مهما تحدثنا حول فوائد وجود هذا النجم السماوی وتأثیره البالغ فی حیاة الإنسان وبقیة موجودات الأرض ، فإننا لا نستطیع أن نفی بالغرض، وفی الحقیقة یمکنُ تألیف کتاب کبیر فی هذا المجال بالترتیب التالى:
1 ـ إنّ جاذبیةَ الشمس تؤدی إلى دوام استمرار الأرض فی دورانها فی مدارها الثابت وإلاّ لسقطت فی إِحدى زوایا هذا الفضاء اللا متناهی ککُرة مضطربة .2 - إنّ الحرارة التی تصلنا من الشمس بصورة مباشرة نهاراً والتی تخزن فی الأجسام وتنعکس علینا لیلا، لها تأثیر فی نمو النباتات ودیمومة الحرکة والحیاة لدى الحیوانات.
3 ـ إنَّ الشمسَ تَضعُ فی خدمة الإنسان نوراً سلیماً ومجانیاً وغَیر حار أو مُحرق ولا بارد وخال من الأثر ، بشکل دائم ، وإذا قارنّا قیمة الطاقة التی نحصل علیها من الشمس مع قیمة مصادر الطاقة الاُخرى فلابدّ أنْ تدفعَ البشریة اموالا عِوَضاً عن النور والحرارة التی تستلمها من الشمس مقارنةً مع ثمن « الکهرباء » بمقدار ( ملیاراً و700 ألف دولار کل ساعة ) .عندئذ یجب أن نفکِّرَ کم ستکون هذه المیزانیة على مدى سنة کاملة ؟وبتعبیر آخر ، لو أرادَ أهلُ الأرض تأمین الحرارة التی تمنحُها إیّاهم الشمس ، عن طریق شراء الفحم الحجری فیجب علیهم توفیر 61 الف ملیار طن منه سنوی ، أو بعبارة اُخرى توفیر 20 ألف طن لکل شخص ، أیّ تأمین میزانیة باهضة .3 ـ نحنُ نعلمُ أنّ ضوء الشمس یترکبُ من 7 ألوان مُزجت مع بعضها وظهرت على هیئة هذا النور الأبیض والشعاع الحالی ، وهذا النورُ یُعتَبرُ عاملا مساعداً للنباتات حیثُ یمتصُ غاز ثانی اوکسید الکاربون من الجو ویطرحُ فی المقابل غاز الاوکسجین الذی هو عِمادُ حیاتن ، فهو یساعد النباتات فی نموها بسحب ثانی اوکسید الکاربون .ونحنُ نمیزُ الأشیاء حسب العادةِ عن طریق ألوانه ، وهذه الألوان تحصلُ فی شعاع الشمس ، لأنَّ کلَّ موجود یقوم وحسب تکوینه بامتصاص جانب من ألوان الشمس فنطلقُ على اللون الذی لم یُسحبْ لونَ الشیء ، أی أنّ الورق الأخضر للنباتات یمتص جمیع ألوان الشمس عدا اللون الأخضر ، إذن فنورُ الشمس هو الذی یُظهرُ جمیع الألوان .4 ـ إنَّ الاشعةَ فوق البنفسجیة والتی هی من اشعاعات الشمس تُفیدُ فی القضاء على 90 % من الجراثیم ، وتقوم بدورِ منعِ التعفن بنجو تام ، ولولاها لتبدَّلت الأرضُ إلى مستشفىً کبیر ، ولعلَّ أشعة الشمس اعتبرت لهذا السبب من المطهرّات فی الإسلام « مع شروط خاصة طبع » .5 ـ لقد استطاعَ العلماءُ من خلال استخدامهم للعدسات المحدبة الفخمة من تولید حرارة هائلة بامکانها تشغیل المصانع المهمّة ، ولعل الکثیر من المؤسسات الصناعیة الحسّاسة سیتم تَشغیلها فی المستقبل القریب بالاستفادة من نور الشمس ، وتحلُّ الطاقةُ
الشمسیة عندئذ محلَّ الکهرباء فی البیوت .6 ـ إنَّ تکوُّنَ الغیوم نتیجةً لسقوط أشعة الشمس على سطح المحیطات وهبوب الریاح نتیجةً لاختلاف درجات الحرارة على الأرض بسبب أشعة الشمس ، ثم حرکة الغیوم نحو الیابسة وهطول الأمطار التی تبعث الحیاة ، هی احدى الفوائد المهمّة للغایة لنور وحرارة الشمس .7 ـ إنّ حرکة الشمس المنظمة فی أبراج السماء ( الصور الفلکیة ) وشروقها وغروبها
المنهجی الّذی یجری بنظام وتعاقب دقیق ومحسوب على مدى أیام السنة ، إضافة إلى مساعدتها فی تکوین الفصول المتعددة ، فهی تساعد فی إیجاد تقویم وحساب منظم للزمان الضروری جدّاً للحیاة الاجتماعیة للبشر (1) .