یقول الإمام الصادق (علیه السلام) معلمُ التوحید العظیم فی الحدیث المشهور ب « المفضل » :« تأمّل یا مفضل جسم الطائر وخلقته فإنه حین قدّر أن یکون طائراً فی الجو خفّف جسمه وادمج خلقه فأقتصر به من القوائم الأربع على اثنتین ومن الأصابع الخمس على أربع ، ومن منفذین للزبل والبول على واحد یجمعهما ثم خلق ذا جؤجؤ محدد لیسهل علیه أن یخرق الهواء کیف ما أخذ فیه کما جعل السفینة بهذه الهیئة لتشق الماء وتنفذ فیه وجعل فی جناحیه وذنبه ریشات طوال متان لینهض بها للطیران وکُسیَ کله بالریش لیدخله الهواء فیقله ، ولما قدّر أن یکون طعمه الحبّ واللحم یبلعه بلعاً بلا مضغ نقص من خلقه الأسنان وخلق له منقار صلب جاس یتناول به طعمه فلا ینسجح من لقط الحب ولا یتقصف من نهش اللحم ، ولمّا عدم الاسنان وصار یزدرد الحبّ صحیحاً واللحم غریضاً اُعین بفضل حرارة فی الجوف تطحن له الطعم طحنا یستغنی به عن المضغ ; واعتبر ذلک بأنّ عجم العنب وغیره یخرج من أجواف الانس صحیحاً ویطحن فی أجواف الطیر لا یرى له أثر ثم جعل ممّا یبیض بیضاً ولا یلد ولادةً لکیلا یثقل عن الطیران ... » (1) .ثمَّ یشرحُ الإمام (علیه السلام) بعد ذلک ، الاُمورَ المهمّة والدقیقة الاُخرى حول الطیور حیث نُعرض عنها مراعاةً للاختصار .