عَدَّ القدماء خمسة قوىً ظاهریة وخمسة قوىً باطنیة للروح الآدمیة ، أَمّا القوى الظاهریة فهی : حاسة النظر ، السمع ، الشم ، الذوق ، اللمس ، وهی نوافذ روح الإنسان نحو عالم المحسوسات والروابط بین ذلک الجوهر المجرد وعالم المادة .إنَّ کل واحدة من هذه القوى عالم واسع ملیٌ بالأسرار ، وکل واحدة من أدوات هذه القوى ، أی العین والأُذن واللسان والغدد الشَّمِّیَة والأعصاب الموزَّعة فی کافة أنحاء الجلد ، آیة من آیات الله تتضمن فی داخلها عالماً من العلم والحکمة .وقد عد الفلاسفة القدماء القوى الباطنیة خمسة أیض :1 ـ الحس المشترک .2 ـ الخیال ، والذی یعتبر ذاکرة الحس المشترک .
3 ـ القوة الواهمة التی تدرک مفاهیم من قبیل المحبة والعداء .4 ـ القوة الذاکرة التی تحفظ فی داخلها الإدراکات الواهمة .5 ـ قوة التخیل التی تُصرّف المفاهیم والصور الجزئیة الموجودة فی خزانة الخیال والذاکرة فترسم صوراً مختارة لا وجود لها فی الخارج .وکل واحدة من هذه القوى الخمس هی عالم ملیءٌ بالأسرار بحدّ ذاته .لکن علماء وفلاسفة الیوم لا یحددون القوى الظاهریة بتلک القوى الخمس المعروفة ، ولا القوى الباطنیة بتلک القوى الخمس المذکورة ، إنهم یضعون للنفس الإنسانیة قوى کثیرة ، ویعتبرون الروح الآدمیة مخزناً عجیباً فیه أنواع القوى ومختلف الاذواق والقابلیات والادراکات التی یختلف فیها أفراد البشر .لقد وضع علم النفس والتحلیل النفسی یده الیوم على مناطق غامضة ومبهمة من روح الإنسان واکتشف فیما اکتشف فیها عالماً جدیداً وسرّیاً باسم « الضمیر الخفی » أو « ضمیر اللاشعور » ووضع أمام أعین البشر المزید من العجائب عن هذا الموجود المجهول .
