13 ـ الامتداد الجماهیری

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الإدارة والقیادة فی الإسلام
12 ـ العدالة والقسط 14 ـ الالتزام بالأصول والضوابط


إنّ أهم رصید لعمل المدراء والقادة فی مجال تحقیق أهدافهم الکبیرة، تأیید الجمهور لهم وعلاقة الناس العاطفیة بهم، وهذا الرصید إنّما یتحقق فیما إذا حفظ المدیر والقائد علاقته الوثیقة بالناس بأشکال مختلفة وخاصة من خلال الإتصال المباشر بهم.

ولهذا السبب نرى أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وأمیرالمؤمنین(علیه السلام) فی زمان حکومتهما کانا یعیشان مع الناس ویرتبطان مباشرة معهم، وأحیاناً إذا استوجب الأمر الابتعاد عن الجمهور مدّة طویلة، فإنّهما یجعلان وقتاً معیناً للقاء الناس والاتصال بهم بشکل مباشر.

لقد کانت باب دار النبی والإمام مفتوحة وبدون حاجب وحارس، فکل من أراد طرح مشکلته وبیان قضیته فإنّه یجد الطریق سالکة أمامه للاتّصال معهما بشکل مباشر.

وطبعاً الظروف الحالیة اختلفت عن الماضی، ولکنّ هذا لا یعنی أن یقطع المدیر والقائد علاقته مع الناس بشکل کامل، ویتسلم الأخبار عن طریق مستشاریه والمخبرین فقط، فربّما یخطأ هذا المستشار أو المخبر، وکذلک ربّما یضیف إلى الخبر رأیه الشخصی ولا یمحض النصیحة أو ینقل الخبر بشکل شفاف.

على أیّة حال، الإرتباط المباشر مع الناس من شأنه زیادة المحبّة والمودّة فی القلوب، وکذلک بإمکانه تعبئة الرأی العام للمساهمة فی تحقیق الأهداف وانجاز المطلوب، ومن جهة ثالثة سیتیح للمدیر والقائد الحصول على المعلومات والأخبار الواقعیة ومن دون رتوش.

ویتحدث القرآن الکریم عن النبی إبراهیم(علیه السلام) عندما وصل أرض مکة ومعه زوجته وابنه واسکنهما فی هذه الأرض القاحلة، حیث رفع یدیه للدعاء بعدّة کلمات ذات أهمیة خاصة فقال:

(رَبَّنَا إِنِّی أَسْکَنتُ مِنْ ذُرِّیَّتِی بِوَاد غَیْرِ ذِی زَرْع عِنْدَ بَیْتِکَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِیُقِیمُوا الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ یَشْکُرُونَ)(1).

هنا نرى أنّ أول طلب لإبراهیم(علیه السلام) أن یجعل الله تعالى قلوب الناس تهوی إلى ذریّته لیتمکنوا من حمایة هذا الحرم الإلهی الآمن ویقیموا الصلاة فیه، أی أن یقیموا بأنفسهم الصلاة ویدعوا الآخرین إلى إقامة هذه العبادة المهمّة، وأساساً فإنّ أهم قاعدة یستند إلیها المدراء والقادة والاُمراء تتمثّل فی الجمهور، والقاعدة الشعبیة، فلو تحقق ذلک فإنّ الأعمال والمشاریع ستنجز بسهولة ویسر، وإلاّ فإنّ سعی المدراء والاُمراء سیکون قلیل الأثر والنتیجة.

والطریق لکسب تعاطف الناس، مضافاً إلى ما تقدم ذکره، أن یتعامل المدیر أو القائد معهم من موقع الصدق والاحسان والإخلاص لهم.

یقول القرآن الکریم:

(إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَیَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدّاً)(2).

وخلاصة الکلام أنّ الامتداد الجماهیری والرصید الشعبی وتأیید الناس یمنح الإدارة والقیادة زخماً کبیراً وقوة عجیبة فی تحقیق المطلوب، والطریق للحصول على هذا الرصید الشعبی هو أن یقوم الإنسان بتقدیم خدمة خالصة للناس ویتعامل معهم بصدق واخلاص.



1 . سورة البقرة، الآیة 37.
2 . سورة مریم، الآیة 96.

 

 

 

12 ـ العدالة والقسط 14 ـ الالتزام بالأصول والضوابط
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma