«البرق»: کما یقول الراغبُ فی المفردات تعنی فی الأصل النورَ الذی یظهر من الغیوم ، ثم استُعملت للتعبیر عن کل شیء ساطع ، فمثلا یقال للسیفِ اللامعِ : ( السیفُ البارق ) .
إضافة إلى ذلک ، یستفاد من « مقاییس اللغة » أنّ « البرق » له معنى آخر ، وهو اجتماع السواد والبیاض فی شیء واحد ، ولکنَّ الظاهر أنَّ المعنى الثانی یعود إلى المعنى الأول، السواد عندما یکون إلى جانب البیاض یُبدی بریقاً أکثر ، کما اعتبر بعضٌ مفهومَ الشِّدةِ والضغط جزءاً من معنى البرقِ أیضاً فیقولون : إنّ البرقَ واللمعان یحدثان بشکل خاص من خلال الشدَّة والضغط (1) .ویقول « الراغب » إنّ « الرعد » هو صوت الغیوم ، ویستعمل کنایة أیضاً عن تحطُّمِ وسقوط الشیء الثقیل المتزامن مع الصوت، إلاّ أنَّ صاحب « مقاییس اللغة » ذکرَ أنَّ معناه الحقیقی هو الحرکة والاضطراب ، ولکن بصورة عامة ، یستفاد جیداً من کتب اللغة أنّ المعنى الحقیقی هو الصوت الذی ینطلق من الغیوم ، وبقیة المعانی لها صبغةٌ کنائیة .و«الصواعق»: جمع « صاعقة » ، وتعنی فی الأصل الصوت الشدید المهیب الذی ینطلقُ من الجو مصحوباً ببریق ناریٍّ عظیم ، وجاءت هذه المادة أیضاً بمعنى الذهول بسبب سماع الاصوات القویة ، وقد تستعمل بمعنى الهلاک أیض .وقال بعض أرباب اللغة : إنَّ موارد استعمال الصاعقة ثلاثة وهی : « الموت » و « العذاب » و« النار »(2) إلاّ أنّ الظاهر أنّ جمیعها من لوازم المعنى الحقیقی .