یجب أن نکون أذکیاء بحیث لا یترتب على المکافأة بعض المفاسد التالیة:

1 ـ إنّ المکافأة لا ینبغی أن تکون بحیث توجب الغرور والغفلة لهذا الفرد الذی استحق المکافأة أو تؤدی إلى اطفاء شعلة النشاط والنظم والانضباط فی نفسه.

2 ـ یجب أن یقوم أساس المکافأة على الجانب المعنوی، لکی یتمّ اعلاء شخصیة الأفراد والتأکید على دورهم ومکانتهم، ولکنّ هذا لا یعنی عدم الاهتمام تماماً بالمکافأت المادیة.

3 ـ إنّ مکافأة شخص معین لا ینبغی أن تعطی مفهوماً خاطئاً للآخرین، وتکون سبباً لتحقیرهم واهانتهم، وهذا الأمر یتسم بالدقة والظرافة حیث ینبغی على المدراء والقادة ضمان عدم حدوث هذه الأمور السلبیة على أساس من الذوق والسلیقة.

4 ـ إنّ التشویق والتشجیع والمکافأة لا ینبغی أن تکون کثیرة النفقات وغالیة الثمن، لأنّه أولاً: یؤدی ذلک إلى تحویر الافتخار من المسائل المعنویة إلى المسائل المادیة.

وثانیاً: من جهة أخرى أنّ المکافأة الغالیة والباهضة الثمن لا ینالها إلاّ أفراد قلائل، فی حین أنّ عنصر التشویق أو المکافأة یجب أن یکون ذا طابع شمولی وواسع.

5 ـ المکافأة ینبغی أن تکون على أساس «الضوابط»، لا على أساس «الروابط» ومن المؤسف جدّاً أن یرى أفراد المؤسسة أو الدائرة أنّ المدیر یرجح «الروابط» فی علاقاته وفی مشاریعه على «الضوابط» وهذا من شأنه اضعاف العلاقة بین المدیر وأتباعه ویثیر سوء ظنّهم ویسلب منهم نشاطهم وفاعلیتهم فی تلک الإدارة والمؤسسة.

6 ـ ومن الطبیعی وجود تناسب بین المکافأة والعمل الصادر من الفرد وتلاحظ من جهة سلسلة المراتب والکمیة والکیفیة فی هذا الأمر.

یقول الإمام علی(علیه السلام):

«الثَّنَاءُ بِأَکْثَرَ مِنَ الاِسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ، وَ التَّقْصِیرُ عَنِ الاِسْتِحْقَاقِ عِیٌّ أَوْ حَسَدٌ»(1).

7 ـ إنّ المکافآت عادة تعطى لمستحقیها بحضور جمهور من الناس، أو یتمّ إخبار الجمهور بنتائج هذه العملیة، ولکن هناک موارد معینة ینبغی أن تکون فیها المکافأة بشکل سری وشخصی، والمدراء یمکنهم تشخیص هذه الموارد الاستثنائیة.

1 . نهج البلاغة، الکلمات القصار، 347.