عامة البشر . [81-85]

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
مفاهیم القرآن
النظریة الثانیة [86-91]الفصل الثانی [75-80]
وحتى لو کان صدر الآیة موجهاً إلى النبی ـ صلَّى الله علیه وآله وسلَّم ـ إلاّ أنّ ذیلها ـ لا ریب ـ موجه إلى عامة البشر إنّ القرآن یرید بهذا الخطاب أن یلفت أنظارنا إلى حادث حدث قبل الخطاب لا حینه ولا بعده بدلیل مجیء إذ فی مطلع الآیة.
فـ إذ تستعمل فیما إذا کان ظرف الحادثة هو الماضی، ومعناها واذکر إذ وقعت هذه الحادثة فی الماضی.(1)
آراء العلماء حول المیثاق فی عالم الذر
إنّ غایة ما یفیده ظاهر آیة المیثاق المطروحة هنا على بساط البحث هو أنّ اللّه أخذ من بنی آدم میثاقاً وعهداً على الإقرار بربوبیته .. وأمّا کیفیة هذا المیثاق فلم یرد ـ فی الآیة المذکورة ـ أی توضیح بشأنها ... ولأجل هذا اختلف المفسرون المسلمون حول حقیقة هذا المیثاق.
وفیما یلی عرض للآراء المطروحة حول هذا المطلب :
النظریة الأُولى المستندة إلى الأحادیث
وتقول هذه النظریة ـ والتی لها سند حدیثی ـ إنّ اللّه أحضر أبناء آدم عند خلقه، من صلبه على هیئة کائنات ذریة صغیرة الحجم جداً وأخذ منهم المیثاق
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . تقدیر اذکر فی هذه المواضع لإراءة ماضویة الحادثة، وإن کان غیر محتاج إلیه حسب القواعد الأدبیة فإنّ إذ ظرف مهمل غیر مقید بشیء.
_____________________________________ [الصفحة 82] _____________________________________
قائلاً لهم: ألست بربکم؟ فقالوا: بلى(1) ثم أعادهم إلى صلب آدم ـ علیه السَّلام ـ ، وقد کانت هذه الکائنات الدقیقة الحجم ذات شعور وعقل کافیین آنئذ، وقد سمعت ما قال اللّه لها وأجابت على سؤاله، وقد أخذ هذا الإقرار من بنی آدم لیغلق علیهم باب الاعتذار والتعلّل یوم القیامة.
وهذه النظریة اتخذت باعتبار أنّ لفظة ذریة مشتقة من مادة ذر واختارها جمع من المفسرین.
انتقادات على هذه النظریة
1. انّ أوضح دلیل على قصور هذه النظریة هو عدم موافقتها للمدلول الظاهری للآیة، لأنّ ظاهر الآیة ـ کما قلنا فی النقطة الخامسة ـ یفید أنّ اللّه أخذ من ظهور کل أبناء آدم ذرّیتهم، لا من آدم وحده .
ولأجل هذا قال سبحانه : (من بنی آدم) ولم یقل من آدم.
کما أنّ الضمائر جاءت فی صیغة الجمع: (من ظهورهم) ، (ذرّیتهم) لا المفرد.
وعلى هذا الأساس لا تطابق هذه النظریة مفاد الآیة فی هذه الناحیة.
2. إذا کان قد أخذ هذا المیثاق من بنی آدم وهم فی کامل وعیهم، فلماذا لا یتذکره أحد منّا؟
وأجیب عن هذا الإشکال بأنّ ما هو منسی ومغفول عنه هو وقت هذا
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . راجع مجمع البیان: 3/497 طبع صیدا، وتفسیر الفخر الرازی: 4/320 طبع مصر عام 1308هـ .
_____________________________________ [الصفحة 83] _____________________________________
المیثاق والإقرار ولیس نفس المیثاق والإقرار والاعتراف، بدلیل ما یجده کل إنسان فی ذاته من میل فطری إلى الإذعان بوجود اللّه وربوبیته، ولا شک أنّ هذا هو امتداد طبیعی لذلک الإقرار المأخوذ فی عالم الذر.
لکن هذا الجواب لیس بوجیه جداً کما تصوّر أصحابه، لأنّه لیس من المعلوم أنّ ما نجده من المیل الفطری إلى اللّه فی ذواتنا یرتبط حتماً بمثل ذلک المیثاق.. بل ربما یکون نتیجة فطریة وجود اللّه وربوبیته وبداهتهما.
وما یقال من أنّ الفاصل الزمنی الطویل هو الذی کان سبباً لنسیان المیثاق المذکور لیس بصحیح کما یظهر.
لأنّ طول هذا الفاصل لا شک أقل ـ بکثیر ـ من طول الفاصل الزمنی بین الإنسان فی الدنیا ویوم القیامة على حین نجد أنّ الإنسان لا ینسى ما شاهده من حوادث فی الدنیا فهاهم أهل الجنة ـ مثلاً ـ یقولون لأهل النار:
(أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُّم مَا وَعَدَ رَبُّکُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ).(1)
ونظیر ذلک قول بعض أهل الجنة:
(إنّی کَانَ لِی قَرینٌ [أی فی الدنیا] * یقول ءَإِنَّکَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِینَ).(2)
ومثله قول بعض أهل النار:
(وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالاً کُنَّا نَعُدُّهُمْ [أی فی الدنیا ]مِنَ الأشْـرَارِ).(3)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الأعراف: 44.
2 . الصافات: 51 ـ 52.
3 . ص : 62.
_____________________________________ [الصفحة 84] _____________________________________
وغیر ذلک من الآیات الدالة على تذکر أهل القیامة لما جرى لهم فی العالم الدنیوی ممّا یدلّ على عدم نسیان الحوادث رغم طول الفاصلة الزمنیة.
3. انّ الهدف من أخذ المیثاق ـ أساساً ـ هو أن یعمل الأشخاص بموجب ذلک المیثاق، والعمل فرع للتذکّر، فإذا لم یتذکّر الشخص أی شیء من هذا المیثاق، فکیف ترى یصح الاحتجاج به علیه، وکیف یمکن دفعه إلى العمل وفقه؟
على أنّنا بعد أن کتبنا هذا، وقفنا على کلام للعلاّمة الشریف المرتضى فی (أمالیه) وهو ینص على ما ذکرنا حیث أبطل هذا الرأی إذ قال:
وقد ظن بعض من لا بصیرة له ولا فطنة عنده، أنّ تأویل هذه الآیة : أنّ اللّه استخرج من ظهر آدم ـ علیه السَّلام ـ جمیع ذریته وهم فی خلق الذر، فقررهم بمعرفته وأشهدهم على أنفسهم.
وهذا التأویل ـ مع أنّ العقل یبطله ویحیله ـ مما یشهد ظاهر القرآن بخلافه، لأنّ اللّه تعالى قال:
(وإذ أخذ ربّک من بنی آدم) ولم یقل من آدم وقال: (من ظهورهم) ولم یقل: من ظهره، وقال: (ذرّیّتهم) ولم یقل: ذریته.
ثم أخبر تعالى بأنه فعل ذلک لئلا یقولوا یوم القیامة أنّهم کانوا عن ذلک غافلین أو یعتذروا بشرک آبائهم، وأنّهم نشأوا على دینهم وسنتهم.
ثم یقول الشریف المرتضى:
فأمّا شهادة العقول فمن حیث لا تخلو هذه الذریة ـ التی استخرجت من ظهور آدم ـ علیه السَّلام ـ فخوطبت وقررت ـ من أن تکون کاملة العقول مستوفیة لشروط التکلیف أو لا تکون، فإن کانت بالصفة الأُولى وجب أن یذکر هؤلاء بعد خلقهم
_____________________________________ [الصفحة 85] _____________________________________
وإنشائهم، وإکمال عقولهم ما کانوا علیه فی تلک الحال، وما قرّروا به واستشهدوا علیه، لأنّ العاقل لا ینسى ما جرى هذا المجرى وأن بعد العهد وطال الزمان ولیس أیضاً لتخلل الموت بین الحالتین تأثیر .
على أنّ تجویز النسیان علیهم ینقض الغرض فی الآیة، وذلک لأنّ اللّه تعالى أخبر بأنّه إنّما قرّرهم وأشهدهم لئلاّ یدّعوا یوم القیامة الغفلة عن ذلک وسقوط الحجة عنهم فیه، فإذا جاز نسیانهم له عاد الأمر إلى سقوط الحجة وزوالها، وإن کانوا على الصفة الثانیة من فقد العقل وشرائط التکلیف قبح خطابهم وتقریرهم وإشهادهم وصار ذلک عبثاً قبیحاً یتعالى اللّه عنه.(1)
4. انّ هذه النظریة تؤول إلى نوع من القول بالتناسخ الذی بطلانه من ضروریات الدین، لأنّه یعنی ـ على أساس هذه النظریة ـ أنّ الإنسان أتى إلى هذه الدنیا قبل ذلک، ثم بعد العیش القصیر ارتحل ثم عاد بصورة تدریجیة إلى هذهالدنیا مرة ثانیة .. وهو التناسخ الذی أبطله المحقّقون والعلماء المسلمون.(2)
ویبقى ها هنا سؤال وهو : إذا کانت هذه النظریة تواجه تلک الإشکالات وتعانی من هذا القصور، فما هو مصیر الأحادیث والروایات التی تسند هذه النظریة؟! وسیوافیک حق المقال فیها.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الأمالی: 1/28 ـ 29.
2 . هذه الانتقادات الأربعة نقلها صاحب مجمع البیان من المحققین الإسلامیین فی: 4/497. وذکرت أیضاً فی المیزان بالإضافة إلى انتقادات أُخرى، راجع لذلک: 8/325 ـ 327، کما وذکرت هذه النظریة فی تفسیر الرازی مع اثنی عشر إشکالاً فراجع : 4/221 ـ 222.
_____________________________________ [الصفحة 86] _____________________________________
النظریة الثانیة [86-91]الفصل الثانی [75-80]
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma