عجائبها فی آیات عدیدة .بهذا التمهید نُمعن خاشعین فی الآیات الآتیة :
1 ـ ( وَمِنْ آیَاتِهِ خَلْقُ السَّمَواتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِیْهِمَا مِنْ دَابَّة وَهُوَ عَلىَ جَمْعِهِمْ اِذَا یَشَاءُ قَدِیْرٌ ).( الشورى / 29 )
2 ـ ( إِنَّ فِى السَّمَواتِ وَالأَرْضِ لاَیات لِّلْمُؤْمِنْینَ * وَفى خَلْقِکُمْ وَمَا یَبُثُّ مِنْ دابَّة آیاتٌ لِّقَوم یُوْقِنُونَ ).( الجاثیة / 3 ـ 4 )
3 ـ ( أَفَلاَ یَنْظُرُونَ اِلىَ الاِبِلِ کَیْفَ خُلِقَتْ ).( الغاشیة 17 )
4 ـ ( وَإِنَّ لَکُمْ فِى الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِیْکُمْ مِّمَّا فِى بُطُونِهَا وَلَکُمْ فِیْهَا مَنَافِعُ کَثِیْرَةٌ وَمِنْهَا تَأْکُلُونَ * وَعَلَیْهَا وَعَلىَ الْفُلْکِ تُحْمَلُونَ ).( المؤمنون / 2122 )
5 ـ ( وَاِنَّ لَکُمْ فِى الأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِیْکُمْ مِّمَّا فِى بُطُونِهِ مِنْ بَیْنِ فَرْث وَدَم لَّبَناً خالِصاً سَائِغاً لِّلشَّارِبِیْنَ ).( النحل / 66 )
6 ـ ( وَاللهُ جَعَلَ لَکُمْ مِّنْ بُیُوْتِکُمْ سَکَناً وَجَعَلَ لَکُمْ مِّنْ جُلُودِ الأَنْعامِ بُیُوْتاً تَسْتَخِفُّونَهَا یَومَ ظَعْنِکُمْ وَیَومَ إِقامَتِکُمْ وَمِنْ أصْوافِهَا وَأَوبَارِهَا وَاَشْعارِهَا أَثَاثاً وَمَتاعَاً إِلىَ حِیْن ).( النحل / 80 )
7 ـ ( وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّواَبِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ کَذَلِکَ اِنَّمَا یَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلماءُ إِنَّ اللهَ عَزِیْزٌ غَفُوْرٌ ).( فاطر / 28 )
8 ـ ( أَوَلَمْ یَرَوا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِّمَّا عَمِلَتْ أَیْدِیْنَا اَنْعَامَاً فَهُمْ لَهَا مالِکُونَ * وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَکُوبُهُمْ وَمِنْهَا یَأکُلُونَ * وَلَهُمْ فِیْهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ اَفَلا یَشْکُرُونَ ).( یس / 71 ـ 73 )
9 ـ ( وَالَّذِى خَلَقَ الأَزْوَاجَ کُلَّهَا وَجَعَلَ لَکُمْ مِّنَ الْفُلْکِ وَالأَنْعامِ مَا تَرْکَبُوْنَ * لِتَسْتَووُا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْکُرُوا نِعْمَةَ رَبِّکُمْ اِذَا اسْتَوَیْتُمْ عَلَیْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِى سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا کُنَّا لَهُ مُقْرِنِیْنَ ).( الزخرف / 12 ـ 13 )
10 ـ ( اللهُ الَّذِى جَعَلَ لَکُمُ الأَنْعَامَ لِتَرْکَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْکُلُونَ * وَلَکُمْ فِیْهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَیْهَا حَاجَةً فِى صُدُوْرِکُمْ وَعَلَیْهَا وَعَلىَ الْفُلْکِ تُحْمَلُونَ * ویُرِیْکُمْ آیاتِهِ فَأَیَّ آیَاتِ اللهِ تُنْکِرُونَ )(1) .( غافر / 79 ـ 81 )