4 ـ إیجاد الانضباط والتنسیق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
3 ـ التنظیم 5 ـ إیجاد المحرک والدافع



وإحدى الوظائف المهمّة للمدیر، التنسیق وإیجاد الانضباط بین مکوّنات الدائرة أو المشروع، فالمدیر فی ذات الوقت الذی یجب علیه حفظ علاقته مع أفراد الدائرة والذین یعملون تحت إمرته ویعمل على تقویة هذه العلاقة (سواء بشکل مباشر أم غیر مباشر)، فإنّه یملک دور المنسّق، ولا ینبغی أن یتغافل عن هذا الدور المهم، لأنّ وجود أفراد جیدین ومفردات جیدة لا یعنی النجاح الأکید، فالمهم هو إیجاد التنسیق والترکیب الصحیح والمتجانس بین هذه المفردات، وهذا هو الذی یضمن نجاح الخطة.

ومن أجل الإحاطة بأهمیّة هذا الموضوع نعود للبحث فی مقولة «السیر الأنفسی» ونلقی نظرة على التشکیلات والمنظومات فی أبداننا.

إنّ عملیة التنسیق والانسجام بین أعضاء البدن محیّرة جدّاً، فعندما نعمل عملاً بسیطاً أو معقداً، فسوف یتحرک جهاز خاص موضوع فی دماغنا بشکل اُتوماتیکی وبأمر الله تعالى لإیجاد التنسیق اللازم بین سائر الأعضاء فی البدن.

مثلاً، إذا کنّا نواجه حادثة حریق فیجب علینا السعی لإطفاء هذا الحریق، وفی صورة عدم التمکن من ذلک یجب علینا الابتعاد عن محل الحادثة، والجهد الکبیر فی ذلک إنّما یقع على عاتق العضلات والأقدام والأیدی، ففی مثل هذه الظروف ترتفع فجأة ضربات القلب وبشکل متجانس مع زیادة سرعة (التنفس) ویصل دوران الدم وجریانه فی العضلات إلى حدّه الأقصى، فالدم یصل بمقادیر کبیرة إلى خلایا البدن لتقویتها ومنحها القوة اللازمة لمواجهة هذه الحالة الطارئة، (المخ) بدوره یزید فی سرعة عمله ویستلم دماً کثیراً لتوفیر ما یحتاجه من طاقة وقوّة، وحتى إذا کان الإنسان یشعر بالجوع والعطش فإنّ هذه الحالة ستزول بشکل مؤقت عنه فلا یحس بالجوع والعطش لکی یرکز فکره وقواه الجسمانیة لتهیئة ما یحتاج إلیه فی هذه الظروف الصعبة، وهکذا یتحقق الانسجام وتعبئة الطاقات بشکل کامل لمواجهة هذه الحادثة.

هذا نموذج صغیر لعمل أعضاء البدن فی مواجهة حالة معینة، وإذا دققنا النظر فی عمل کل عضو وجهاز فی بدن الإنسان والموجودات الحیة الأخرى، فسوف نرى ظاهرة الارتباط الوثیق والانسجام الدقیق حاکمة على مجمل نشاطات الکائن الحی بحیث لا یمکن تصور حالة أفضل منها، وقد تطرقنا فی أبحاثنا التوحیدیة إلى هذا الموضوع، وأوردنا أدلة واضحة لإثبات وجود الله وعلمه وحکمته وقدرته من خلال هذا الموضوع، ویشیر القرآن الکریم إلى هذه الظاهرة فی الکثیر من آیاته.

وکلما کانت المنظومة معقدة وواسعة أکثر، فإنّ مسألة التنسیق والتجانس والانسجام ستغدو أکثر أهمیة وحساسیة، إلى درجة أنّ الإنسان لا یستطیع بالوسائل العادیة الاطلاع على تفاصیلها، ویضطر للاستعانة بالأجهزة الحدیثة والدقیقة لسبر أغوارها، کما نرى فی المنظمات والوزارات والشرکات الصناعیة المعاصرة حیث یستفیدون من جهاز الحاسوب بشکل کبیر لضمان عملیة التنسیق بین مکوّنات هذه الإدارة أو الشرکة أو الوزارة.

ولو عدنا لتاریخ الإسلام لرأینا ظاهرة عدم التنسیق فی جیش الإسلام فی معرکة اُحد، (ویعود ذلک للرماة الذین وضعهم رسول الله(صلى الله علیه وآله) على جبل اُحد تحت إمرة عبدالله بن جبیر) وقد أدى عدم التزامهم وانسجامهم مع الخطة الموضوعة لهزیمة جیش الإسلام وتحمل المسلمون ضربة قاصمة وخسائر کبیرة منها 70 شهیداً تقریباً ومنهم «حمزة سید الشهداء»(1).

ومن المهم الإشارة إلى هذه النقطة الضروریة، وهی أنّ ارتباط القادة والمدراء مع الأفراد العاملین تحت إمرتهم لا ینبغی أن یکون من موقع «الاستبداد والقیمومیّة» وهذا الکلام لا یعنی التغافل عن مسألة حفظ أصول «الانضباط» و«سلسلة المراتب» و«الحزم» فی عملیة الإدارة، بل ینبغی الجمع بین «الانضباط» و«الاُخوّة»، وهذا المعنى من الأمور الدقیقة جدّاً والتی یخلقها ابتکار المدیر والقائد من خلال التعلیم المستمر وخلق الوعی اللازم بین أفراد المجموعة.


1 . انظر: سیرة ابن هشام، ج 3، ص 129.

 

 

 

3 ـ التنظیم 5 ـ إیجاد المحرک والدافع
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma