من المعلوم أنّ أثقل وأهم مسؤولیة کانت على عاتق الأنبیاء الإلهیین، ونعلم أیضاً أنّها من أبرز صفات الأنبیاء، «البشارة» و«الإنذار» کما قال القرآن الکریم عن رسول الله(صلى الله علیه وآله):

(یَا أَیُّهَا النَّبِىُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاکَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِیراً * وَدَاعِیاً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِیراً)(1).

وقد وردت فی القرآن الکریم کلمة «انذار» ومشتقاتها أکثر من 120 مرّة، ووردت کلمة «بشارة» ومشتقاتها أکثر من 40 مرّة، والقسم المهم فی الآیات القرآنیة یرتبط بوصف النعم المعنویة والمادیة فی الجنّة التی تعتبر ترغیباً للإنسان لیتحرک باتجاه الخیرات والمبرات، وکذلک ورد الحدیث فی قسم کبیر من الآیات القرآنیة عن العقوبات البدنیة والنفسیة لأهل النار والتی تعتبر عاملاً مؤثراً فی منع الإنسان من الإیغال فی الخطیئة والإثم.

یقول الإمام علی(علیه السلام) ضمن تعالیمه لمالک الأشتر(رحمه الله) عن المسؤولین الکبار فی الحکومة:

«وَ وَاصِلْ فِی حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَیْهِمْ وَ تَعْدِیْدِ مَا أَبْلَى ذَوُو الْبَلاَءِ مِنْهُمْ; فَإِنَّ کَثْرَةَ الذِّکْرِ لِحُسْنِ أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجَاعَ، وَ تُحَرِّضُ النَّاکِلَ، إِنْ شَاءَ اللّهُ»(2).

على أیة حال، فإنّ وظیفة کل مدیر وقائد، العمل على ترغیب الأشخاص لبذل الجهد والنشاط، وهؤلاء الأفراد کالتالی:

أ) الأشخاص الذین یؤدون وظائفهم بصورة جیدة ویتحرکون فی عملهم من موقع الانضباط والنظم وأداء المسؤولیة.

ب) الأشخاص الذین یتحرکون فی مواقع خاصّة للإیثار والتضحیة ویقدمون کلّ ما أمکنهم لخدمة الآخرین.

ج) الأشخاص الذین یطرحون ابتکارات وابداعات لغرض تطویر العمل والنهوض بالمؤسسة أو الإدارة.

د) الأشخاص الذین یدفعون عن المؤسسة أو الإدارة خطراً کبیراً.

هـ) الأشخاص الذین یؤدون أعمالهم وفق البرنامج الدقیق حتى فی غیاب المدیر أو القائد کما لو کانا حاضرین.

و) الأشخاص الذین یکشفون مؤامرات العدو فی الوقت المناسب ویعملون على اجهاض هذه الدسائس وابطال مفعولها.

وخلاصة الکلام، إنّه لا ینبغی أن تخفى أیّة خدمة مهمة من قِبل الأفراد عن نظر المدراء والقادة ویجب علیهم فی مثل هذه الموارد الاقدام على تکریم هؤلاء الأفراد ومکافأتهم.

1 . سورة الأحزاب، الآیة 45 و46.
2 . نهج البلاغة، الرسالة 53.