نبیّ الإسلام(صلى الله علیه وآله) المدیر والقائد الفذّ

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
الحکومة الإسلامیة وسیلة لتحقیق أربعة أهداف کبیرةمواجهة الضغوط فی مکة وبدایة الهجرة



لا یشک أحد ـ حتى الأشخاص الذین لا یعتقدون بأنّ الإسلام دین إلهی ـ بأنّ نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) کان قائداً فذّاً حقّق النصر لجیشه فی أقلّ مدّة ممکنة وبأقلّ خسارة، ومن حیث الإدارة، کان النّبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله) أیضاً قویاً إلى درجة أنّه خلق من مجتمع نصف متوحش حضارة کبیرة، ونجح فی تشکیل اُمّة موحّدة من قبائل عربیة متنافرة ومتحاربة، ولا شک أنّ تألیف اُمّة واحدة من قبائل متحاربة ومتخاصمة قد اعتادت على النهب والإغارة وسفک الدماء، وتوحیدها فی مدّة قصیرة، یعدّ عملاً عظمیاً ومعجزة اجتماعیة لیس لها نظیر، ولا یخفى على أحد تأثیر هذا العمل العظیم على مجمل حرکة التاریخ البشری.

ولهذا السبب فإنّ سیرة هذا النبیّ ـ مهما کان الموقف منها ـ من شأنها أن تکون مصدر إلهام لمسألة الإدارة الّتی نحن فی صدد بحثها فی جمیع أبعادها، وسنرى فی البحوث اللاحقة کیف أنّ نبی الإسلام استخدم أدقّ المسائل والآلیّات المتعلّقة بأمر المدیریة والقیادة العسکریة فی حیاته السیاسیة والاجتماعیة، وذلک بمقضى قوله تعالى:

(لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کَانَ یَرْجُو اللهَ وَالْیَوْمَ الاْخِرَ وَذَکَرَ اللهَ کَثِیراً)(1).

یجب أن یکون النبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله) اُسوة لنا فی هذه المسألة المهمّة.

قبس من سیرة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله):

لو ألقینا نظرة سریعة إلى حیاة نبی الإسلام بعد البعثة، لرأینا أنّ هذه الحیاة الزاخرة بالعطاء تنقسم إلى مرحلتین متمیّزتین:

1 ـ مرحلة مکة المکرمة (مرحلة التهیئة والبناء).

2 ـ مرحلة المدینة المنورة (مرحلة العمل وانجاز المشاریع).

إنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی مرحلة مکة المکرمة کان یهتم بعملیة التعلیم العقائدی والفکری والثقافی لأتباعه وتطهیر قلوبهم من رسوبات الشرک، لیعدّهم لحرکة کبیرة ونهضة إلهیّة باتجاه بناء وتشیید أرکان المجتمع الإنسانی الذی تسود أجواءه القیم الإلهیّة، وذلک من خلال تشیید «حکومة مقتدرة وقویة» کمقدمة لتحقیق أهداف الرسالة الإلهیّة.

فی هذه المرحلة التی استغرقت 13 سنة کان المسلمون یخضعون بشکل مستمر لدروس فکریة وثقافیة من تعالیم الوحی والرسالة السماویة، ولهذا السبب فإنّ القسم الأعظم من سور القرآن الکریم نزل فی هذه المرحلة، ومن هنا کانت هذه الآیات الشریفة تعدّ أفضل وسیلة لتعلیم وتربیة المسلمین وتهذیب أخلاقهم وتزکیة نفوسهم والسیر بهم فی خط الرسالة والعبودیة والانفتاح على الله.

إنّ المسلمین فی هذه المرحلة کانوا مکلّفین ـ مضافاً إلى إقامة الصلاة فی خمسة أوقات یومیاً، والتی تعتبر درساً عملیاً لبناء الذات ـ أن یقوموا فی اللیل ویقرأوا ما تیسر لهم من الآیات القرآنیة بمقدار طاقتهم، وبذلک یتواصلوا مع الوحی الإلهی ویطبقوا تعالیمه على أنفسهم وأعمالهم، وفی ذلک یقول تعالى: (إِنَّ رَبَّکَ یَعْلَمُ أَنَّکَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَی اللَّیْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِینَ مَعَکَ وَاللهُ یُقَدِّرُ اللَّیْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَیْکُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَیَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ...)(2).

إنّ اختیار اللیل لهذا الأمر المهم کان من أجل أنّ «الثورة الإسلامیة» کانت فی بدایة أمرها، ولابدّ أن تمدّ جذورها وترسّخ أرکانها بعیداً عن أنظار الأعداء وتستطیع بالتالی من النموّ والرشد وتکون من القوّة إلى درجة أنّها لا تتأثر بأیّ إعصار أو عاصفة تتعرّض لها وتهدّد وجودها.

فلو لا تخطیط النبیّ الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی هذه المدّة التی استغرقت 13 سنة فی مکة المکرمة، وما قام به من «الإدارة صحیحة» لحرکة الدعوة الإلهیّة، فإنّ هذه الرسالة السماویة الفتیّة لا یمکنها أن توفّق للامتداد السریع وخلق أفراد مؤمنین وملتزمین بقیم وتعالیم هذا الدّین لکی یحملوا أعباء الرسالة والدعوة وإنشاء المجتمع الجدید.

إنّ مسألة تعلیم القرآن کانت إلى درجة من الأهمیّة بین المسلمین بحیث إنّ مهر النساء أحیاناً کان تعلیم القرآن(3)، وبذلک کان القرآن الکریم عقیدة وبرنامجاً ومنهجاً، تعلیماً وتربیةً، ونظاماً سیاسیاً واُطروحة للحکومة.


1 . سورة الأحزاب، الآیة 21.
2 . سورة المزّمل، الآیة 20.
3 . انظر: وسائل الشیعة، کتاب النکاح، ج 15، ص 4.
الحکومة الإسلامیة وسیلة لتحقیق أربعة أهداف کبیرةمواجهة الضغوط فی مکة وبدایة الهجرة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma