إنّ کل إنسان فی حیاته یواجه ـ بنحو من الأنحاء ـ مسألة «الإدارة»، وکلّ شخص یمارس مسؤولیة اجتماعیة، سواءً کان یمارس دوراً فی النظام السیاسی ویتولى مسؤولیة فی الحکومة، کالوزراء، وقیادات الجیش، رؤساء الجامعات، مدراء الدوائر، مدراء المصانع والمؤسسات الخاصّة، بل کلّ إنسان یتحمل مسؤولیة معینة من الکسب والتجارة والعمل الاجتماعی وفی الاُسرة، یواجه نحواً من أنحاء الإدارة، فلو أنّه تعامل مع هذا الموقع تعاملاً سلیماً وبآلیات صحیحة وسعى بجدیّة لتحقیق معطیات أکثر والتقلیل من المشکلات، فإنّه سیحضى بالنجاح والموفقیة قطعاً.
وخلافاً لما یتصوره البعض، فإنّ المشکلة الکبیرة التی یواجهها مجتمعنا لا تتمثّل فی «قلّة الموارد والإمکانات» بل تتمثّل فی «ضعف الإدارة»، فإذا تحرکنا ومن خلال الاستلهام من المبانی المعنویة للإسلام وتعالیمه الشاملة، لإصلاح الخلل، فإنّنا نوفّق لجبران نقاط الضعف بعون الله تعالى والتغلب على المشکلات وبالتالی رفد الثورة الإسلامیة بالقوّة والحرکة والقدرة على مواجهة التحدیات التی یفرضها الواقع الصعب.
إنّ الإدارة تعتبر أساس وروح المؤسسات، فالإدارة الموفّقة هی التی تقوم على مرتکزات الإخوة الإسلامیة لا على أساس الفوقیة الغربیة وأدوات الاستغلال الغربی والشرقی، فمثل هذه الإدارة الإسلامیة تتواصل مع ترشید القابلیات وتتحرى تفعیل عناصر الابداع والابتکار وترشید حرکة التقدم فی جمیع المجالات بشکل منظم وسریع.