وفی حدیث توحید المفضّل وهو حدیث ملیءٌ بالمعانی ، وکاشفٌ لأسرار الخلق فی مختلف الجوانب لمعرفة الله ، جاء ما یلی :« انظر یا مفضّل إلى هذه الجبال المرکومة من الطین والحجارة التی یحسبها الغافلون فضلا لا حاجة إلیه ، والمنافع فیها کثیرة : فمن ذلک أن تسقط علیها الثلوج فیبقى فی قلالها لمن یحتاج إلیه ، ویذوب ما ذاب منه فتجری منه العیون الغزیرة التی تجتمع منها الأنهار العظام ، وینبت فیها ضروب من النبات والعقاقیر التی لا ینبت مثلها فی السهل ، ویکون فیها کهوف ومقایل للوحوش من السباع العادیة . ویتخذ منها الحصون والقلاع المنیعة للتحرز من الأعداء ، وینحت منها الحجارة للبناء والأرحاء ، ویوجد فیها معادن لضروب من الجواهر ، وفیها خلال اُخرى لا یعرفها إلاّ المقدّر لها فی سابق علمه »(1) .وقد تکون العبارة التی جاءت فی ختام حدیث الإمام (علیه السلام) إشارة إلى الفوائد المهمّة الاُخرى التی اکتُشفت تدریجیاً مع تطور العلوم وتمّت الإشارة إلیها فی البحوث الماضیة ،المنافع التی لا زالت خافیةً عن أنظار العلم البشری .