لم یتمکن أحد من الإجابة عن السؤال القائل : کیف وبتأثیر أیّة عوامل یصیر الجنین ذکراً أو أُنثى ؟ أی أنّ العلم لم یعثر لحد الآن على جواب له ، فمن الجائز أن تکون بعض المواد الغذائیة أو الأدویة مؤثرة فی هذا المجال ، لکن المسلم بهِ هو أن تأثیرها لیس مصیریاً وجازم .ومع هذا فالعجیب مشاهدة تعادل نسبی دائم بین هذین الجنسین ( الرجل والمرأة ) فی المجتمعات البشریة ، وإن کان ثمّة اختلاف فانّه لیس بالاختلاف الملفت للنظر .تصوروا یوماً یختلُّ فیه هذا التعادل فتکون نسبة الرجال إلى النساء عشرة إلى واحد مثل ، أو على العکس یکون عدد النساء عشرة أضعاف الرجال ، أیّة مفاسد عظیمة سوف تظهر ؟ وکیف سیضطرب نظام المجتمعات البشریة ؟ وهل أنّ المجتمع الذی یکون فیه مقابل کل رجل عشر نساء أو مقابل کل إمرأة عشرة رجال یستطیع أن یوفر لنفسه حیاة هادئة ؟لکن الذی خلق الإنسان لحیاة سالمة ، أَوجد هذا التوازن العجیب والغامض فیه ، أجل إنّ الله تعالى ووفقاً لمشیئته وحکمته یهب لمن یشاء ذکوراً ویهب لمن یشاء إناثاً: ( یَهَبُ لِمَنْ یَشَاءُ إِنَاثاً وَیَهَبُ لِمَنْ یَشَآءُ الذُّکُورَ ). ( الشورى / 49 )
لکن هذه المشیئة والإرادة محسوبة .