عدّة نقاط ضروریة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
ضرورة المؤسسات وأهمیّة الإدارة 1

بعد انتصار الثورة الإسلامیة والتخلّص من أزلام النظام الشاهنشاهی (الملکی) وظهور فئة من المؤمنین وتولّیهم المناصب الحساسة فی حقل الإدارة والقیادة، لوحظ وجود نوع من الفراغ فی هذا المجال.

وهذا الفراغ نشأ من إنهیار الضوابط الحاکمة على تشکیلة هیئة النظام السابق والتی کانت تستوحی مقوّماتها من «الإدارة الغربیة» للنظام السیاسی والإداری فی البلاد، وإلى جانب ذلک لم تتحدد الضوابط الإسلامیة فی مجال المدیریة وإدارة البلاد.

وعلى هذا الأساس بذلت المساعی الخیّرة من قِبل المؤسسات والمراکز الإداریة لاستجلاء التعالیم الإسلامیة فی مجال الإدارة السیاسیة والقیادة العسکریة، وتمّ تهیئة بعض الکراسات التی تتناول هذا الموضوع.

وفی هذا المنحى اتصل بی بعض الإخوة المسؤولین وطلبوا منّی المساهمة فی دعم ورفد هذه الاطروحة، وبالرغم من أنّ الکتب التاریخیة والأحادیث الشریفة وسیرة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وأئمّة الهدى(علیهم السلام)، والأهم من ذلک القرآن الکریم، کلّها زاخرة بالأُصول والتعالیم التی یمکنها أن ترسم المعالم الأساسیة لهذا الموضوع، فإننی لم أجد کتاباً یبحث فی تعلیم الضوابط ورسم الملامح للإدارة الإسلامیة بشکل مفصّل لتقدیمه لهؤلاء الإخوة المسؤولین.

ومن هنا لم أجد بدّاً من عقد العزم على تدوین کتاب «مهما کان مختصراً» فی هذا المجال بالاستمداد من تلک المنابع الثریة والمصادر الغنیة فی تراثنا الإسلامی، فلعل ذلک یکون بدایة حرکة واسعة لتحصیل مفاهیم معرفیة تبحث فی مطاوی هذه المسألة الإسلامیة والاجتماعیة المهمّة.

وقد تمّ هذا العمل بحمد الله، وکانت النتیجة هذه المجموعة من المقالات التی طرحت على بعض مراکز تعلیم المدیریة السیاسیة والعسکریة، وأصبحت فیما بعد کتاباً دراسیاً لهذه المراکز والمؤسسات التعلیمیة.

ولکننی فکرت بعد ذلک فی طرح هذه التعالیم الإسلامیة فی مجال الإدارة على المستوى العام لتعمّ الفائدة منها، ولیعلم الجمیع أنّ تعالیم الإسلام فی هذا المجال ثریّة وغنیة إلى درجة کبیرة، ولهذا أقدمت على تنقیح هذه المقالات وأخرجتها بشکل کتاب لتتمّ الفائدة منها، وکانت النتیجة هو هذا الکتاب الذی بین یدیک.

* * *

وهنا لابدّ من الإشارة إلى بعض النقاط الضروریة:

1 ـ بما أنّ هذا الکتاب، الذی یبحث فی موضوع «الإدارة» و«القیادة العسکریة الإسلامیة» (ونشیر هنا إلى أنّ القیادة العسکریة بدورها تعدّ نوعاً من الإدارة أیضاً)، یعتبر أول کتاب من هذا القبیل، فمن الطبیعی أنّ لایکون خالیاً من النقص والقصور، ولذلک نرى أنّ من الضروری مساهمة العلماء والفضلاء فی الحوزات العلمیة وأساتذة جامعة الإدارة المحترمین فی اثراء هذا البحث والعمل على تطویره وإیصاله إلى الکمال المطلوب.

ومن هنا فإنّ ملاحظات هؤلاء الإخوة المحترمین بإمکانها أن تساهم فی تکمیل أبحاث هذا الکتاب.

2 ـ إنّ أهم المصادر التی تمّ الاستفادة منها فی هذا الکتاب بعد «القرآن الکریم»، هی: سیرة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وأولیاء الدین العظام، وخاصة ما رود فی القسم الثانی من نهج البلاغة (قسم الکتب) الزاخر بالنقاط المهمّة والرؤى الرئیسیة حول هذا الموضوع، وکذلک ما ورد فی الأحادیث الإسلامیة المختلفة المذکورة فی المصادر الحدیثیة والتی استعرضت فی مضامینها أبعاد هذه المسألة.

3 ـ وأعتقد أنّ مطالعة هذا الکتاب لیس ضروریاً فقط للعاملین فی حقل الإدارة والقیادات السیاسیة والعسکریة (سواءً الرئیسیة منها أو الفرعیة)، بل إنّ مطالعته نافعة لجمیع الأشخاص الذین یرومون التعرف على التعالیم الإسلامیة من موقع العمق الفکری، وخاصّة أنّ کل شخص لا یعیش فی واقع الحیاة بعیداً عن نوع من الإدارة، وعلى الأقل الإدارة فی دائرة الاُسرة.

أضف إلى ذلک فممّا لا شک فیه أنّ کل نصر وتوفیق أحرزناه فی الثورة الإسلامیة یعود بالدرجة الاُولى للفهم الصحیح للإسلام وتجسید تعالیمه على أرض الواقع الاجتماعی، وکل مشکلة واجهتنا فی هذه الفترة کانت بسبب عدم وضوح الفکرة على المستوى النظری أو عدم تطبیقها بصورة جیدة على مستوى العمل والممارسة.

وعلى ضوء ذلک فلابدّ لأنصار الثورة الإسلامیة وللخروج من المشکلات فی جمیع المجالات، من التحرک على مستوى معرفة الإسلام بشکل أفضل وتطبیق تعالیمه وأحکامه من موقع الوضوح فی الرؤیة، وطبعاً فإنّ هذا العمل یحتاج لمدّة من الزمان، ومن هنا نرى أهمیّة التعرف على أصول الإدارة الإسلامیة والبحث عن النموذج الأعلى فی ثنایا التراث فیما یتصل بهذه المسألة المهمّة.

4 ـ ومن المعلوم أنّ مسألة «الإدارة» طرحت فی الغرب قبل مدّة مدیدة وقد کتبت فی هذا الموضوع کتب کثیرة، بل توجد هناک جامعات خاصة لتدریس آلیات الإدارة الناجحة على جمیع المستویات السیاسیة والاجتماعیة والعسکریة، ولکن نظراً لوجود تفاوت کبیر بین القیم الحاکمة على المجتمعات الغربیة وآلیات الإدارة هناک، وبین القیم السائدة فی المجتمع الإسلامی، فیما یتعلق بإدارة الاُمور، فنحن لا یمکننا اقتباس کل ما طرح هناک من مفاهیم وآلیات واتخاذ النموذج الغربی، الذی أفرزته التجارب فی العالم الجدید، قدوة واُسوة لنا فی هذا المجال.

بید أنّ هذا لا یعنی أن نطرح جمیع الأصول والرؤى الغربیة المتعلقة بموضوع الإدارة ونعمل على إلغائها، بل نقبل ما ینسجم ویتناسب مع القیم الإسلامیة التی نعیشها فی مجتمعنا، وسوف نرى نماذج منها فی طیات هذا الکتاب.

5 ـ وآخر نقطة نشیر إلیها هی أنّ المهم فی أمر الإدارة والقیادة لیس معرفة هذه الأُصول والضوابط والقواعد، بل المهم «العمل بها» وتطبیقها فی واقع الممارسة، وهذا هو الجانب الصعب من القضیة، فمن دون أن یمتلک المسلم قاعدة متماسکة من العقیدة والتقوى وتهذیب النفس فإنّ ا لنجاج فی هذا المضمار لا یکون میسوراً.

نسأل الله تعالى أن یوفق کاتب هذه السطور والقارىء العزیز لمعرفة التعالیم الإسلامیة من موقع العمق والدقّة، وتطبیقها على مستوى الواقع العملی بشکل أفضل.

وحینئذ نستطیع أن نبنی مجتمعنا الإسلامی بحیث یکون مجتمعاً نموذجیاً ویستطیع الآخرون الاقتباس من هذا النموذج الحی فی کافة مجالات الحیاة

وختاماً أشکر سماحة السید احمد القبانچی والشیخ هاشم الصالحی على ما بذلاه من تعریب واخراج هذا الکتاب و بهذه الصورة الرائعة واسأل الله تعالى أن یوفقهما لکل خیر وجزاهما عن الاسلام خیراً.

آمین یاربّ العالمین

ناصر مکارم الشیرازی

قم ـ الحوزة العلمیة ـ 1987 م

ضرورة المؤسسات وأهمیّة الإدارة 1
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma