3 ـ التنظیم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
2 ـ البرمجة والتخطیط 4 ـ إیجاد الانضباط والتنسیق


الهدف من «التنظیم» تقسیم العمل فی مجموعة من النشاطات بحیث یضمن تنظیم الأمور وتقسیم العمل الأمور التالیة:

أ) أن لا یبقى عمل بدون مسؤول یتولى أمره ویتفقد تفاصیله، وفی ذات الوقت یتمّ منع التداخل والتعارض فی المسؤولیات.

ب) یتمّ تقدیم کل عمل إلى مسؤول مطّلع على تفاصیله وقادر على تولی أمره.

ج) التنظیم یؤدّی إلى أن یعمل جمیع الأفراد فی المجموعة بشکل منسجم وبمثابة تشکیلة واحدة بحیث أنّ عمل کل واحد منهم یکمّل عمل الآخر.

د) أن یؤخذ بنظر الاعتبار سلسلة المراتب فی تقسیم المسؤولیات.

هـ) یرتبط جمیع الأفراد من خلال سلسلة المراتب مع القیادة أو المدیر.

ومن أجل إنجاح عملیة التنظیم ینبغی الأخذ بنظر الاعتبار اللیاقات وأشکال التخصص العلمی والعملی، والتقوى والالتزام الأخلاقی وسائر العناصر التی تدخل فی عملیة إنجاح المشروع، ولیس فقط الاستفادة منها، بل ینبغی «اصطیادها» بالمعنى الواقعی للکلمة.

ونقرأ فی سیرة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وحالاته أنّه کان یتثبت من الأمور حتى فی عملیة ایصال رسالة إلى طرف آخر ویختار لإبلاغها من یجد فیه لیاقة أکثر، کما فی قضیة إبلاغ آیات سورة البراءة فی موسم الحج، لمشرکی مکّة، وفی الحقیقة فإنّ هذه الآیات تعنی «إعلان نهایة الشرک والوثنیة» وتعتبر هذه القضیة أحد المراحل المهمّة فی تاریخ الإسلام،
ومن هنا کان النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) یصرّ بأمر إلهی أن یقوم الإمام علی(علیه السلام) بتبلیغ هذه الآیات للمشرکین، لأنّه یملک اللیاقة لهذا العمل أکثر من الآخرین(1).

وفی غزوة «خیبر» عندما عجز الآخرون عن فتح أقوى حصون خیبر فإنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) استلم قیادة الجیش بنفسه، وقال کلمته التاریخیة المعروفة:

«لأُعْطِیَنَّ الرّایَةَ غَداً رَجُلاً یُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَیُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، یَفتَحُ اللهُ عَلى یَدَیهِ یأخُذُها عُنْوَةً»(2).

ثم أعطى الرایة للإمام علی(علیه السلام) وانتهت المعرکة بسقوط ذلک الحصن المنیع للیهود على ید الإمام علی(علیه السلام).

وورد فی حدیث نبوی مشهور التأکید على هذه النقطة الحساسة والمهمّة جدّاً والتی تعتبر من أهم أُصول الإدارة والتدبیر والتنظیم حیث روی عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّه قال:

«مَنْ أَمَّ قَوماً وَفِیهِم مَنْ هُوَ أَعلَمُ مِنهُ لَمْ یَزَلْ أَمرُهُم إِلى سّفالِ إِلى یَومِ القِیامَةِ»(3).

وهذا الأصل صادق فی جمیع مراحل الإدارة والقیادة.

وقال النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله):

«مَن وَلِیَ مِنْ أَمرِ المُسلِمِینَ شَیئاً، فَوَلّى رَجُلاً وَهُوَ یَجِدُ مَنْ هُوَ أَصلَحُ لِلمُسلِمِینَ مِنهُ فَقَدْ خانَ اللهَ وَرَسُولَهُ»(4).

وفی الماضی کان من المتداول أن یقسّم الجیش أربعة أقسام: «المیمنة»، «المیسرة»، «القلب»، «المقدمة أو الطلائع». فحتى بالنسبة لجیش صغیر لا یبلغ عدده سوى 72 نفراً، وهو جیش الإمام الحسین(علیه السلام) یوم عاشوراء نرى أنّ هذا الأصل فی تقسیم الجیش روعی أیضاً فی تنظیم هذا الجیش الصغیر ظاهراً والکبیر معنىً وروحاً.

وکان الإمام الحسین(علیه السلام) قد وضع أحد أصحابه لقیادة جانب المیمنة، ووضع آخر على المیسرة، وتولى الإمام نفسه قلب الجیش، (أمّا مقدمة الجیش فترتبط بالحالات التی تتزامن مع حرکة الجیش وحدوث بعض الانتقالات وذلک من أجل ضمان عدم وجود کمین للأعداء أو التحسس من الخطر، فالمقدمة تتحرک أمام الجیش لتمهد الطریق لسلامة الجیش من المباغتة، والاطلاع على قوّة العدو، وکان أفراد المقدمة ینقلون الأخبار لقائد الجیش بواسطة السهام).

ومن المعلوم أنّ هذه الأمور قد تغیّرت فی الحروب الجدیدة وأضحت قیادة الجیوش معقدة ومتطورة جدّاً.

وفی مسألة التنظیم ینبغی التدقیق فی مجمل الاحتمالات حتى احتمال اصابة قائد الجیش وضرورة وجود من ینوب عنه وتعیین بعض الأفراد لهذا الغرض.

وقد أورد المؤرخون فی قضیة «معرکة مؤتة» أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) لم یشترک فی هذه المعرکة بنفسه، ولکنّه عیّن جعفر بن أبی طالب(علیه السلام) قائداً للجیش، وفی حال إصابة جعفر بحادثة فإنّ «زید بن حارثة» سیخلفه فی قیادة الجیش، ولو استشهد زید أیضاً فیکون «عبدالله بن رواحة» قائداً للجیش ویأخذ اللواء، وإذا استشهد عبدالله أیضاً فإنّ على المسلمین أن یختاروا قائداً رابعاً من بینهم مع التشاور فیما بینهم، وهکذا یستمروا فی قتال الأعداء(5)، وکل ذلک لوجود مواجهة حاسمة وحرب طاحنة مع جیش الروم العظیم، فلابدّ من توقع هذه الحوادث المحتملة والتدبیر لها کما حدث ذلک.

وفی عملیة التنظیم الدقیق لابدّ من وضع کل موضوع وحادثة غیر متوقعة موضع الاعتبار وأخذها بالحسبان ونصب مسؤول أو عدّة مسؤولین لکل حادثة عادیة أو غیر عادیة.


1 . تفسیر مجمع البیان، سورة التوبة.
2 . مجمع البیان، ج 9، ص 120; الکامل لإبن الأثیر، ج 2، ص 149 طبع بیروت.
3 . وسائل الشیعة، ج 5، ص 415.
4 . السیاسة الشرعیة، ص 6.
5 . طبقات ابن سعد، ج 2، ص 128، طبع بیروت.
2 ـ البرمجة والتخطیط 4 ـ إیجاد الانضباط والتنسیق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma