القائد المثالی فی نظر الإمام علی(علیه السلام)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
نماذج من خصوصیات الإدارة والقیادة فی الإسلام شروط القادة من المراتب العلیا فی الجیش



یعتبر العهد التاریخی الذی کتبه الإمام علی(علیه السلام) لمالک الأشتر(رحمه الله) وهو أحد اُمراء الجیش الإسلامی الشجعان فی تاریخ الإسلام، دستوراً عمیق المضمون وزاخراً بالمعطیات فی جمیع مجالات الإدارة.

ویتحدّث أمیرالمؤمنین(علیه السلام) فی هذا العهد المعروف عن مالک الأشتر نفسه (بغضّ النظر عن الصفات المذکورة فی هذا العهد) فی رسالة خاصّة لأهالی مصر عندما أرسل إلیهم مالک الأشتر والیاً من قِبله على مصر یقول:

«أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَعَثْتُ إِلَیْکُمْ عَبْداً مِنْ عِبَادِ الله، لاَ یَنَامُ أَیَّامَ الْخَوْفِ، وَلاَ یَنْکُلُ عَنِ الاَْعْدَاءِ سَاعَاتِ الرَّوْعِ، أَشَدَّ عَلَى الْفُجَّارِ مِنْ حَرِیقِ النَّارِ، وَهُوَ مَالِکُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو مَذْحِج، فَاسْمَعُوا لَهُ، وَأَطِیعُوا أَمْرَهُ فِیَما طَابَقَ الْحَقَّ، فَإِنَّهُ سَیْفٌ مِنْ سُیُوفِ اللهِ، لاَ کَلِیلُ الظُّبَةِ، وَ لاَ نَابِی الضَّرِیبَةِ; فَإِنْ أَمَرَکُمْ أَنْ تَنْفِرُوا فَانْفِرُوا، وَإِنْ أَمَرَکُمْ أَنْ تُقِیمُوا فَأُقِمُوا، فَإِنَّهُ لاَ یُقْدِمُ وَلاَ یُحْجِمُ، وَلاَ یُؤَخِّرُ وَلاَ یُقَدِّمُ إِلاَّ عَنْ أَمْرِی; وَقَدْ آثَرْتُکُمْ بِهِ عَلَى نَفْسِی لِنَصِیحَتِهِ لَکُمْ، وَشِدَّةِ شَکِیمَتِهِ عَلَى عَدُوِّکُمْ»(1).

ویتبیّن من کلام أمیرالمؤمنین(علیه السلام) فی هذه الرسالة وفی حدیثه عن قائد جیشه أنّ من اللازم توفر الصفات التالیة فی القائد المثالی:

1 ـ الیقظة والفطنة التامة عند الإحساس بالخطر فی أوقات الأزمة.

2 ـ عدم الخوف والخشیة من قدرة العدو مهما تعاظمت.

3 ـ الحزم والحسم فی الأمور التی تتعلق بالتصدی للعدو.

4 ـ شدة تأثیر ضرباته المحسوبة على العدو.

5 ـ الإطاعة الکاملة لأوامر الإمام والقائد الأعلى.

6 ـ التحرک والتعاطف مع الجماهیر فی المجتمع الإسلامی.

7 ـ الشدّة وعدم اللیونة مع العدو.

وکل واحدة من هذه الصفات یمکنها أن تکون موضوعاً منفصلاً للبحث والتحقیق، ولکننا بغیة للاختصار نغض الطرف عن ذلک.

والملفت أنّ أمیرالمؤمنین(علیه السلام) عندما وصل إلیه خبر شهادة مالک الأشتر(رحمه الله)جلس فی مأتمه وقال کلاماً یبیّن فیه صفات القائد المثالی فقال:

«مَالِکٌ وَمَا مَالِکٌ. وَاللهِ لَوْ کَانَ جَبَلاً لَکَانَ فِنْداً، وَلَوْ کَانَ حَجَراً لَکَانَ صَلْداً، لاَ یَرْتَقِیهِ الْحَافِرُ، وَلاَ یُوفِی عَلَیْهِ الطَّائِرُ»(2).

نرى أنّ الإمام علی(علیه السلام) یقرر الصفات التالیة بوصفها الصفات الممیزة للقائد الناجح والمثالی، وهی:

1 ـ عظمة الروح.

2 ـ بُعد النظر وسعة الاُفق فی التفکیر.

3 ـ الاستقامة أمام الحوادث والتحدیات الصعبة.

4 ـ الشخص الذی یبقى مکانه خالیاً بعد فقده.

ومن مجموع هذه الصفات المذکورة والصفات السابقة، تتبیّن أهمیّة وقیمة القائد المثالی الذی یجمع فی نفسه هذه الملکات والخصال، ولابدّ من الإذعان إلى أنّ الجمع بین هذه الصفات أمر مشکل للغایة، وإذا وجدنا من یتمتع بهذه الصفات الحمیدة فینبغی اغتنام فرصة وجوده.

الخصوصیات العشر لقادة الجیش فی عهد الإمام علی(علیه السلام) لقد ذکر الإمام علیّ(علیه السلام) عدّة شروط وخصوصیات لقادة الجیش وذلک فی عهده لمالک الأشتر والذی انعکست فیه أغنى وأدق المواصفات والمناهج العملیة للبلدان الإسلامیة، والحقیقة أنّ الإمام(علیه السلام) ذکر فی هذا العهد المسائل اللازمة والقیم الإنسانیة والإسلامیة المعتبرة للإدارة والقیادة، ونرى من الضروری من أجل إکمال هذا البحث استعراضها بشکل إجمالی:

«فَوَلِّ مِنْ جُنُودِکَ أَنْصَحَهُمْ فِی نَفْسِکَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاِِمَامِکَ،

وَأَنْقَاهُمْ جَیْباً;

وَأَفْضَلَهُمْ حِلْماً;

مِمَّنْ یُبْطِىءُ عَنِ الْغَضَبِ;

وَیَسْتَرِیحُ إِلَى الْعُذْرِ;

وَیَرأَفُ بِالضُّعَفَاءِ;

وَیَنْبُو عَلَى الاَْقْوِیَاءِ;

وَمِمَّنْ لاَ یُثِیْرُهُ الْعُنْفُ;

وَلاَ یَقْعُدُ بِهِ الضَّعْفُ;

ثُمَّ الْصَقْ بِذَوِی الْمُروءَاتِ وَالاَْحْسَابِ وَأَهْلِ الْبُیُوتَاتِ الصَّالِحَة وَالسَّوَابِقِ الْحَسَنَةِ ثُمَّ أَهْلِ النَّجْدَةِ والشَّجَاعَةِ وَالسَّخَاءِ وَالسَّمَاحَةِ»(3).

هنا یخاطب أمیرالمؤمنین(علیه السلام) عامله وقائد جیشه مالک الأشتر بأن یختار من بین جیشه من تتوفر فیه الصفات التالیة لتولی قیادة الجیش وأمور الولایة الأخرى:

1 ـ أن یکون أقربهم فی نفسک إلى الله ورسوله وولی أمره ویعیش الإخلاص والنصیحة للمسلمین.

2 ـ أن یکون أنقاهم سریرة وأطهرهم قلباً.

3 ـ أن یکون أعقل من الآخرین وأکثرهم فطنة وذکاءً وأحسنهم خُلقاً.

4 ـ أن یکون من الأشخاص الذین لا یغلب غضبه على حلمه ولا تملکه الحدّة ولا یسرع به الغضب.

5 ـ أن یقبل عذر المخطىء بالموقع المناسب.

6 ـ أن یکون رؤوفاً بالضعفاء ومتعاطفاً مع الطبقة المحرومة.

7 ـ أن یتصدى لقوى الاستکبار ویکون حازماً أمام الأقویاء.

8 ـ أن یکون مستقیماً وثابتاً کالجبل أمام التحدیات الصعبة والظروف القاسیة.

9 ـ أن لا یملکه الضعف والخور ولا یعیش الکسل والإهمال وتتغلب علیه المشاکل.

10 ـ أن یختار للمناصب الرسمیة الأشخاص الذین یتسمون بالمروءة والأصالة فی النسب ومن الاُسر الصالحة والسوابق الحسنة ویتحلى بالشهامة والشجاعة والکرم.

ومن مجموع هذه الصفات تتبیّن هذه الحقیقة بوضوح، وهی أنّ الإسلام یهتم کثیراً بمسؤولیة القیادة والإدارة وأنّه قد وضع شروطاً کثیرة لإحراز هذا المنصب، ولهذا السبب فالأشخاص الذین یتولون هذه المشاغل ویتحملون هذه المسؤولیات لابدّ أن یوفقوا أنفسهم مع هذه المعاییر ویسعون فی تحصیل هذه الصفات، وإذا کانوا یفتقدونها فعلیهم اجتناب التصدی لمثل هذه المواقع المتقدمة واعتزالها بشجاعة.

وبدیهی أنّ اکتساب هذه الصفات لیس بتلک السهولة ولا یحصل علیها الإنسان إلاّ من خلال تهذیب النفس وبناء الذات والمعرفة الکاملة بالقیم الإسلامیة والتعالیم القرآنیة.



1 . نهج البلاغة، الرسالة 53.
2 . نهج البلاغة، الکلمات القصار، 443.
3 . نهج البلاغة، الرسالة 53.

 

نماذج من خصوصیات الإدارة والقیادة فی الإسلام شروط القادة من المراتب العلیا فی الجیش
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma