یعتقد العلماء المعاصرون أنَّ بریق السماء یحدث من خلال تقارب کتلتین من الغیوم المحملة بالشحنات الکهربائیة المختلفة واحدة موجبة والاُخرى سالبة ، فتُحدِثان بریقاً کما یحصل من اقتراب قُطبَیْ المُوصِّل الکهربائی تمام .وحیث تتحمَّل قطع الغیوم بالشحنات الکهربائیة العظیمة یکون بریقها عظیماً أیض ، ونحن نعلمُ أنّ لکلِّ بریق صوت ، وکلّما اشتد البرقُ کلما تعاظم صوته ، ولهذا قد یکون الصوت المهیب لهذا البرق من الشدّةِ بحیث یهزُّ جمیع المبانی ویُحدثُ صوتاً کالقنابل الشدیدة الانفجار.
ولکن البرق لا ینتج نتیجة اقتراب کتلتین من الغیوم دائماً لتکون بعیدة عن متناول الإنسان ولا تُسبب أیَّ خطر ، بل قد تقترب الغیوم الحاویة على الشحنات الموجبة من الأرض ، وبما أنّ الأرض تحتوی على الشحنات السالبة لذلک یحدث البرق بین « الأرض » و« الغیوم » ، وهذا البرق العظیم الذی یسمى بالصاعقة خطیرٌ للغایة ، فهو یُحدثُ هزَّةً شدیدةَ فی المنطقة التی یقع فیه ، وکذلک یولد حرارة عالیة جدّاً بحیث إذا أصابت أیَّ شیء تجعلُهُ رماد(1) .
ونظراً لتجمع الشحنات على الأجزاء المدببة للأجسام ففی الصحارى التی تحدث فیها الصواعق ، یظهر البرق فی النقاط المرتفعة کرؤوس الأشجار ، وحتى رأس الإنسان المار عبره ، لذلک یعتبر التوقف فی الصحارى أثناء الجو العاصف الملیء بالرعد والبرق خطیراً للغایة ، وفی مثل هذه الحالات یمکن أن یزیلَ اللجوءُ إلى الودیان أو الاقتراب من الأشجار واسفل الجبال والتلال الخطر إلى حد ما ( إنّ الاتکاء على الأشجار والشبابیک الحدیدیة لا یخلو من خطورة أیض ) .ویتضح جیداً من خلال الإشارة أعلاه اخطارُ البرقِ وعامل الخوف الذی اُشیرَ إلیه فی الآیات الآنفة .