القرآن ومعبودیة المسیح [300-302]

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
مفاهیم القرآن
التثلیث فی نظر العقل [303-308]رأی القرآن فی التثلیث [288-300]
إنّ القرآن ینزّه اللّه تنزیهاً مطلقاً عن أن یبعث رسلاً یدعون الناس إلى عبادة أنفسهم بدل الدعوة إلى عبادة اللّه سبحانه ، فقال:
(مَا کَانَ لِبَشَر أَنْ یُؤْتِیَهُ اللّهُ الْکِتَابَ وَالْحُکْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ یَقُولَ لِلنَّاسِ کُونُوا عِبَاداً لِی مِنْ دُونِ اللّهِ وَلَکِنْ کُونُوا رَبَّانِیّیِنَ بِمَا کُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْکِتَابَ وَبِمَا کُنْتُمْ تَدْرُسُونَ * وَلا یَأْمُرَکُمْ أنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِکَةَ وَالنَّبِیِّینَ أَرْبَاباً أَیَأمُرُکُمْ بِالکُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).(1)
وفی هاتین الآیتین نفی لمعبودیة المسیح أو مشارکته فی الربوبیة.
***
کما أنّ القرآن الکریم طرح مسألة عبادة السید المسیح فی آیات أُخرى وأبطل ـ بنفی مالکیة المسیح لضر عباده ونفعهم ـ إمکان کونه مستحقاً للعبادة فیقول:
(قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ مَا لاَ یَمْلِکُ لَکُمْ ضَرّاً ولا نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ).(2)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . آل عمران: 79 ـ 80.
2 . المائدة: 75.
_____________________________________ [الصفحة 301] _____________________________________
وحیث إنّ البحث هنا هو حول التوحید الذاتی، فنرجئ البحث عن التوحید فی العبادة مطلقاً وبطلان معبودیة المسیح خصوصاً إلى الفصل التاسع.
غیر أنّ التدبر فی هذه الآیة و الآیات المشابهة لها یوضح لنا نقطة مهمة وهی: أنّ الدافع الأساسی لاتخاذ شخص أو شیء معبوداً إنّما هو لأجل الاعتقاد بمالکیة ذلک المعبود لضرهم ونفعهم.
وعلى هذا فکل خضوع وخشوع ینبع من هذه النقطة المهمة یمکن أن یکون مصداقاً للشرک فی العبادة.
وأمّا إذا خضع أحد أمام إنسان آخر دون هذا الدافع فإنّ عمله لا یکون حینئذ إلاّ احتراماً، وتکریماً ولیس عبادة.
وسوف یأتی مفصل هذا القسم فی الفصل التاسع إن شاء اللّه.
وبالتالی فإنّ القرآن الکریم یبدی نظره حول السید المسیح وهو ـ فی الحقیقة ـ الرأی الصحیح البعید عن أیة مبالغة أو غمط حق، وهو قوله سبحانه :
(یَا أَهْلَ الْکِتَابِ لا تَغْلُوا فِی دِینِکُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِیحُ عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ رَسُولُ اللّهِ وَکَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْیَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَ آمِنُوا بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انتَهُوا خَیْراً لَکُمْ).(1)
فلقد وصفت هذه الآیة السید المسیح بأفضل ما یمکن أن یکون مبیناً لحقیقة شخصیة رفیعة الشأن جلیلة المقام، وکان هذا الوصف والتعریف رفیعاً ومؤثراً جداً بحیث جعل النجاشی (ملک الحبشة) الذی سأل جعفر بن أبی طالب أن یبین له رأی القرآن فی المسیح فقرأ علیه هذه الآیة .
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . النساء: 171.
_____________________________________ [الصفحة 302] _____________________________________
أقول: جعل النجاشی یعمد ـ بعد سماعه الآیة ـ إلى عود من الأرض، ویقول:
ما عدا [أی ما تجاوز] عیسى عما قلت هذا العود(1).
إنّ الأوصاف التی وصف بها عیسى فی هذه الآیة هی:
1. (إِنَّما الْمَسِیحُ) ، وتعنی لفظة المسیح: المبارک وقد وصف عیسى فی آیة أُخرى بهذا النحو:
(وَجِیهاً فِی الدُّنْیَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِینَ)(2).
2. (عِیسَى ابْنُ مَرْیَمَ) ، فقد وصف فی هذا المقطع بکونه ابناً لمریم ومع هذا کیف یجوز أن یعتبره النصارى إلهاً، أو ابناً للّه؟
3. (رَسُولُ اللّهِ) حیث وصف بالرسالة والنبوة، فلا هو إله ولا هو رب کما ادّعى النصارى.
4. (کَلِمَتُهُ) ، وهنا لا بد أن نقول: إنّ الکون بأجمعه وإن کان کلمة للّه وإنّ النظام البدیع وإن کان یحکی عن علمه ویخبر عن حکمته ویعبَّر عن قداسته کما تعبر الألفاظ والکلمات عن معانیها، ولکن حیث إنّ هذه الکلمة (أعنی: المسیح) خلق دون توسط أسباب وعلل، لذلک أطلقت علیه لفظة الکلمة بخصوصه لإبراز أهمیته الخاصة من بین کلمات اللّه الأُخرى.
5. (وَرُوحٌ مِنْهُ) ، أی من جانب اللّه.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الکامل لابن الأثیر : 2/55.
2 . آل عمران: 45.
_____________________________________ [الصفحة 303] _____________________________________
التثلیث فی نظر العقل [303-308]رأی القرآن فی التثلیث [288-300]
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma