2 و 3 ـ العلم والقدرة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
1 ـ الإیمان بالهدف 4 ـ الأمانة والصدق


وکما هو معلوم أنّ هاتین الصفتین وردتا بشکل صریح فی القرآن الکریم، وقد أشار إلیهما القرآن بوصفهما قیمتین مهمتین فی مسألة انتخاب القائد العسکری، کما تحدّثنا آنفاً بشکل اجمالی عن قصّة طالوت وجالوت، والقصة تبدأ من أنّ بنی إسرائیل کانوا یعیشون ظروفاً صعبة من جراء تسلط سلطان جبّار ومستبد علیهم یدعى «جالوت» وکانوا یذوقون الویلات ویعیشون الذل والمهانة تحت سلطة هذا الملک الظالم.

ومن أجل التخلص من هذا الواقع الصعب فقد جاء بنوإسرائیل إلى نبیّهم «اشموئیل» وطلبوا منه المساعدة بأن یختار لهم قائداً لائقاً وجدیراً لکی یوحد صفوفهم ویقودهم إلى قتال هذا الملک المستبد، وقد اختار لهم «اشموئیل» شاباً قویاً وواعیاً یدعى «طالوت» لتحقیق هذا الهدف المهم، وقد کان طالوت قرویاً وفقیراً من حیث المال ومغموراً من حیث النسب.

وعندما سمع بنو اسرائیل بهذا الإختیار غرقوا فی التعجب والاستغراب وقالوا: کیف یمکن أن یکون طالوت حاکماً علینا ولیس له امتیازات ولیاقات لهذا المقام:

(قَالُوا أَنَّى یَکُونُ لَهُ الْمُلْکُ عَلَیْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْکِ مِنْهُ وَلَمْ یُؤْتَ سَعَةً مِنْ الْمَالِ...)(1).

فلماذا لم تختر لنا رجلاً من القبائل المعروفة ومن أشراف بنی اسرائیل ومن الأثریاء المعروفین ممن هو أجدر وألیق من طالوت.

فأجابهم اشموئیل بجواب مختصر بین فیه معیاره لهذا الاختیار وقال:

(إِنَّ اللهَ اصْطَفَاهُ عَلَیْکُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِی الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ...)(2).

وهذا إشارة إلى أنّ علمه وقدرته الاکتسابیة تزداد وتنمو بالإمداد الإلهی وأنّ الاکتساب فیه مقترن مع الموهبة الإلهیّة.

وقد أیقظ هذا الجواب المحکم زعماء بنی اسرائیل الغافلین وأثبت لهم أنّهم مخطئون فی معاییر انتخاب القائد، وأنّ الاُسرة المعروفة والشرف القبلی والثروة والإمکانات المادیة، کلها لا تجلب النصر فی میدان القتال، ولیس لها الدور الأساس فی اختیار القائد أو المدیر، فالمهم فی هذا المقام تحلی الإنسان بـ «العلم» و«القدرة».

وطبعاً لابدّ من بیان هذه الحقیقة وهی أنّ المراد من المعرفة والعلم هنا ما یرتبط بالعلم الذی یتناغم وینسجم مع عمل المدیر والقائد ویؤثر فی تدبیره وقیادته بشکل حاسم.

إنّ الکثیر من المؤسسات والإدارات قد أغفلت هاتین الصفتین أو المعیارین المهمین بسبب هیمنة العلاقات الشخصیة والخصوصیة على مدرائها وکان مصیرها أخیراً هو التلاشی والفشل.

إنّ المدیر، الذی لا یملک العلم أو القدرة الکافیة، یقود مؤسسته أو إدارته إلى هوّة السقوط، ومثل هذا القائد لا یکتب لجیشه فی میدان القتال سوى الهزیمة والاندحار.

یقول الإمام الصادق(علیه السلام) فی هذا المجال:

«العَاملُ عَلَى غَیرِ بِصِیرَة کَالسّائِرِ عَلى غَیْرِ الطّریقِ لا تَزِیدُهُ سُرعَةُ السَّیرِ إلاّ بُعداً عَنِ الطَّرِیقِ»(3).

وفی هذا المجال أیضاً یقول النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله):

«مَنْ استَعمَلَ عَامِلاً عَلى المُسلِمِینَ وَهُوَ یَعلَمُ أَنَّ فِیهِم مَنْ هُوَ أَولى بِذَلِکَ مِنْهُ، وَأَعلَمُ بِکِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبیِّهِ، فَقَدْ خانَ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَجَمیعَ المُسلِمِینَ»(4).

والحقیقة أنّ هذا الحدیث الشریف الذی ینظر إلى البُعد الإیمانی والالتزام الدینی فی الشخص من جهة، وکذلک إلى البعد العلمی والتخصصی من جهة أخرى یثیر فی النفوس الذهول والعجب فی تحذیره الخطیر الذی یؤکد فیه ضرورة مراعاة هذا الأصل «اللیاقة والمعرفة» فی جمیع الموارد.

وکذلک یتبیّن أنّ قسم من هذین الامتیازین ذاتیّ فی الإنسان، والقسم المهم الآخر یکتسبه الإنسان فی حرکة الحیاة وخاصة من خلال التجربة والممارسة، وینبغی على القادة والمدراء الاهتمام بهذین البعدین على حدّ سواء.


1 . سورة البقرة، الآیة 247.
2 . سورة البقرة، الآیة 247.
3 . الکافی، ج 1، ص 43.
4 . سنن البیهقی، ج 10، ص 11.

 

 

1 ـ الإیمان بالهدف 4 ـ الأمانة والصدق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma