12 ـ العدالة والقسط

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
11 ـ الشجاعة والحزم (الصرامة) 13 ـ الامتداد الجماهیری


ومن أهم الصفات التی ینبغی توفرها فی کل قائد ومدیر: «اجتناب أی شکل من أشکال الظلم والتمییز».

وطبعاً فالعدالة فی المفهوم الإسلامی الواسع أشمل من القسط، وتعنی ترک الذنوب الکبیرة وعدم الإصرار على الصغائر، أو بعبارة أدقّ أن یملک الإنسان تلک الحالة من التقوى والخوف من الله تعالى بحیث تصبح هذه الحالة ملکة ثابتة فی نفسه وخصلة أخلاقیة تمنعه من ارتکاب الذنوب وتکون سدّاً یحول بینه وبین المعصیة.

والفرق بین «العدالة» و«العصمة» أنّ المعصوم لا یمکن أن یرتکب المعصیة عادة، ولکن بالنسبة للشخص العادل فارتکاب المعصیة بالنسبة له «مشکل»، یعنی أنّه یملک حالة نفسانیة تقف سدّاً أمام رضوخه إلى المیول والأهواء النفسیة.

فإذا کانت تلک الأهواء شدیدة فربّما تکون بمثابة السیل القوی الذی یکسر ذلک السد أو یعلو علیه الماء، ولکن على أیّة حال فإنّ هذا السیل لا یکون حرّاً، بل یواجه السدّ دائماً، وهذا أفضل مثال یمکن رسمه لملکة العدالة.

وکلما انهدم ذلک السد فإنّ الشخص سیتوب فوراً من ذنبه ویتحرک على مستوى تغییر المسار وبناء الذات وبالتالی تشدید العدالة، وإلاّ فإنّ هذه «الملکة» ستزول من واقعه ویحلّ محلها الفسق والتمرد.

والملفت للنظر أنّ التعالیم الإسلامیة تقرر أنّ هذه الملکة شرط للأعمال الأقل أهمیة من مسألة الإدارة والعدالة، کالعدالة فی مورد الشهود، أو فی إمام الجماعة.

وعلى ضوء ذلک فمن البدیهی أنّ المراتب والمناصب الحساسة یشترط فیها حالة عالیة من التقوى والورع.

ویصرّح القرآن الکریم فی خطابه لجمیع المسؤولین للدعوة لإقامة «العدالة» بصورة کاملة:

(یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُونُوا قَوَّامِینَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ للهِِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِکُمْ أَوْ الْوَالِدَیْنِ وَالاَْقْرَبِینَ...)(1).

ومن هذا المنطلق فإنّ کل نوع من المداهنة فی مجال إقامة العدالة حرام، حتى بالنسبة إلى أقرب المقربین.

إنّ مسألة العدالة بدرجة من الأهمیة بحیث أنّ أمیرالمؤمنین الإمام علی(علیه السلام)یؤکد على أنّها الهدف الرئیسی لحکومته ویقول:

«اللَّهُمَّ إِنَّکَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ یَکُنِ الَّذِی کَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِی سُلْطَان، وَلاَ الِْتمَاسَ شَىْء مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ، وَلکِنْ لِنَرُدَّ الْمَعَالِمَ مِنْ دِینِکَ، وَنُظْهِرَ الاِْصْلاَحَ فِی بِلاَدِکَ، فَیَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِکَ، وَتُقَامَ الْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِکَ»(2).

ویحذر نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) جمیع ولاة الأمر والقادة والاُمراء ویقول:

«أَیُّما وال وَلِیَ الأَمرَ مِنْ بَعدِی اُقیمَ عَلَى حَدِّ الصّراطِ وَنَشَرَتِ المَلائِکَةُ صَحِیفَتَهُ فإِنْ کَانَ عادِلاً أَنجَاهُ اللهُ بِعَدْلِهِ وإِنْ کَانَ جَائِرَاً إِنتَفَضَ بِهِ الصِّراطُ حَتّى تَتزایلَ مَفـاصِلُهُ ثُمَّ یَهوی إِلى النّارِ»(3).



1 . سورة النساء، الآیة 135.
2 . نهج البلاغة، الخطبة 131.
3 . شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید، ج 7، ص 36 و 37.

 

11 ـ الشجاعة والحزم (الصرامة) 13 ـ الامتداد الجماهیری
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma