الفصل الأوّل [29-34]

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
مفاهیم القرآن
علماء الاجتماع وأصالة التدیّن [34-41] التوحید فی الولایة [21-27]
اللّه و الفطرة
_____________________________________ [الصفحة 30] _____________________________________
معرفة اللّه والفطرة
1. هزیمة التکنولوجیا والحیاة الآلیة.
2. اعترافات علماء الاجتماع بأصالة التدیّن.
3. هل وجود اللّه أمر بدیهی؟
4. تعالیم الدین ـ بأُصولها ـ أُمور فطریة.
5. تجلّـی الفطرة عند الشدائد.
6. هل وحدانیة اللّه أمر فطری وإن لم یکن الاعتقاد بذاته فطریاً؟
7. الإجابة عن هذا السؤال.
8. ما هو الفرق بین التوحید الفطری و الاستدلالی؟
9. کیف نمیز بین الفطری وغیر الفطری؟
10. علامات الفطریة الأربع.
11. البعد الرابع أو غریزة التدین.
12. سلوک المارکسیین تجاه أُصولهم.
13. المعنى الآخر لفطریة الإیمان باللّه.
14. الفطرة فی الأحادیث.

_____________________________________ [الصفحة 31] _____________________________________
هزیمة التکنولوجیا والحیاة الآلیة
فی التحوّل العلمی الأخیر للغرب انطلق المکتشفون والمخترعون یعدون العالم البشری بأنّه لو تم لهم اکتشاف الضوابط والسنن المتحکمة فی دنیا المادة، ولو تم لهم الوقوف والاطّلاع على العلاقات السائدة بین الظواهر الطبیعیة وبالتالی لو أمکنهم أن یکبحوا جماح غول الجهل الذی یطارد البشریة دونما رحمة.
لو تم لهم کل ذلک لاستطاع البشر أن یحصلوا على المدینة الفاضلة التی وعد بها إفلاطون، بل لاستطاعوا أن یحصلوا على الجنّة التی طالما تحدث عنها الأنبیاء، وأخبر بها الرسل !! ولم یعد بعد ذلک أیّة حاجة إلى الدین والتعالیم الدینیة !! فالتقدّم العلمی والتکنولوجی وحده کفیل بأن یحقق للإنسانیة ما یلیق بها من العزة والکرامة والسعادة!!
هذا ما کان یتحدّث عنه.
بید أنّه الحوادث المریعة التی شهدتها أوائل وأواسط القرن الأخیر والتی بلغت ذروتها فی الحربین العالمیتین اللتین کان مجموع ضحایاهما ما یزید عن المائة ملیون إنسان ما بین قتیل وجریح ومفقود الأثر .
هذه الحوادث أفرغت الیأس فی قلوب کل أُولئک المتشدّقین وفنّدت مزاعمهم، وأثبتت بقوّة بأنّ عهد الدین لم یول بعد، وأنّ الحاجة إلى التعالیم
_____________________________________ [الصفحة 32] _____________________________________
الدینیة لا ولن ترتفع أو تزول، وأنّ من المستحیل أن تسعد البشریة وتنال الرفاه المنشود ورغد العیش دون الأخذ بالدین، ودون التوجّه إلى اللّه، و أنَّها على فرض حصولها على العیش الرغید فی معزل عن الدین، فإنّها ـ ولا ریب ـ ستواجه مشکلات جدیدة لا یمکن حلها وعلاجها بأدوات التطور العلمی المادی والتقدم الصناعی، والتکنولوجی.
لأنّه ما الذی سیمنع ـ فی ظل الأنظمة المعتمدة على العلم المجرّد عن الدین ـ من بروز الحروب المبیدة الساحقة، واندلاع المعارک المدمرة؟
أم أی نظام حقوقی سیکون قادراً على تلبیة کل احتیاجات الإنسان الحقوقیة ومعالجة کل المشکلات الطارئة على العلاقات الاجتماعیة ؟!!
لقد أصبح عرض المبادئ والنظریات الفجة مع انتحال صفة الآیدیولوجیة لها، شعار هذاالعصر، ولکن الواقع العملی أثبت أنّ کل هذه المبادئ والنظریات وما یسمّى بـ الآیدیولوجیات التقدمیة عجزت، وفشلت، وسقطت على صعید التطبیق السیاسی والاجتماعی والأخلاقی، وعجزت عن تقدیم نموذج أعلى للحیاة وطریقة فضلى للعیش، فإذا بنا نجدها تختفی عن المسرح الواحدة تلو الأُخرى وبسرعة، مسلمة نفسها إلى ید النسیان والفناء، والاندحار .
فالمارکسیة التی جعلت الاقتصاد مبدأ حرکة التاریخ وغایته ومحور کل التحولات الاجتماعیة لم تستطع ـ أبداً ـ أن تروی عطش الإنسان إلى القضایا الروحیة والمعنویة ولم تستطع أن تشبع تلک الجوعة المتأصلة فی کیان الکائن البشری إلى ما وراء المادة، وبالتالی عجزت المارکسیة عن الإجابة على أبسط الأسئلة فی هذا المجال!!
_____________________________________ [الصفحة 33] _____________________________________
فالإنسان یرید دائماً أن یعرف:
من أین جاء؟؟
ولماذا جاء؟؟
وإلى أین یذهب؟؟
ولکنَّ الفکر المارکسی یلوذ بالصمت تجاه هذه الأسئلة المحرجة، ویعجز ـ تماماً ـ عن الإجابة علیها.
ومن المعلوم أنّ الإنسان ما لم یحصل على إجابات مقنعة على أسئلته حول علة خلقه و الهدف منه و الغایة التی تنتظره فإنّه لن تنحل عنده بقیة مسائل الحیاة بصورة جدیة وقطعیة.
وکیف ـ ترى ـ یمکن أن تنحل هذه المشاکل ویتضح جواب هذه التساؤلات والمارکسیة تعتبر الکون ککتاب مندرس سقط أوّله وآخره فلا أوّل له ولا آخر ولا مبدأ ولا منتهى حیث إنّها لا تعترف بالمبدأ الأوّل ولا تقرّ به ولا تعرفه کما لا تعرف الغایة من الخلق ولا تقرّ بها ولا تعترف .
من هنا یعتقد المفکرون المتحررون و اقعیو النظرة فی العالم، الیوم بأنّ على البشریة أن تعود إلى أحضان الدین، وأنّ المعتقدات والتعالیم الدینیة یجب أن تؤخذ فی الحسبان على أنّها جانب أساسی فی حیاة الإنسان وأنّ أی مبدأ وآیدیولوجیة ترید أن تشغل الإنسان بالطبیعة فقط متجاهلة ما وراء الطبیعة فإنّها ستکون محکومة بالفشل وسیکون م آلها إلى السقوط فی وجه المشاکل العویصة والطرق المسدودة التی تعترض سبیلها، وسبیل کل فکرة وعقیدة.
وصفوة القول هو ما قاله العالم المعروف: جان دیورث:
_____________________________________ [الصفحة 34] _____________________________________
کیفما فسرنا الأُمور الدینیة وکیفما تصورناها، فإنّ للدین سابق عهد فی الحیاة البشریة وله دور فعلی الآن، ولا ریب أنّه سیکون له ذلک فی المستقبل أیضاً.
إنّ کون الآیدیولوجیة (إلهیة) وکون المنهج إلهیاً لا یعنی أنّ نوجه عنایتنا إلى ما وراء الطبیعة ونتجاهل عالم المادة ونهمل دنیا الطبیعة، بل انّ الفارق بین الإلهی و المادی هو أنّ الإلهی یجعل معرفته بالطبیعة سبیلاً إلى معرفة
(ما وراء الطبیعة) هذا إلى جانب الاستفادة الکاملة والمعقولة من عالم الطبیعة والمادة، فی حین یقتصر المادی على الاستفادة من الطبیعة ویجعلها هدفه الوحید، وغایته القصوى، ویحبس نفسه فی سجن المادة دون أن یحاول التحلیق إلى آفاق ما وراء الطبیعة کما یفعل المادی.
علماء الاجتماع وأصالة التدیّن [34-41] التوحید فی الولایة [21-27]
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma