بما أنّ مسألة الإدارة والقیادة تعتبر من المسائل المعقدة والدقیقة جدّاً، فمن الطبیعی أن یکون لها آفات کثیرة أیضاً.

بعبارة أخرى إنّ کل نقطة من النقاط الإیجابیة وعناصر القوة التی ینبغی توفرها فی مسألة الإدارة، یمکن تصور نقطة ضعف فی مقابلها تعدّ من آفات الإدارة، ولهذا السبب لعلّه یکفی إشارة إجمالیة إلى هذه الآفات للاطلاع على هذه المسألة.

هنا نشیر إلى «ثلاثین آفة مهمّة»، وکل واحدة منها کافیة لتکون سبباً فی إخفاق المدیر أو القائد اللائق، لأنّنا نعلم أنّ الوصول إلى هدف معین إذا کان یحتاج إلى ثلاثین عنصراً وعاملاً، فإنّ فقدان واحد من هذه العوامل یکفی لعدم تحقق الهدف.

على سبیل المثال إذا کنّا نحتاج لنقل الطاقة الکهربائیة من منطقة إلى أخرى إلى وضع ثلاثین محوّلة فی وسط الطریق ولإیصال الکهرباء إلى المحل المطلوب، فینبغی أن نضغط على ثلاثین زرّاً فی هذه المحولات لیتمّ نقل الکهرباء من منطقة إلى أخرى، ولو أهملنا زراً واحداً فإنّ ذلک من شأنه انقطاع وصول الکهرباء وإن کانت الأزرار الباقیة مفتوحة.

على أیّة حال فهذه الآفات کالتالی:

1 ـ «التمییز بین الأشخاص والأفراد تحت إمرة المدیر أو القائد بدون دلیل».

2 ـ «جعل الأعمال بید الأشخاص غیر اللائقین وغیر المناسبین لذلک العمل (سواء کان عملاً صغیراً یحوّل إلى فرد کبیر ومهم أو تحویل العمل المهم إلى فرد صغیر فی منظومة).

3 ـ «السماح للانتهازیین وفتح الطریق للأشخاص المتملقین للدخول فی أجواء المجموعة».

4 ـ «حبّ الثناء والمدح».

5 ـ «حبّ الجاه».

6 ـ «الحرص وجمع الثروات».

7 ـ «البخل وضیق الاُفق».

8 ـ «الحسد بالنسبة للعاملین فی الدائرة».

9 ـ «الاهتمام بالشائعات وترتیب الأثر علیها».

10 ـ «الإسراف والتبذیر».

11 ـ «إضاعة الفرص بسبب التردد وعدم الجرأة فی اتخاذ القرار أو الجبن والخوف».

12 ـ «إهدار الطاقات والقابلیات بسبب مسائل صغیرة أو العناد والحقد».

13 ـ «الاهتمام الزائد بنقاط الضعف والغفلة عن نقاط القوة وعدم الالتفات إلى تعدیلها».

14 ـ «اتّباع الأهواء والنوازع النفسانیة».

15 ـ «التعامل مع الآخرین من موقع الانتقام والحقد».

16 ـ «الاستبداد بالرأی».

17 ـ «العجلة والتسرع وعدم التبثت من الأعمال».

18 ـ «سوء الظن المفرط». وطبعاً أحیاناً یلزم للمدیر أو القائد أن یملک شیئاً قلیلاً من سوء الظن لئلا یقع فی المشاکل وهو غافل.

19 ـ «حسن الظن المفرط».

20 ـ «الغرور والغفلة».

21 ـ «الخشونة واستعمال آلیة العنف وحدّة المزاج».

22 ـ «اللیونة المفرطة والمداهنة مع المنحرفین».

23 ـ «عدم الاعتماد على المعاونین».

24 ـ «الرغبة فی حصر الأمور بیده وتولی زمام الأمور بنفسه».

25 ـ «ترجیح الأفراد الضعفاء على غیرهم للتشاور والتعاون معهم بسبب إذعانهم وخنوعهم».

26 ـ «العناد والتمادی فی الخطأ والاشتباه».

27 ـ «عدم العفة فی الکلام (إساءة التخاطب مع الآخرین)».

28 ـ «عدم رعایة الأدب فی التعامل مع الآخرین».

29 ـ «التلوث بالأعمال والنشاطات التنفیذیة (فالمدیر الجید هو الذی یجتنب التلوث مهما أمکن بالأمور الجزئیة)».

30 ـ «عدم الصراحة والشفافیة، وبشکل عام التعامل مع الأصدقاء ومع المعاونین بوجهین وبحالة من النفاق».

وطبعاً فإنّ آفات الإدارة لاتنحصر بما ذکر أعلاه، فما ذکرناه آنفاً یمثّل قسماً مهماً فی هذا المجال، ویمکن الوقوف على جهات أخرى من خلال المطالعة والدقة فی هذه المسألة.