عوامل هزیمة المسلمین فی «اُحد» بوصفها قنطرة للانتصارات اللاحقة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
عدم الإلتزام بأوامر القیادة 8 ـ جمع المعلومات والاحصائیات

ینطلق القرآن الکریم فی الآیات 139 إلى 143 من سورة آل عمران، لیعرض لنا تحلیلاً دقیقاً حول نتائج غزوة أُحد، والتدبر فی الآیات المذکورة یزیح الستار عن الکثیر من أسرار هذه الهزیمة والإخفاق ویقرر أنّ المسلمین أصبحوا أکثر حنکة وحزماً فی الاختبار والامتحان العسیر، وقد صنعوا من هذه الهزیمة المرّة جسراً للفتوح والانتصارات فی المستقبل.

وأهم هذه الأمور کالتالی:

1 ـ الخطأ فی المحاسبة، فهنا یوجد تصور خاطىء لدى بعض المسلمین الحدیثی العهد بالإسلام فی تصورهم عن تعالیم الإسلام، حیث حسبوا أنّ اظهار الإسلام والإیمان یکفی لتحقیق النصر، وبعبارة أخرى، أنّ الکثیر من المسلمین فی ذلک الوقت ربّما کانوا یتصورون خطأً أنّ الله تعالى سینصرهم على الأعداء ویمدّهم بالإمداد الغیبی فی جمیع میادین القتال ولا حاجة حینئذ لسعیهم وبذلهم الجهد فی سبیل تحقیق النصر، وعلى ضوء ذلک تغافلوا عن السنن الإلهیّة فی استخدام العوامل الطبیعیة للنصر وتهیئة الوسائل اللازمة لدحر الأعداء، ولکن واقعة اُحد الألیمة بیّنت أنّ الإمدادات الغیبیة لا تنفصل عن الاستعداد للجهاد والقتال وبذل الجهد فی هذا السبیل، وعلى هذا الأساس لا ینبغی أبداً التغافل عن العوامل والأسباب الطبیعیة فی مجریات الأمور.

2 ـ عدم الانضباط العسکری ومخالفة أصحاب «عبدالله بن جبیر» للأمر المؤکد لنبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) فی ضرورة عدم ترکهم لمواقعهم الحساسة فی جبل «عینین»، یعتبر عاملاً مهمّاً آخر لهذه الهزیمة، وقد أدرک المسلمون أنّ الانضباط العسکری والالتزام بأوامر القیادة فی میدان القتال لهما أثر مصیری وحاسم فی تحقیق النصر وأنّ کل تمرد وعصیان لأوامر القیادة ربّما یکلّفهم غالیاً.

3 ـ إنّ حبّ الدنیا لدى بعض المسلمین الجدد الذی تمثّل فی اجتماعهم لکسب الغنائم الحربیة وترجیح الغنائم على ملاحقة العدو وإلقاء السلاح لغرض التکالب على الغنائم، یمثّل عاملاً ثالثاً للهزیمة، وقد أدرک المسلمون فی هذه الواقعة أنّ المقاتل فی سبیل الله والمجاهد فی خط الإیمان والإسلام یجب أن ینسى جمیع الأمور المادیة وأنّ الرجل المجاهد فی سبیل الله لا یصح أن یفکر بالدنیا وجمع الغنائم.

4 ـ إنّ حالة الغرور الناشئة من النصر فی بدایة المعرکة أدّى إلى التهاون وعدم التفکیر بقدرة الأعداء العسکریة وازدراء عدّتهم الحربیة وبالتالی لم یتحرک المسلمون لملاحقة العدو.

إنّ هذا الاهمال أدى إلى أن یتعلم المسلمون درساً للمستقبل، وهو أن لا یترکوا نصرهم ونجاحهم ناقصاً، بل لابدّ من مواصلة القتال حتى یتلاشى جیش الأعداء بشکل کامل.

5 ـ العامل الآخر الذی ساهم فی هذه الانتکاسة، ترک مرکز القیادة، لأنّ جیش المسلمین غفل عن هذه النقطة العسکریة المهمّة، وهی أنّه لا ینبغی ترک مرکز القیادة فی المیدان لأنّه لو أصابته صدمة فی المعرکة فإنّ الهزیمة ستکون حتمیة، ولولا الثلة القلائل من الأصحاب وخاصّة أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام) ودفاعهم المستمیت عن نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله)لکان الإسلام فی خبر کان، ولإندثر ذکر الإسلام والمسلمین فی العالم البشری.

والآن لنلقی نظرة على الآیات القرآنیة الکریمة لمعرفة بعض التفاصیل عن عوامل الهزیمة فی اُحد وکیف یقرر القرآن إمکانیة تحویل الهزیمة إلى نصر، یقول القرآن الکریم:

(... وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الاَْعْلَوْنَ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ* إِنْ یَمْسَسْکُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْکَ الاَْیَّامُ نُدَاوِلُهَا بَیْنَ النَّاسِ وَلِیَعْلَمَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَیَتَّخِذَ مِنْکُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لاَ یُحِبُّ الظَّالِمِینَ * وَلِیُمَحِّصَ اللهُ الَّذِینَ آمَنُوا وَیَمْحَقَ الْکَافِرِینَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا یَعْلَمْ اللهُ الَّذِینَ جَاهَدُوا مِنْکُمْ وَیَعْلَمَ الصَّابِرِینَ * وَلَقَدْ کُنْتُمْ تَتَمَنَّوْن الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَیْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ)(1).

فهذه الآیات الشریفة باسلوبها الرائع أثرت فی ذهنیة المسلمین وروحیتهم تأثیراً عمیقاً وجعلت من هذه الهزیمة المؤلمة، مدرسة لتهذیب النفس وازاحة عوامل الضعف والقصور ومعرفة المفاهیم العمیقة فی الإسلام وعلّمت المسلمین کیفیة إصلاح الوضع وجبران الخلل لتحویل هذه الهزیمة والانتکاسة إلى جسر ممتد إلى آفاق المستقبل لترشید الطاقات والتقدم السریع لایصال الرسالة إلى الأجیال اللاحقة وأن لا یعتمدوا على الادعاءات والشعارات بل یتحرکوا على أساس الحقائق المتوفرة على أرض الواقع، وعلمتهم أن لا یضحوا بالکیفیة والنوعیة لحساب الکمیة، وکیف یعملون على تخلیص أنفسهم من الشوائب.


1 . سورة آل عمران، الآیات 139 إلى 143.

 

 

 

عدم الإلتزام بأوامر القیادة 8 ـ جمع المعلومات والاحصائیات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma