9 ـ العشق للعمل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
8 ـ سعة الصدر 10 ـ التجربة والخبرة


لایستطیع أی شخص أن یکون مدیراً أو قائداً ناجحاً إلاّ بعد أن یعیش حالة العشق لعمله.

إنّ الأشخاص الذین یتحرکون فی عملهم على أساس من «المسؤولیة المحضة»، أو لغرض التخلص من اعتراض الناس وتوبیخ «المقامات العلیا» یشبهون المرضعة التی ترضع الطفل بلبنها فی مقابل أخذ الاُجرة وتتولى مسؤولیة «إطعام» أو «تربیة» الطفل، ولکنّ الأشخاص الذین یتحرکون فی عملهم وأداء واجباتهم من موقع العشق، فهم کالاُم فی علاقتها بطفلها.

ونعلم أنّ آلاف المرضعات لا یمکن أن یصبحن کالاُم، لأنّ الاُم تعیش العشق والتحرق على ولیدها، وتلک تؤدی وظیفتها بقلب بارد وفارغ من العاطفة والاحساس.

وهذا بالضبط یمثّل أهم فارق بین الإدارة الغربیة والإدارة الإسلامیة.

وبعبارة أخرى، یجب إثارة الدوافع والمحفزات لدى المدراء والقادة أکثر من إثارة الحوافز فی نفوس الموظفین العاملین فی الدائرة، ونعلم أنّ أقوى المؤثرات والحوافز هو «العشق»، والعشق الذی ینبعث من الإیمان والتدین یکون أقوى وأعمق من جمیع المؤثرات الأخرى وأکثرها إیجابیة.

لماذا لم یتمکن الجیش الساسانی المکوّن من «000/500» مقاتل بکامل العدّة والتجهیزات الحربیة والأسلحة الحدیثة فی ذلک الزمان والتجربة والخبرة الکبیرة فی الحروب التی خاضها فی الحروب مع أعداء الفرس فی ذلک الزمان، لم یتمکن من الصمود أمام جیش الإسلام المکوّن من «000/50» رجل مع قلة الإمکانات والأسلحة والخبرة العسکریة، وبالتالی انهزم ذلک الجیش العظیم أمام المسلمین؟

ألا یعنی ذلک أنّ القادة والجنود لذلک الجیش العظیم کانوا یفتقدون لأی حافز ودافع للقتال فی مقابل ما یملکه الجیش الإسلامی الصغیر من دوافع قویة وحوافز شدیدة جعلت هذا الجیش الصغیر ینتصر فی النهایة ویسحق ذلک الجیش الکبیر؟

إنّ أفراد الجیش الإسلامی کانوا یعیشون العشق للقیم والمبادىء التی یحملونها والرسالة التی یعتقدون بها، ولکنّ القیم السائدة لدى ضباط الجیش الساسانی ولدى جنوده کانت قدیمة ومتهرئة وقد جاءت مجامیع من هؤلاء الجنود بالجبر والإکراه إلى میادین القتال، ومجامیع أخرى بوسائل الترغیب والتطمیع.

لا نبتعد کثیراً، ففی العالم المعاصر نشاهد هذه المسألة تتکرر أیضاً، فالجیش الأمریکی المکوّن من نصف ملیون جندی والمجهز بأحدث وأمضى الأسلحة الفتاکة ویقوده قادة عسکریون من أصحاب الخبرة والتجربة، نرى أنّ هذا الجیش انهزم فی مقابل جیش صغیر ومتخلف ظاهراً وهو الجیش الفیتنامی، وما أسوأ تلک الهزیمة وما أشنع تلک الفضیحة، لماذا؟

لأنّ الفئة الثانیة کانت تعیش العشق لأهدافها ومبادئها، فی حین أنّ الفئة الاُولى کانت تعیش فی الحد الأقصى، للمسؤولیة الإداریة والوظیفة العملیة.

وقد ذکروا فی أخبار حرب فیتنام أنّ الجنود الفیتنامیین کانوا یتحرکون بدوافع دینیة أیضاً، وهذا المسألة مثیرة للاهتمام وجدیرة بالدراسة والمطالعة.

ونقرأ فی الصفات الخمس المذکورة فی القرآن للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی الآیة 128 من سورة التوبة أنّ إحدى هذه الصفات الخاصة بهذا القائد العظیم هو أنّ هذا المدیر والمدبر کان یعیش «العشق لهدایة الناس»، وقد عبّرت الآیة عنه «حریصٌ عَلیکُم» وهذا التعبیر دقیق وعمیق جدّاً، ومن البدیهی أنّه لولا هذه الحالة من العشق الشدید للناس، فلا یمکن تحمل کل تلک الصعوبات والمصائب ومواجهة کل تلک التحدیات بصدر رحب وبروح منفتحة.

ولعل التعبیر بـ «أب» الوارد فی الحدیث الشریف عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) والإمام علی(علیه السلام)فی قوله: «أنا وَعَلیٌّ أبَوا هَذِهِ الاُمّة»(1)، إشارة إلى هذا الموضوع أیضاً، وهو أنّ علاقة النبی والإمام علی بالاُمّة الإسلامیة هی علاقة الاُبوة والعاطفة الأبویة، فالأب هو الذی ینطلق فی علاقته مع أبنائه لإنقاذهم ونجاتهم من موقع العاطفة الشدیدة والعشق لهم.


1 . بحار الأنوار، ج 16، ص 95.

 

8 ـ سعة الصدر 10 ـ التجربة والخبرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma