نموذج آخر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
نموذج من إیجاد الدافع 6 ـ التفکیر بالحل للمشاکل والحوادث غیر المتوقعة


واللافت أنّه بعد فتح «مکّة» فی السنة الثامنة للهجرة (أی بعد سنتین من صلح الحدیبیة) وعندما کان الإسلام ینتشر بسرعة بین القبائل العربیة، قامت قبیلة «هوازن» وقبیلة «ثقیف» وقبیلة «بنی سعد» وهی من القبائل المهمّة فی جزیرة العرب، بالتخطیط للقضاء على المسلمین وتجهیز جیش کبیریبلغ عدد أفراده ثلاثین ألف رجل، وکان جیش المسلمین یومئذ مکوّن من اثنی عشر ألف رجل، واصطف الجیشان للقتال.

وکان وادی «حنین» محل التقاء الجیشین، وکمن جیش العدو فی أطراف هذا الوادی، وبینما کان جیش الإسلام یمرّ من هذا الوادی هجم الأعداء کالبرق الخاطف علیهم واستخدموا عنصر المباغتة، فتضعضع الجیش الإسلامی وتلاشى نظمه وفقدوا السیطرة على مواقعهم وتناثروا فی کل حدب وصوب، وفی تلک اللحظة الحساسة من عمر الإسلام ومن حیاة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) کان من اللازم الإقدام بسرعة للحیلولة دون انفراط هذا الجیش والسعی لجمع قواه المتناثرة ونفخ روح جدیدة فیه لحفظه من الانهدام وعدم حلول الهزیمة به.

هنا أقدم النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) بامداد إلهی على عملین مبتکرین مهمّین، الأول أنّ النبی لحدّ الآن لم یشترک بنفسه فی أی معرکة فی قتال الأعداء وکان یکتفی بإدارة المعرکة وقیادة الجیش، وفی هذه المعرکة سلّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) سیفه ودخل المعرکة بشجاعة فائقة.

ومن جهة أخرى قام «العباس» عمّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، وبإلهام من النبی، بتذکیر المسلمین ببیعة الشجرة وصرخ فیهم بصوت عال:

«یـا مَعشَرَ المُهاجِرِینَ والأنصارِ یـا أَصحابَ سُورَةِ البَقرةِ یـا أَهلَ بَیعَةِ الشَّجَرة إِلى أَینَ تَفِرُّونَ، هَذا رَسُولُ الله...»(1). (والتذکیر بسورة البقرة یعود إلى وجود قصّة طالوت وجالوت وإعراض أکثر المشارکین فی جیش طالوت عن القتال وبقیت ثلة من المؤمنین مع طالوت إلى أن کتب الله النصر على جالوت».

وقد أدى هذان الأمران فی تراجع أکثر المسلمین الفارین من میدان القتال واجتماعهم مرّة ثانیة وعودة تماسک الجیش الإسلامی وبدأت حرکة قویة من جانب المسلمین وهجموا صفّاً واحداً على الأعداء ودحروهم وکتب الله النصر للمسلمین فی هذه المعرکة وأسروا جماعات کثیرة من الأعداء، وخرجوا من هذه المعرکة ظافرین غانمین.

وهناک الکثیر من مثل هذه الموارد فی تاریخ الإسلام ویمکنها أن تکون مصدر إلهام لجمیع القادة والمدراء فی المجتمع الإسلامی مع تفاوت الظروف وخصوصیات المرحلة.


نموذج آخر (خطبة طارق بن زیاد المعروفة)

المعروف أنّ طارق بن زیاد قائد الجیش الإسلامی لفتح اسپانیا عندما واجه جیش الأعداء الکبیر، أقدم على حرکة مبتکرة وعجیبة، بحیث لولا إقدامه هذا لکان من الممکن أن تلحق هزیمة نکراء بجیش الإسلام فی «الاندلس» فقد أمر طارق بن زیاد بحرق السفن التی نقلت جیشه إلى ساحل إسبانیا، واکتفى بحفظ متاع وغذاء یوم واحد لجیشه وأمر بإحراق الباقی ثم قال ضمن خطبة قصیرة ومثیرة:

«یـا أیّها النّاس! أَینَ المَفَرُّ؟ وَالبَحرُ مِنْ وَرائِکُم وَالعَدوُّ مِنْ أَمَامِکُم، فَلیسَ لَکُم وَاللهِ إلاّ الصّدقُ والصَّبرُ، واعلَمُوا أَنَّکُم فِی هَذهِ الجَزِیرَةِ أَضیعُ مَنَ الأیتامِ فِی مَأَدُبَةِ اللّئامِ! وَقَد استَقبَلَکُم عَدُوُّکُم بِجَیشِهِ وَأَسلِحَتِهِ، وَأَقواتُهُ مَوفُورَةٌ، وَأَنتُم لا وِزرَ لَکُم غَیرَ سُیُوفِکُِم، وَلا أَقواتَ لَکُم غَیرَ مَا تَستَخلِصُونَهُ مَنْ أَعدائِکُم»(2).

فوقع هذا الکلام وقع الصاعقة على جیش الإسلام فحملوا فی ذلک الیوم کالبرق الخاطف على جیش الأعداء وهزموهم هزیمة نکراء، وفتحوا الطریق إلى تأسیس حکومة إسلامیة فی «الأندلس»(3).


1 . تفسیر «مجمع البیان»، ج 5، ص 19; ذیل الآیة 25 من سورة التوبة.
2 . وفیات الأعیان، لابن خلکان، ج 4، ص 404، طبعة مصر; نفح الطیّب، ج1، ص 225.
3 . انظر فی هذا المجال: الکتاب النفیس «الأندلس أو تاریخ حکومة المسلمین فی أوربا» تألیف المرحوم الدکتور محمد إبراهیم آیتی (بالفارسیة).
نموذج من إیجاد الدافع 6 ـ التفکیر بالحل للمشاکل والحوادث غیر المتوقعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma