7 ـ تقییم ودراسة عوامل النجاح والإخفاق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
6 ـ التفکیر بالحل للمشاکل والحوادث غیر المتوقعة غزوة «اُحُد» مثال الهزیمة التی تخلق النصر


لا یمکن أن یعیش الإنسان فی هذه الحیاة دون أن یواجه إخفاقاً فی مجمل حیاته، لأنّ طبیعة هذه الحیاة تختزن الفشل والإخفاق لمن یتحرک فیها ویتفاعل معها.

المهم هو کیفیة استفادة الإنسان من حالات الإخفاق وعوامل الفشل وتحویلها إلى عوامل للنجاح وتبدیلها إلى عناصر قوّة، فعلیه أن:

یتحرک لمعرفة نقاط الضعف والقصور.

معرفة جوانب النقص والحاجة.

إصلاح المواقف الخاطئة والممارسات السلبیة.

والخلاصة أن یدرس من جدید وضع جمیع القوى والقابلیات ویضعها فی بوتقة الاختبار ویستخلص منها النتائج والدروس.

صحیح أنّ الإخفاقات أحیاناً تکون ثقیلة وباهضة الثمن، ولکن إذا تحرک الإنسان على مستوى استثمار هذه الإخفاقات من خلال إعادة النظر بدقّة فی مجمل البرامج والمخططات والکشف عن «مناطق الاهتزاز والخلل»، فإنّ الثمن الذی یدفعه لهذه الإخفاقات لا یکون کثیراً، بل أحیاناً یکون الربح الحاصل من هذه الإخفاق والفشل أکثر بکثیر من الضرر أو الخسارة الناتجة منه، وبعبارة أخرى، أنّ حالات الإخفاق والفشل إنّما تکون خطیرة فی صورتین:

1 ـ فی صورة أن تکون عاملاً وسبباً للیأس و«خوار العزیمة» وإضعاف المعنویة.

2 ـ فی صورة ما لو لم یستثمرها الإنسان فیضعها على طاولة البحث والدراسة ویستخلص منها النتائج والدروس لإکمال المخطط السابق وجبران الأخطاء وإصلاح الخلل.

وطبعاً ینبغی بذل الجهد الوافر لتوقی حدوث أی إخفاق وفشل فی أی مقطع من مقاطع الحیاة، ولکن فی صورة حدوث مثل هذا الأمر فإنّ أحد الوظائف المهمّة للمدیر أو القائد هی عقد جلسات المشورة بشکل مستمر ومنظم لدراسة علل وعوامل هذا الإخفاق.

إنّ أهم مسألة فی هذا المجال والتی ینبغی مراعاتها بدقّة فی مثل هذه الجلسات:

1 ـ عدم إغماض النظر عن ذکر الحقائق المرّة وکتمان الموارد المؤلمة، بل ینبغی الانفتاح علیها والاعتراف بها بکامل الجرأة والتسلط على النفس ودراستها بشکل دقیق ومفصّل.

2 ـ اجتناب حالات التبریر لعوامل الفشل والهزیمة والإصرار على تبرئة الذات أو إلقاء اللوم على الأشخاص الآخرین أو عوامل أخرى، لأنّه لا شیء أخطر من عدم رؤیة الإنسان لنقاط ضعفه وقصوره وإلقاء اللوم على الآخرین، لأنّ ذلک من شأنه أن یعرّضه مرّة أخرى للفشل والسقوط فی هوة الإخفاق.

3 ـ ینبغی التحلّی بالشجاعة الکاملة لدى دراسة عوامل الضعف والقصور واجتناب التعصب والخجل، ودراسة المسائل الخاصة بالموضوع بدقّة بالتوکل على الله تعالى وإخلاص النیّة وصفاء القلب وبشجاعة، وتقبّل جمیع التبعات الناشئة عن تلک الحادثة، وفی هذه الصورة فقط یمکن التعرف على الأسباب الحقیقیة للحادثة واستثمارها بشکل إیجابی وتحویلها إلى سلّم للرقی وجسر لتحقیق النصر والنجاح فی المستقبل.

4 ـ عند دراسة هذه المسائل الحساسة یجب على الإنسان المؤمن أن یستعیذ بالله من الوساوس الشیطانیة التی تزین للإنسان الأمور غیر الواقعیة: (وَزَیَّنَ لَهُمْ الشَّیْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِیلِ فَهُمْ لاَ یَهْتَدُونَ)(1). وتدفع بالإنسان فی طریق الضلالة والانحراف، وینبغی علیه الاستمداد من الذات المقدّسة ویسأله العین البصیرة والقلب العارف بالحقائق ویطلب منه أن یعرّفه الحقیقة کما هی، فیکون مصداقاً للدعاء المعروف: «ربّ أرنی الأشیاء کَما هی»(2).


1 . سورة النمل، الآیة 24.
2 . رسائل الشریف المرتضى، ج2، ص 261.

 

 

6 ـ التفکیر بالحل للمشاکل والحوادث غیر المتوقعة غزوة «اُحُد» مثال الهزیمة التی تخلق النصر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma