صفات وشروط المدراء والقادة الإسلامیین 4

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
شروط التأدیب المعاییر القرآنیة لاختیار المدیر


إنّ معیار انتخاب الأشخاص وصفاتهم والشروط المتوفرة فیهم ترتبط وتتناسب دائماً مع میزان مسؤولیاتهم، لأنّ کل نوع من المسؤولیة یقتضی نوعاً من الشروط والصفات، وبدیهی أنّ المسؤولیات کلما کانت ثقیلة وواسعة فإنّ شروطها أیضاً تکون ثقیلة وواسعة أیضاً.

وفی الحقیقة إنّ أصل انتخاب «الأصلح» یعدّ من الأصول الرئیسیة للصفات والشروط التی ینبغی توفرها فی المدراء لدى انتخابهم، غایة الأمر أن کلمة «انتخاب الأصلح» تعبیر مطلق ویستبطن بعض الغموض حیث یمکن اساءة استغلال هذا التعبیر، وذلک لا یکون قابلاً للتطبیق بعنوانه الکلی، بل لابدّ من تحلیل دقیق لتفاصیله وبیان معالمه وأبعاده على مستوى العمل والتطبیق.

وقد ورد فی الإسلام التأکید على مسألة «انتخاب الأصلح» وذلک فی سیرة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)، الذی اختار للمسلمین شاباً یبلغ من العمر عشرین سنة ونیفاً ویدعى «عتّاب بن أسید» أمیراً لمکة المکرمة ووالیاً علیها من قِبل النبی(صلى الله علیه وآله)، لأنّ انتخاب هذا الشاب مع الالتفات إلى قلّة تجربته فی هذا المجال من بین الصحابة کان مثیراً للتساؤل، وقلّما نجد مثل هذا الاختیار من قِبل النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)لمرکز حساس جدّاً کمکة المکرمة، ولکن النبی أجاب عن التساؤلات فی أذهان الصحابة بجملة واحدة عندما قال لـ «عتّاب»:

«یـا عَتّابُ تَدرِی عَلى مَنِ استَعمَلتُکَ؟ استَعمَلتُکَ عَلى أَهلِ اللهِ عَزَّ وَجلَّ وَلَو أَعلَمُ لَهُمْ خَیراً مَِنْکَ استَعمَلتُهُ عَلَیهِم»(1).

وأیضاً نقرأ فی هذا المجال أنّ نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) قال بشکل کلی:

«مَنْ وُلّیَ مِنْ أَمرِ المُسلِمِینَ شَیئاً فَوَلّى رَجُلاً وَهُوَ یَجِدُ مَنْ هُوَ أَصلَحُ لِلمُسلِمِینَ مَنْهُ فَقَدْ خانَ اللهَ وَرَسُولَهُ»(2).

وکذلک ورد فی حدیث نبوی آخر أنّه(صلى الله علیه وآله) قال:

«مَنْ قَلَّدَ رَجُلاً عَلَى عِصابَة وَهُوَ یَجِدُ فِی تِلکَ العِصابَةِ أَرضى مِنْهُ فَقَدْ خانَ اللهَ وَخَانَ رَسُولَهُ وَخانَ المُؤمِنِینَ»(3).

وعلى هذا الأساس فإنّ الأصل فی تقسیم المناصب فی الحکومة الإسلامیة واختیار المدراء والقادة، هو أصل انتخاب الفرد اللائق لذلک المنصب، والانحراف عن هذا الخط یعتبر خیانة لله ورسوله وللمجتمع الإسلامی.

والملفت للنظر ما ورد فی الحدیث عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّ إحدى علامات قیام الساعة وفناء المجتمع البشری «تولّی الأمور من قِبل غیر أهلها».

یقول النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله):

«إذا ضُیَّعتِ الأَمانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ. قِیلَ یـا رَسُولَ اللهَ وَمَا إضاعَتُها؟ قَالَ: إِذا أُسْنِدَ الأَمرُ إِلى غَیرِ أَهلِهِ فَانتَظِرِ السَّاعَةَ»(4).

وعبارة «انتظر الساعة» فی هذا الحدیث الشریف، معناها أوضح فی هذا العصر من السابق، لأننا نعلم أن الفاسدین إذا ملکوا مقالید الأمور وتسلطوا على سیاسات العالم فی هذا العصر ووقعت الأمور بید غیر أهلها، فربّما یؤدی ذلک إلى حرب طاحنة ومدمرة تأتی على الأخضر والیابس من الحضارة البشریة، وربّما ینقطع نسل الإنسان ویفنى من الأرض.


1 . اسد الغابة، ج 3، ص 385.
2 . السیاسة الشرعیة، ص 76.
3 . المصدر السابق.
4 . المصدر السابق، ص 11.

 

شروط التأدیب المعاییر القرآنیة لاختیار المدیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma