مع أنّ القرآن الکریم یشرح الکثیر من الجزئیات المتعلقة بالسماء والأرض والنباتات والحیوانات عند ذکره للآیات الإلهیّة سواء کانت آیات آفاق أو آیات أنفس ، لکنه حین یصل إلى قضیة الروح لا یزید على قوله : ( قُل الرُّوحُ مِنْ أَمرِ رَبِّى وَمَا أُوْتِیْتُمْ مِّنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِیْل ) .أو إنّه یقول : ( وَنَفْس وَمَا سَوّاهَا ) أو یعبّر عنها بإِنشاء الخلق الآخر : ( ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَر ) ، أو إنّه ینسب الروح إلى نفسه فیقول : ( وَنَفَخْتُ فِیْهِ مِنْ رُوحِى ) .إِنَّ کل هذه التعابیر تحکی عن أن خلق الروح یختلف عن خلق بقیة الموجودات ، ولیس هذا إلاّ بسبب تعقید قضیة الروح وأسرارها العظیمة .