کما قرأنا فی تفسیر الآیة 5 من سورة الحج ، فإنّ الله ینسب إخراج الجنین من الرحم إلى نفسه: ( ثُمَّ نُخْرِجُکُمْ طِفْل ) إنّ هذا التعبیر یکشف عن أهمیّة عملیة الولادة التی توصل إلیها العلماء فی عصرنا الحاضر .ما هو العامل الذی ینظم زمان الولادة ؟ وما هی الظروف اللازمة لإصدار الأوامر للجنین بالخروج ؟ وکیف تُعَدُّ جمیعُ أعضاء الجسم لهذا التحوّل المهم ؟ وضمن أیّة عوامل ینقلب جسم الجنین تدریجیاً لیخرج رأسهُ إلى الدنیا أول ؟ هل تراه یعلم أنّ ولادته ابتداءً برجلیه غیر ممکنة أو أنّها مستعصیة جدّ ؟ مَن یصدر الأوامر لکل عضلات جسم الأم بتسلیط أشد الضغوط على الجنین من أجل الخروج ؟وتظهر أهمیّة هذا الموضوع عندما یختل هذا النظام نادراً ویضطر الأطباء إلى عملیة
« فتح البطن » «الولادة القیصریة» ، وربّما کان وجود مثل هؤلاء الأشخاص القلة ، إنذاراً للجمیع لکی یفکروا بأهمیّة هذا الموضوع .بالطبع یمکن فی بعض الحالات التنبؤ بزمان الولادة على وجه التقریب ، ولکن فی بعض الحالات تحصل الولادة قبل الموعد وأحیاناً بعده .وهکذا فإنّ عملیة الولادة بکل ما یتعلق بها من أمور محسوبة ، إنّ هی إلاّ آیة أخرى من آیاته تبارک وتعالى.