11 ـ الشجاعة والحزم (الصرامة)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
10 ـ التجربة والخبرة 12 ـ العدالة والقسط


بالرغم من أنّ الشروط المهمّة التی ینبغی توفرها فی المدیر والقائد، والقیم التی ینبغی التحلّی بها لا تنحصر بما ذکر آنفاً، لکن یمکن القول بأنّ ما ذکرناه فی البحوث السابقة یشکل أهم الأوصاف والسمات التی لا یمکن للإنسان من تولی منصب الإدارة والقیادة بدونها، ویعتبر شرط الشجاعة شرطاً آخر فی هذه السلسلة، ومن هذه الجهة تعتبر الشجاعة أول سمة ینبغی توفرها فی الإنسان لإحراز هذا المنصب.

لأنّ التکالیف والوظائف الملقاة على عاتق المدراء والقادة لایمکن إنجازها وتحقیقها بدون التحلّی بهذه الصفة الأخلاقیة:

1 ـ إذا کان المدیر یشعر بالضعف والجبن فی مرحلة اتخاذ القرار فإنّه لا یستطیع أن یتخذ قراراً صائباً.

2 ـ بالنسبة للحوادث غیر المتوقعة إذا لم یملک المدیر روح الشهامة والشجاعة، فإنّه سوف یتعرض للارتباک والاضطراب بحیث ینسى الطرق السلیمة والحلول الناجعة التی تمکّنه من إنقاذ الوضع من هذه الأزمة أو المعضلة.

3 ـ إذا لم یکن المدیر أو القائد یملک قدراً من الشجاعة فإنّه حین ارتکابه للأخطاء لا یکون مستعداً للاعتراف بها، وبالتالی لا یجد مسوّغاً لجبرانها وإصلاح الخلل الناشىء من هذه الأخطاء.

4 ـ فی الأعمال المهمّة التی تحتاج إلى الاعتماد على النفس فإنّ مثل هذه الأعمال لا تتحقق بدون التحلّی بالشجاعة والإقدام.

5 ـ إنّ الإنسان کثیراً ما یواجه فی حیاته وساوس الشیاطین والأهواء والنوازع النفسانیة التی تسعى لجرّ الإنسان إلى دروب الخطیئة والتمادی مع قوى الباطل والانحراف، ولا یمکن الوقوف أمام هذه الوساوس وحل هذه المشکلة إلاّ من خلال التحلی بالشجاعة.

6 ـ وفی مقابل الحواجز المختلفة التی تقف أمام المدراء والقادة، فلا یمکن إزاحتها والاستمرار فی المسیرة إلاّ من خلال الاستمداد من روح الشجاعة والشهامة.

7 ـ وأحد شروط النجاح والتغلب على المشکلات، استصغارها واحتقارها، وذلک لا یکون إلاّ فی ظلّ روح الشهامة والشجاعة.

8 ـ وکذلک لا یمکن تقبّل المسؤولیّات الجسیمة ذات الآفاق المبهمة والغامضة والشروع بالعمل إلاّ من قِبل الأشخاص الذین یملکون روح الشجاعة والجرأة على الإقدام وتحدّی هذه المشکلات والمعضلات.

9 ـ عدم الخوف من القوى الشریرة، التی یواجهها الإنسان شاء أم أبى فی حیاته الاجتماعیة، یمثّل شرطاً للتغلب علیها، وهذا الأمر لایتیسر للأشخاص الجبناء الذین یعیشون الخوف والتزلزل من هذه القوى.

وخلاصة الکلام أنّ المدراء والقادة یحتاجون إلى هذه الصفة الأخلاقیة المتمیزة فی کل خطوة یخطونها فی عملهم، والأشخاص الذین یملکون الوعی والتجربة ویتحلّون بالصدق والأمانة ولکنّهم یفتقدون للشجاعة والجرأة الکافیة، فإنّهم لا یستطیعون أن یکونوا مدراء ناجحین وقادة صادقین.

یقول أمیرالمؤمنین الإمام علی(علیه السلام) فی کلماته القصار: «العَجْزُ آفَةٌ، وَالصَّبْرُ شَجاعَةٌ»(1).

ویتحدث أمیرالمؤمنین(علیه السلام) فی عهده لمالک الأشتر عن صفات القائد الشجاع والمثالی، ویؤکد خاصّة على مسألة «الشجاعة» بوصفها خصلة ذاتیة، ویقول:

«ثُمَّ أَهلِ النَّجدَةِ والشَّجاعَةِ وَالسَّخاءِ وَالسَّمَاحَةِ»(2). وقد أشرنا سابقاً إلى أنّ هذه الصفة ینبغی توفرها فی «المستشارین» أیضاً، فلا ینبغی للمدراء والقادة أن یتخذوا لهم مستشارین من الأشخاص الجبناء، لأنّهم سیؤثرون على إرادتهم وعزمهم فی اتخاذ القرارات اللازمة.

قال(علیه السلام): «لا تُدخِلَنَّ فِی مَشورَتِکَ... جَباناً یُضعِفُکَ عَنِ الاُمورِ»(3).

وإحدى أهم صفات الأنبیاء «الشجاعة» حیث کانوا النموذج الأعلى لهذه الحالة کما ورد فی قصّة إبراهیم الخلیل(علیه السلام) بطل التوحید، والتی ذکرها القرآن الکریم فی أکثر من آیة من آیاته، وقبل ذلک رأینا رسول الله(صلى الله علیه وآله) وکیف کان یقف کالجبل الراسخ فی أحلک الظروف والتحدیات الشرسة ویتصدى لأخطر المؤامرات بقلب ثابت وعزیمة راسخة.

وخاصة إذا أراد المدیر أو القائد إقامة برنامج ومشروع ثوری ولم یکن هذا البرنامج منسجماً مع الروح السائدة فی أجواء ذلک المجتمع، فحاله حال من یسبح ضد التیار، وحینئذ لا یستطیع تنفیذ هذا المشروع بدون التحلی بهذه الصفة الأخلاقیة.


1 . نهج البلاغة، الکلمات القصار 4.
2 . نهج البلاغة، الرسالة 53.
3 . المصدر السابق.
10 ـ التجربة والخبرة 12 ـ العدالة والقسط
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma