لقد أَحْبَّ الإنسان على مرّ التاریخ الطیورَ وتمتَّع بتربیتها ومشاهدتها تُحلقُ فوقَ رأسهِ فی السماء بشکل جمیل ، وکانت هذه الظاهرة تبعث على دهشته دائم ، وهی کیفیة امکان أنْ یحلِّق جسم ثقیل فی السماء ویتحرک بتلک السرعةِ خلافاً لقانون جاذبیة الأرض ؟! .ولیست هذه الصفة فقط بل صفات اُخرى کالریش و الجناحین، التغرید اللطیف لبعضه ، طراز بناء البیت والعش ، تربیةِ الفراخ واطعامه ، الهجرة الطویلة لقسم منه ، واُمور اُخرى من هذا القبیل کانت مصدراً لدهشته ، بالرغم من أنّ تکرار هذه الحالات المثیرة أدّى وبالتدرج ـ إلى أن یمرَّ بعض الناس علیها مرور الکرام .وقد أشارَ القرآن الکریم فی جانب من آیاتِ التوحید إلى هذه المسألة ، ودعا الجمیع مشاهدة عالم الطیور ، کی یَرَوْا آیات وبراهین الباری تعالى .بهذا التمهید نتأمل خاشعین فی الآیات الآتیة .
1 ـ (أَلَمْ یَرَوْا إِلىَ الطَّیْرِ مُسَخَّرَات فِى جَوِّ السَّمَاءِ مَا یُمْسِکُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ إِنَّ فِى ذَلِکَ لاَیات لِّقَوْم یُؤْمِنُونَ ).( النحل / 79 )
2 ـ (أَوَلَمْ یَرَوا إِلىَ الطَّیْرِ فَوْقَهُمْ صَافّات ویَقْبِضْنَ مَا یُمْسِکُهُنَّ اِلاَّ الرَّحمَنُ اِنَّهُ بِکُلِّ شَیء بَصِیرٌ ).( الملک / 19 )
3 ـ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ یُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِى السَّمَواتِ وَالأَرْضِ والطَّیْرُ صَافَات کُلٌ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِیْحَهُ وَاللهُ عَلِیْمٌ بِمَا یَفْعَلُونَ ).( النور / 41 )
4 ـ (وَمَا مِنْ دَابَّة فِى الأَرْضِ وَلاَ طَائِر یَطِیْرُ بِجَنَاحَیْهِ إِلاَّ اُمَمٌ أَمْثالُکُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِى الْکِتابِ مِنْ شَىء ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ یُحْشَرُونَ ).( الانعام / 38 )