1 ـ ما المراد بالأنفال ؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
أنوار الفقاهة - کتاب الخمس و الأنفال
ختام فی الأنفال2 ـ موارد الأنفال ومصادیقه

إنّ هذا العنوان (الأنفال) مأخوذ من الآیة الشریفة : (یَسْأَلُونَکَ عَنِ الاَْنفَالِ قُلِ الاَْنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَیْنِکُمْ وَأَطِیعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ کُنتُم مُّؤْمِنِینَ)(1).

فقد ذکر هذا العنوان مرّتین فی الآیة الشریفة وسمیت السورة باسمها ولا یوجد هذا العنوان فی غیر هذه الآیة من القرآن الکریم، وقد وقع الخلاف فی تفسیر الآیة وبیان المراد منها بعد اتفاق کثیر من أرباب اللغة فی أنّ الأنفال جمع (النفل) بالسکون والتحریک بمعنى الغنیمة، کما صرّح به الراغب فی المفردات وابن الأثیر فی النهایة والطریحی فی مجمع البحرین و صاحب المصباح فی مصابیحه، أو بمعنى الغنیمة والهبة کما فی القاموس و لسان العرب.

وقد صرّحوا أیضاً بأنّ النفل فی الأصل بمعنى الزیادة، ولذا یطلق على الصلوات المستحبة عنوان النافلة لأنّها زیادة على الفریضة، وعلى ولد الولد لأنّه زیادة على الولد، ومنه قوله تعالى : (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَـقَ وَیَعْقُوبَ نَافِلَةً)(2) فقد وعد الله إبراهیم إعطاء الولد فوهبه له، وقد زاده بولد الولد وهو یعقوب.

وأمّا إطلاقه على الغنیمة، فلأنّها کانت محرمة على الاُمم السالفة، کما قیل وقد زادها الله على الأمّة المرحومة، أو أنّها منحة من الله من غیر وجوب، ولکن لیعلم أنّ الغنیمة هنا بمعنى کلّ مایحصل علیه المسلمون من الکفّار لا خصوص مایکون لهم بالحرب(کما سیأتی)وعلى کلّ حال فقد اختلف المفسّرون فی تعیین المراد من الأنفال فی الآیة الشریفة(اختلافاً مصداقیاً لا مفهومیاً فلا تنافی کلماتهم لما ذکره أرباب اللغلة) بما یربو على سبعة أقوال أو ثمانیة :

1 ـ إنّها غنائم یوم بدر.

2 ـ إنّها أنفال السرایا.

3 ـ إنّها ما شذّ من المشرکین إلى المسلمین من عبد أو جاریة من غیر قتال.

4 ـ إنّها ما سقط من المتاع بعد قسمة الغنائم.

5 ـ إنّها سلب الرجل وفرسه.

6 ـ إنّها الخمس.

7 ـ إنّها ما أخذ بغیر قتال من دار الحرب، وکلّ أرض انجلى أهلها، وسائر ما ذکره أصحابنا ـ رضوان الله علیهم ـ تبعاً لما وصل إلیهم من أئمّة أهل البیت (علیهم السلام) إلى غیر ذلک.

ثمّ اعلم أنّ الاختلاف فی بیان المراد والمصداق لا فی المفهوم اللغوی کما أشرنا إلیه آنفاً.

والإنصاف أنّه لا یمکن أن یراد به الغنائم المأخوذة من أهل الحرب بطریق القهر والغلبة، لأنّ ظاهر آیة الخمس أنّ فیها الخمس فقط فلا یمکن أن یکون کلّه لله ولرسوله(صلى الله علیه وآله) فیعلم من هذا أنّ مورد آیة الغنائم غیر مورد آیة الأنفال فحملها على غنائم بدر أو السرایا أو
الخمس أو شبه ذلک ممّا لا وجه له، فیمکن أن یکون التفاوت بینهما کون الأوّل ما أخذ من الکفّار بالقهر والغلبة فلذا یستحقّ المقاتلون أربعة أخماسه، والثانی ما أخذ عنهم لا بسبب الجهاد فلذا لا حقّ للمقاتلین فیها.

وربّما تکون آیة الفیء قرینة على هذا الجمع وهی قوله تعالى : (مَآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ ا لْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى ا لْقُرْبَى وَا لْیَتَـمَى وَا لْمَسَـکِینِ وَابْنِ السَّبِیلِ کَىْ لاَ یَکُونَ دُولَةً بَیْنَ ا لاَْغْنِیَآءِ مِنکُمْ)(3).

لأنّها مصرّحة بأنّ ما أخذ بغیر القتال کلّها لله وللرسول والمحتاجین من المسلمین، والظاهر أن ذکر الفرق الثلاث من أهل الحاجة بیان لما یصرفه الرسول فیه من المصارف، ولذا عبّر غیر واحد منهم عن الأنفال بالفیىء.

وهاتان القرینتان (آیتا الخمس والفیىء) شاهدتان على المراد من الأنفال إجمالاً (مضافاً إلى مفهوم النفلوهوالزیادة فإنّهاأمر زائدعلى الخمس أو هبة من الله تعالى من دون قتال).

ومن الجدیر بالذکر أنّ ظاهر الآیة کون مفهوم الأنفال أمراً واضحاً بین المسلمین فی الصدر الأوّل، ولذا قال تعالى : (یَسْــأَلُونَکَ عَنِ الاَْنفَالِ قُلِ الاَْنفَالُ)کما أن ذیل الآیة یشهد بأنّه کان فیه مظنّة الخلاف بینهم، ولذا قال سبحانه (فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَیْنِکُمْ)کما کان فیه مظنّة المعصیة وترک الطاعة، ولذا قال عزّ اسمه : (وَأَطِیعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ کُنتُم مُّؤْمِنِینَ)

بقی هنا أمران :

أحدهما : أنّه ذکر سیّدنا الاُستاذ العلاّمة البروجردی (رحمه الله) فیما حکى عنه فی بعض محاضراته : إنّ فقهاء العامّة ذکروا أنّ الأنفال عبارة عن الزیادات التی کان یعطیها رسول الله(صلى الله علیه وآله) لبعض المجاهدین خاصة(4).

ولکن هذا التفسیر مع عدم موافقته لظاهر آیة الأنفال، مخالف لما مرّ من کلماتهم المختلفة فی هذا الباب، نعم یمکن أن یکون أحد الأقوال فی المسألة.

ثانیهما : أنّه یتلخص ممّا ذکرنا هنا وفی أبحاث الخمس، أنّ ما یأخذه المسلمون من المشرکین على أنحاء أربعة :

1 ـ ما یؤخذ بإذن الإمام بالقهر والغلبة من المنقول فذلک یکون داخلاً فی الغنیمة وفیه الخمس، والأربعة الباقیه للمقاتلین.

2 ـ ما یؤخذ کذلک من الأراضی وشبهها وهذا لجمیع المسلمین.

3 ـ ما یؤخذ بغیر إذن الإمام(علیه السلام) فذلک من الأنفال کما سیأتی.

4 ـ ما یؤخذ بغیر القهر والغلبة، کما إذا صالحوا من دون حرب فهذا أیضاً من الأنفال کما یأتی (إن شاء الله).


1. سورة الأنفال، الآیة 1.
2. سورة الأنبیاء، الآیة 72.
3. سورة الحشر، الآیة 7.
4. زبدة المقال فی خمس الرسول والآل، ص 143.

 

ختام فی الأنفال2 ـ موارد الأنفال ومصادیقه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma