شروط التأدیب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
الأبعاد السلبیة للمکافأة صفات وشروط المدراء والقادة الإسلامیین 4


إنّ «التأدیب» کما یظهر من اسمه إنّما هو من أجل «توعیة» الشخص الخاطىء، بمعنى أنّ التأدیب یجب أن یأخذ منحى التربیة على مستوى العمل.

وبالرغم من أنّ العقوبات وأشکال التوبیخ لا یمکنها أن تکون کرد فعل أولی فی مقابل المتخلفین والخارجین على القانون بل قبل کل شیء ینبغی استعمال عملیات تثقیفیة وتربویة فی البدایة. ولا یمکنها أن تحل مشکلة المخالفات وعدم الانضباط وعدم الالتزام بالمقررات، ولکن على أیة حال فإنّ إلغاء التأدیب والعقوبة بشکل عام من شأنه أن یعرّض التشکیلات والإدارات للخطر، لأنّه یوجد دائماً نسبة معینة من الأشخاص الذین لا یؤدون وظائفهم کما یلزم من دون استخدام عامل التأدیب أو على الأقل عامل «الترهیب».

ومن المناسب للمدراء من أجل استخدام عنصر «التأدیب والتوبیخ» للوصول إلى أهدافهم التربویة رعایة الأصول التالیة:

1 ـ إنّ التأدیب لابدّ أن یکون مقطعیاً، أی لا یسد الطریق على المتخلفین لإصلاح أنفسهم ومراجعة سلوکیاتهم.

واللافت للنظر أنّ القرآن الکریم یستثنی فی الکثیر من آیاته ـ بعد التحذیر من العقوبات الشدیدة ـ التائبین من هؤلاء المتمردین، أی أنّه یبقی الطریق مفتوحاً أمام المذنبین للعودة إلى السیر فی خط الصلاح والطاعة ومن هنا نرى جملة (إلاّ الّذِینَ تَابُوا)تتکرر فی الکثیر من الآیات القرآنیة لهذا الغرض.

2 ـ إنّ عملیة التوبیخ فی العقوبة لا ینبغی أن تکون بدرجة تثیر الحقد والانتقام فی نفوس الخاطئین، وفی ذات الوقت فإنّ المدیر الحاسم لا ینبغی أن یترک العقوبة أو التوبیخ للمتخلفین والمذنبین خوفاً من احساسهم بالحقد والانتقام فی المستقبل، وإلاّ فإنّه یعرّض تشکیلاته إلى الفساد والخراب.

3 ـ إنّ من مسلّمات المسائل الإسلامیة والمدیریة، رعایة التنافس بین «الجرم» و«العقوبة»، ویتبیّن ذلک جلیّاً فی باب الحدود والدیات فی الفقه الإسلامی.

4 ـ إنّ الأصل فی العقوبة والتوبیخ أن یکون شخصیاً، بعکس التشویق والمکافأة ولکن هناک موارد استثنائیة تفرض لزوم اجراء العقوبة فی الملأ العام أو نشر خبرها بین الناس.

5 ـ من الأمور التی ینبغی مراعاتها فی مورد العقوبات، هو لزوم إعلام الطرف المقابل بالدلیل لهذه العقوبة، ولا یکتفى أن یعلم الشخص المخالف بحدود الکفّارة والعلم بالمخالفة بشکل عام، فما أکثر الأشخاص الذین یجهلون أعمالهم السیئة ومخالفاتهم للمقررات، أو کما یقول القرآن الکریم: (یَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ یُحْسِنُونَ صُنْعاً)(1)، أو فی صورة العلم بأصل المخالفة فإنّهم لا یعلمون بدرجة أهمیتها، ولذلک فمن الضروری لإصلاح وتربیة الخاطئین، تفهیمهم هذه المسألة بشکل دقیق وصریح.

6 ـ لا ینبغی للمدیر أو القائد الافراط فی اللوم والتأدیب، لأنّه أحیاناً ینتج أثراً معاکساً، ویجرّىء المخالفین على ارتکاب المخالفة والإصرار علیها من موقع العناد والاستهانة بالقانون.

یقول الإمام أمیرالمؤمنین علی(علیه السلام): «الإفراطُ فِی المَلامَةِ یُشِبُّ نیرانِ اللّجاجَةِ»(2).

وفی مورد آخر یقول(علیه السلام) أیضاً: «إیّاکَ أَنْ تُکَرِّرَ العَتَبَ فَإنَّ ذَلِکَ یُغرِی بِالذَّنبِ وَیَهوُنُ بَالعَتَبِ»(3).

وهذا الموضوع له امتدادات واسعة، نکتفی هنا بهذا المقدار من البحث.

وهنا نصل إلى نهایة بحث «وظائف ومسؤولیات المدراء والقادة» وسنتحدث فی الفصل اللاحق عن «صفات وشروط» المدراء والقادة بالنظر للمعاییر الإسلامیة.


1 . سورة الکهف، الآیة 104.
2 . بحار الأنوار، ج 74، ص 230.
3 . غرر الحکم، ج1، ص 178.

 

الأبعاد السلبیة للمکافأة صفات وشروط المدراء والقادة الإسلامیین 4
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma