2 ـ البرمجة والتخطیط

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
1 ـ اتخاذ القرار 3 ـ التنظیم



بعدما تبیّنت «کلیات المسائل» للمدیر فی جلسة الشورى ووصل الأمر إلى مرحلة اتخاذ القرار، تبدأ مرحلة التنفیذ والممارسة المیدانیة، وهی مرحلة الحاجة إلى التخطیط، فالمدیر الجید والناجح هو الشخص الذی یتمتع بقدرة وافرة على «التخطیط» حیث یستوحی مقومات هذه المرحلة من تجاربه الشخصیة وتجارب الآخرین وأهل الخبرة، وعلى أیّة حال، فبدون عملیة التخطیط «لا ینبغی» و«لا یمکن» الدخول إلى میدان الممارسة والعمل.

غایة الأمر قد یحتاج التحقیق أحیاناً إلى «مدّة قصیرة»، وأحیاناً أخرى إلى «مدّة طویلة»، وثالثة لکلا لأمرین، وصحیح أنّه ینبغی تنظیم مراحل التخطیط من البدایة إلى النهایة، ولکن أحیاناً لا یکون تنظیم هذه المراحل ممکناً عملاً، لأنّ طبیعة بعض المسائل تفرض بعض الابهام والغموض فیما یتصل بالأمور المستقبلیة. وفی هذا الموقع لا ینبغی التوقف لحظة واحدة ولا حلّ هذه المسألة إلاّ بـ «التخطیط المقطعی»، فینبغی للوصول إلى الهدف وتحقیق المطلوب النظر إلى مراحل المشروع المختلفة وتنظیم الأمور على هذا الأساس والتخطیط لکل مرحلة على حدة.

إنّ أهمیّة التخطیط تمتد إلى الأعمال البسیطة أیضاً، فحتى بالنسبة للأعمال التی تبدو تافهة وبسیطة، لابدّ أن تقترن بالتخطیط، لأنّ مسألة «التنظیم» التی تعتبر مرحلة لاحقة، لا تتحقق بدون انجاز المرحلة السابقة، وهی مرحلة التخطیط والبرمجة، وبدون عملیة التنظیم فإنّ الوصول إلى الهدف لا یکون میسوراً.

ومن الضروری توفر بعض الشروط فی مسألة التخطیط، وهی کالتالی:

أ) یجب أن یخضع التخطیط إلى برنامج دقیق لایسوده الغموض من ناحیة الکم والکیف.

ب) یجب أن تخلو عملیة التخطیط من أی إبهام وتعمیم لا یتناول التفاصیل بل ینبغی أن تلاحظ فیه الجهة العملیة والموضوعیة.

ج) ینبغی فی التخطیط حساب القوى البشریة اللازمة لذلک العمل وحساب النفقات والأدوات والوسائل مورد الحاجة بشکل دقیق، وینبغی أخذ العدّة اللازمة لکل مرحلة.

د) ینبغی فی التخطیط الأخذ بنظر الاعتبار عنصر الوقت، بحیث لا یکون هناک إتلاف للوقت ولا یکون حجم المشروع أکثر من المدّة المحددة له.

هـ ) ینبغی فی التخطیط الأخذ بنظر الحسبان الحوادث غیر «المتوقعة» فکثیراً ما یواجه المدراء والقادة فی أثناء العمل حوادث ومشکلات غیر متوقعة، فلو لم یکونوا مستعدین لمواجهة مثل هذه الحوادث ولم یأخذوها بنظر الاعتبار أثناء عملیة التخطیط فإنّه ربّما یواجهون الإخفاق والتحیر وتصل مسیرتهم إلى طریق مسدود.

لو ألقینا نظرة على معرکة الأحزاب ومسألة حفر الخندق العظیم حول المدینة، بحیث لم یقدر العدو من المشاة من عبوره بسهولة ولا الخیّالة من القفز علیه، وکذلک المدّة القصیرة والأدوات التی تمّ بها حفر الخندق، وفکرنا فی إدارة النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) الدقیقة والحاسمة فی هذا المشروع وکیفیة تقسیمه للعمل بین أتباعه، فسوف یتبیّن لنا عظمة ودقّة التخطیط النبوی لهذا المشروع الهام، واللافت أنّه عندما انتهى المسلمون من حفر الخندق وصل جیش الأعداء إلى مشارف المدینة(1).

لقد کان النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) یدیر بنفسه جمیع العملیات العسکریة فی الغزوات الإسلامیة ویحسب لجمیع الأمور والمسائل حسابها بشکل دقیق ویعمل على تنظیمها والتخطیط لها بشکل عجیب.

ونقرأ فی قصّة حرکة الإمام الحسین(علیه السلام) وأصحابه نحو کربلاء أنّ الإمام أمر أصحابه فی أحد المنازل أن یحملوا معهم من الماء أکثر من حاجتهم ولم یعلم الأصحاب بالسر فی ذلک، ولکن عندما واجهوا جیش «الحر الریاحی» فی الصحراء القاحلة وکان جیش العدو یواجه العطش وانعدام الماء، أمر الإمام الحسین(علیه السلام) أصحابه بأن یعطوا ما زاد لدیهم من الماء إلى جیش الحر الذی کان یعانی العطش الشدید، وهذا الأمر خلّف أثراً عمیقاً فی روحیة الحر وأتباعه، ولا شک أنّ هذا العمل الإنسانی من الإمام الحسین(علیه السلام) أثمر فیما بعد(2).

وکان الإمام الصادق(علیه السلام) یخطط لنشر العلوم الإسلامیة فی وقت کان فیه الشیعة وأتباع مذهب أهل البیت(علیهم السلام) یواجهون الضغوط والتحدیات الصعبة، وقد أمر أحد أصحابه بکتابة الأحادیث الشریفة ونشرها بین أصحابه ما أمکنه ذلک، لأنّه سیأتی زمان لا یکون لدى الناس سوى هذه الکتب حیث تقوم السلطات الظالمة بقطع الارتباط بین الأئمّة(علیهم السلام)وأتباعهم(3).

ونرى فی سیرة أئمّة أهل البیت(علیهم السلام) الکثیر من هذه الأعمال الدقیقة والتدبیر العمیق.


1 . انظر: سیرة ابن هشام، ج 3، ص 224 وما بعدها.
2 . انظر: إرشاد المفید، ج 2، ص 78.
3 . الکافی، ج1، ص 52; الذریعة، ج 1، ص 6 ـ 8.

 

1 ـ اتخاذ القرار 3 ـ التنظیم
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma