ظاهرة الحیاة [176-186]

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
مفاهیم القرآن
التوحید الاستدلالی: البرهان العاشر [187-190]التوحید الاستدلالی: البرهان السابع والثامن [166-176]
سواء اعتبرنا الحیاة ظاهرة مادیة مائة بالمائة وأثراً کیمیاویاً لتفاعلات المادة، أم اعتبرناها ظاهرة مجرّدة،
فإنّه لابد من الإذعان ـ حتماً ـ بأن تحقّق الحیاة فی هذه الکرة أو فی غیرها من الکرات یحتاج إلى عوامل وشرائط کثیرة، حتى یتسنّى أنّ تتحقق الحیاة على الأرض بسببها، ومن المعلوم أنّ اجتماع هذه الشرائط والعوامل الکثیرة،
بمحض المصادفة بعید إلى درجة أنّه لا یمکن عدّه فی عداد الاحتمالات المعقولة، والعقلائیة.
وعندما یلزم، لتحقق ظاهرة مادیة من الظواهر، توفر عوامل متعددة فإنّ کل عامل من هذه العوامل سیکون جزءاً من العلة، یستوجب وجوده وجود الظاهرة، وفقدانه فقدانها، قطعاً.
وبالنسبة إلى ظاهرة الحیاة فإنّ عدد العوامل والظروف الموجبة لتحققها على
_____________________________________ [الصفحة 177] _____________________________________
الأرض من الکثرة بحیث لا یمکن أن یحیط بها فکر البشر ، وبحیث إنّ احتمال اجتماعها عن طریق التصادف ما هو إلاّ احتمال واحد من بین ملیارد من الاحتمالات، ومن غیر الممکن لعاقل أن یعتمد فی تفسیر وجود الظاهرة على مثل هذا الاحتمال من بین ذلک الرکام الهائل من الاحتمالات، والفروض.
ولهذا یقول العالم الکندی المتخصص فی الطبیعة البیولوجیة حول نظریة المصادفة:
إنّ ملاءمة الأرض للحیاة تتخذ صوراً عدیدة لا یمکن تفسیرها على أساس المصادفة(1).
کما لهذا السبب أیضاً قال العالم الجلیل: کریسی موریسون فی کتابه: العلم یدعو للإیمان:
إنّ جمیع مقومات الحیاة الحقیقیة ما کان یمکن أن یوجد على کوکب واحد فی وقت واحد بمحض المصادفة (2).
وقال فی موضع آخر من نفس الکتاب:
إنّ للحیاة فوق أرضنا هذه شروطاً جوهریة عدیدة بحیث یصبح من المحال حسابیاً أن تتوافر کلّها بالروابط الواجبة بمجرد المصادفة على أی أرض فی أی وقت (3).
ثم یضرب العالم المذکور مثلاً لذلک بالغازات التی نستنشقها ونتنفسها
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . راجع اللّه یتجلّـى فی عصر العلم: 5 ، مقال : هل العالم مصادفة؟
2 . العلم یدعو للإیمان: 195.
3 . المصدر السابق: 24.
_____________________________________ [الصفحة 178] _____________________________________
قائلاً:
إنّ الاوکسجین والهیدروجین وثانی أوکسید الکاربون والکاربون سواء أکانت منعزلة أم على علاقاتها المختلفة ـ بعضها مع بعض ـ هی العناصر البیولوجیة الرئیسیة وهی عین الأساس الذی تقوم علیه الحیاة. غیر أنّه لا توجد مصادفة من بین عدة ملایین، تقضی بأن تکون کلها فی وقت واحد وفی کوکب سیار واحد، بتلک النسب الصحیحة اللازمة للحیاة! ولیس لدى العلم إیضاح لهذه الحقائق.
أمّا القول بأنّ ذلک نتیجة المصادفة فهو قول یتحدّى العلوم الریاضیة(1).
ولکی یتضح هذا البحث نشیر إلى بعض هذه الظروف والشرائط التی یکون لکل واحد منها دور مهمّ ومؤثر فی نشأة الحیاة واستمرارها على هذا الکوکب الترابی، بحیث لو فقد لانتفت هذه الحیاة ، ولامتنع وجودها بالمرة.
1. یحیط بالکرة الأرضیة غلاف جوّی غلیظ من الغازات یقدر العلماء ضخامته بـ 800 کیلومتر ، وهو بمثابة ترس واق یحفظ سکان هذه الکرة من خطر عشرین ملیوناً من الشهب القاتلة والصخور الفضائیة المتناثرة کل یوم فی الفضاء والتی یبلغ سرعة الواحد منها50 کیلومتراً فی الثانیة، حیث یحول هذا الغلاف دون وصول تلک الصخور إلى الأرض.
ولو کان هذا الغلاف الواقی أرق وألطف مما هو علیه لاخترقت النیازک ـ کل یوم ـ غلاف الأرض الجوی الخارجی، ولسقطت على کل بقعة من الأرض وأحرقتها.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . المصدر السابق: 73.
_____________________________________ [الصفحة 179] _____________________________________
فهذه النیازک والصخور الفضائیة الطائرة فی الجو تواصل رحلتها بسرعة 6 إلى 40 میلاً فی الثانیة، ونتیجة لهذه السرعة العظیمة فإنّها ستحرق کل شیء تصطدم به وتحدث فیه انفجاراً هائلاً.
ولو کان سرعتها أقل من ذلک، أی کان بسرعة رصاصة، وکانت تصل کلّها إلى الأرض، لأحدثت فیها خراباً لا یتحمل، وحولتها إلى غربال.
إنّ للغلاف الهوائی للأرض ـ مضافاً إلى الخاصیة المذکورة ـ دوراً آخر وهو حفظ درجة حرارتها فی الحدود المناسبة للحیاة.
2. انّ الماء لهو من عوامل الحیاة على وجه الأرض، فلکی تستمر الحیاة فی المحیطات والبحار والأنهر، خلال فصول الشتاء الطویلة فقد خلق هذا العنصر الحیاتی وهذه المادة الحیویة بشکل خاص بحیث ینجمد إذا بلغت درجة الحرارة ما یقارب الصفر ، وبذلک یحدث ویوجد غطاء یمنع من خروج الحرارة من داخل المیاه، ونتیجة لذلک تبقى المیاه فی أعماق البحار والأنهر وما شابه على حالة السیولة والمیعان، إذ فی غیر هذه الصورة لا یعنی إلاّ أن تنجمد میاه المحیطات والبحار والأنهر ویستحیل على أثر ذلک بقاء الحیاة والأحیاء.
ولا یخفى أنّ وزن الثلج، الخاص به یساعد على ذلک، إذ من البیّـن أنّ وزن الثلج أخف من الماء السائل، ولذلک یطفو الماء المنجمد على السطح ولا ینزل إلى الأعماق.
3. انّ الأرض هی أیضاً من عناصر الحیاة ومقوّماتها کالماء تماماً، فهی تحتوی على مواد معدنیة خاصة، تجذبها وتمتصها النباتات وتصنع منها الأغذیة التی تحتاج إلیها الحیوانات.
_____________________________________ [الصفحة 180] _____________________________________
إنّ وجود المعادن والفلزات فی باطن الأرض وعلى مسافة قریبة من متناول أیدی البشر هو سبب ظهور وجوه متنوعة من الحضارات الإنسانیة والتی من أبرزها الحضارة التکنولوجیة التی نعاصرها.
4. لقد خلقت الأرض بجاذبیة خاصة وعلى قطر خاص بحیث تجذب بها المیاه والهواء نحو مرکزها وتحافظ علیها.
فلو أنّ قطر الأرض کان ربع قطرها الفعلی لعجزت جاذبیتها عن الاحتفاظ بالماء والهواء على سطحها ولارتفعت درجة الحرارة إلى حد الموت.
ولو أنّ الأرض بعدت عن الشمس بمقدار ضعف ما هی علیه الآن لانخفضت درجة حرارتها (أی حرارة الأرض) إلى ربع حرارتها الحالیة، ولتضاعف طول مدة الشتاء فیها، ولانجمدت کل الأحیاء فیها.
ولو نقصت المسافة بین الأرض والشمس إلى نصف ما هی علیه الآن لبلغت الحرارة التی تتلقاها الأرض أربعة أمثال، ولآلت الفصول إلى نصف طولها الحالی ولصارت الحیاة على سطح الأرض غیر ممکنة.
فهل یمکن ـ ترى ـ أن تکون کل هذه الشرائط والعوامل قد اجتمعت واتفقت وجعلت الحیاة ممکنة، عن طریق التصادف فی حین أنّ الاجتماع التصادفی لها کان من الممکن أن یؤول إلى آلاف الصور الأُخرى وتجعل الحیاة فی الم آل غیر ممکنة.
محاسبة أُخرى
تدور الأرض حول نفسها فی کل 24 ساعة دورة واحدة، وهی فی دورتها هذه تسیر بسرعة ألف میل فی الساعة.
_____________________________________ [الصفحة 181] _____________________________________
فلو تناقص ذلک أی بلغ مقدار سرعتها مائة میل فی الساعة مثلاً، لتضاعف طول اللیالی والأیام إلى عشرة أضعاف ما هی علیه الآن، ولأحرقت شمس الصیف بحرارتها الملتهبة کل النباتات فی الأیام الطویلة، ولجمدت برودة اللیالی الطویلة من جانب آخر کل البراعم والنبتات الصغیرة، وتلفت.
ولو أنّ شعاع الشمس الواصل إلى الأرض تناقص إلى درجة النصف مما هو علیه الآن لهلکت جمیع أحیاء الأرض من فرط البرد .
ولو تضاعف هذا المقدار لمات کل نبت بل لماتت نطفة الحیاة وهی فی بطن الأرض .
ولو نقصت المسافة بین الأرض والقمر إلى خمسین ألف میل بدلاً من المسافة الشاسعة الحاضرة(1) لبلغ المد والجزر من القوة بحیث إنّ جمیع الأراضی التی تحت منسوب الماء کانت تغمر مرتین فی الیوم بماء متدفق یزیح بقوته الجبال نفسها، وفی هذه الحالة ربما کانت لا توجد الآن قارة قد ارتفعت من الأعماق بالسرعة اللازمة وکانت الکرة الأرضیة تتحطم من هذا الاضطراب.
وإذا فرضنا أنّ القارات قد اکتسحها الماء فإنّ معدل عمق الماء فوق الکرة الأرضیة کلها یکون نحو میل ونصف میل، وعندئذ ما کانت الحیاة لتوجد إلاّ فی أعماق المحیط السحیقة بصورة حیوانات تتغذى على نفسها وتفنى بالتدریج ویؤول نسلها إلى الانقراض.
5. انّ الهواء المحیط بالأرض سمیک بالقدر اللازم لمرور الأشعة الکونیة
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . المسافة الفعلیة بین القمر والأرض هی 000/240 میل.
_____________________________________ [الصفحة 182] _____________________________________
ذات التأثیر الکیمیاوی التی یحتاج إلیها الزرع والتی تقتل الجراثیم وتنتج الفیتامینات دون أن تضر بالإنسان، وعلى الرغم من الانبعاثات الغازیة من الأرض طول الدهور ومعظمها سام، فإنّ الهواء باق دون تلوث فی الواقع ودون تغیر فی نسبته المتوازنة اللازمة لوجود الإنسان .
إنّ الهواء الذی نستنشقه مکون من غازات مختلفة، فنسبة النتروجین الموجود فیه هی 78% فی حین تکون نسبة الاوکسجین فیه 21% تقریباً ویتألف 1% من بقیة الغازات الأُخرى.
فلو کان الأُوکسجین بنسبة 50% مثلاً، لأصبحت جمیع المواد القابلة للاحتراق فی العالم عرضة للاشتعال لدرجة أنّ أوّل شرارة من البرق تصیب شجرة لابد أن تلهب الغابة.
فهل یمکن لعاقل منصف وهو یرى ویواجه مثل هذه المحاسبات الدقیقة والتی لم نشر إلاّ إلى جزء یسیر جداً منها، أن یقول بأنّها ولیدة المصادفة العمیاء، وانّ انفجار المادة الأُولى، والذی کان یمکن أن ینتهی إلى آلاف الصور غیر الصورة الفعلیة، انتهى إلى الصورة الفعلیة بمحض المصادفة ؟!!
کیف یمکن القول بأنّ هذه العوامل والعلل وغیرها من الظروف التی تؤلّف قوام الحیاة وأرکانها قد ظهرت فجأة ومصادفة على وجه هذه الأرض فی زمان واحد دون مداخلة عقل قادر وإرادة حکیمة، بل کانت العوامل ـ هی بنفسها من حیث الکمیة والکیفیة ـ بحیث أوجد اجتماعها هذه الحیاة المعقدة؟!!
یقول البروفیسور ایدوین کوبکلین:
إنّ القول بأنّ الحیاة وجدت نتیجة حادث اتفاقی تصادفی شبیه فی مغزاه
_____________________________________ [الصفحة 183] _____________________________________
بأن نتوقع إعداد معجم ضخم نتیجة انفجار تصادفی یقع فی مطبعة.(1)
برهان ریاضی لإبطال المصادفة
إنّ العلماء لم یهملوا حساب احتمال وجود الشیء عن طریق المصادفة، فها هو العالم الأمریکی الشهیر کریسی موریسون یضرب لنا مثلاً لهذا فی کتابه الذی أشرنا إلیه فیقول:
لو تناولت عشر قطع، وکتبت علیها الأعداد من واحد إلى عشرة ثم رمیتها فی جیبک وخلطتها خلطاً جیداً ثم حاولت أن تخرج منها الواحد إلى العاشر بالترتیب العددی بحیث تلقی کل قطعة فی جیبک بعد تناولها مرة أُخرى.
فإمکان أن تتناول القطعة رقم (1) فی المحاولة الأُولى هو واحد على عشرة، وإمکان أن تتناول القطعة رقم (1) و (2) متتابعین هو بنسبة واحد على مائة، وفرصة سحب القطع التی علیها أرقام (1و 2 و 3) متتالیة هی بنسبة واحد على ألف، وفرصة سحب (1 و 2 و 3 و 4) متوالیة هی بنسبة واحد على عشرة آلاف، وهکذا حتى تصبح فرصة سحب القطع بترتیبها الأوّل من 1 إلى 10 هی بنسبة واحد من عشرة بلایین محاولة.(2)
مثال آخر
لنفترض أنّ معک کیساً یحوی مائة قطعة رخام تسع وتسعون منها سوداء وواحدة بیضاء والآن هز الکیس وخذ منه واحدة، انّ فرصة سحب القطعة
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . راجع اللّه یتجلّـى فی عصر العلم: 72.
2 . العلم یدعو للإیمان: 51.
_____________________________________ [الصفحة 184] _____________________________________
البیضاء هی بنسبة واحدة إلى مائة، والآن أعد الرخام إلى الکیس، وابدأ من جدید، انّ فرصة سحب القطعة البیضاء لا تزال بنسبة واحدة إلى مائة، غیر أنّ فرصة سحب القطعة البیضاء مرتین متوالیتین هی بنسبة واحد إلى عشرة آلاف
(المائة مضاعفة مرة).
والآن جرب مرة ثالثة انّ فرصة سحب تلک القطعة البیضاء ثلاث مرات متوالیة هی بنسبة مائة مرة عشرة آلاف أی بنسبة واحد من الملیون، وهکذا.
ولنعد الآن إلى أصل البحث فنقول:
لابد لتحقق ظاهرة الحیاة من توفر عوامل لا تحصى حیث لو فقد أحدها لامتنعت الحیاة ولصارت مستحیلة وغیر ممکنة، والآن لنحاسب:
ألیس القول بأنّ انفجار المادة الأُولى وبصورة منتظمة تحتوی على کل الشروط والعوامل اللازمة للحیاة، إلاّ أنّه انتخاب احتمال واحد من ملیاردات من الاحتمالات، لأنّه کان من الممکن للمادة الأُولى ـ أثر الانفجار المذکور ـ أن تنتهی إلى واحدة من ملیاردات الصور الأُخرى من جهة الکم والکیف، وتبقى من بین تلک الصور الکثیرة صورة واحدة تضمن ظهور الحیاة وبقاءها، وهو الاحتمال المطلوب الذی توفرت فیه الشروط المساعدة للحیاة والنظم والترتیب اللازمان، وأمّا بقیة الصورة فلا تصلح لظهور الحیاة وبقائها.
إنّ احتمال أن یتحقق خصوص هذا الفرض وهذه الصورة ـ عقیب الانفجار التصادفی ـ من بین تلک المحتملات التی لا تعد ولا تحصى لهو ترجیح احتمال فی مقابل احتمالات کثیرة، لا یمکن أن یقع موضع القبول لدى عاقل.
إنّ الآیة التی ذکرناها فی مطلع هذا الفصل یمکن أن تکون ناظرة إلى مثل
_____________________________________ [الصفحة 185] _____________________________________
هذا الاستدلال، أعنی: عدم إمکان توفر کل الشروط والعوامل اللازمة للحیاة من باب المصادفة.
فإنّ قوله تعالى:
(إِنَّ فِی خَلْقِ السَّمواتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّیْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْکِ الَّتِی تَجْری فِی الْبَحْرِ بِمَا یَنْفَعُ النَّاسَ * وَمَا أَنْزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاء فَأَحْیَا بِهِ الأرضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِیهَا مِنْ کُلِّ دابَّة وَتَصْرِیفِ الرِّیَاحِ * وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَیْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ لآیَات لِقَوْم یَعْقِلُونَ).(1)
إنّ قول اللّه هذا ـ مضافاً إلى کونه مشیراً إلى برهان النظم یمکن أن یکون تلویحاً إلى عوامل استقرار الحیاة على الأرض، ومذکراً للعقول بأنّه لا یمکن أن تجتمع کل هذه العوامل ـ مع ما فیها من المحاسبات العلمیة الدقیقة ـ عن طریق المصادفة ومن باب المصادفة العمیاء دون أن یتدخل فی ذلک تدبیر مدبّر عاقل حکیم ودون أن یکون قد جمعها ـ على هذا النسق المطلوب المناسب لظاهرة الحیاة ـ إله خالق عارف بالأُمور ، محیط بالمحاسبات والسنن.
کما یمکن أن تکون بعض الآیات الأُخر مشیرة إلى هذا البرهان مثل قوله تعالى:
(اللّهُ الَّذِی رَفَعَ السَّمواتِ بِغَیْرِ عَمَد تَرَونَهَا ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ کُلٌّ یَجْرِی لأجَل مُسَمّى یُدَبِّرُ الأمْرَ یُفَصِّلُ الآیاتِ لَعَلَّکُمْ بِلِقَاءِ رَبِّکُمْ تُوقِنُونَ).(2)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . البقرة: 164.
2 . الرعد: 2.
_____________________________________ [الصفحة 186] _____________________________________
وقوله تعالى:
(وَهُوَ الَّذِی مَدَّ الأرْضَ وَجَعَلَ فِیهَا رَوَاسِیَ وَأَنْهَاراً وَمِنْ کُلّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِیهَا زَوْجَیْنِ اثْنَیْنِ یُغشِی الَّلیلَ النَّهَارَ إِنَّ فِی ذَلِکَ لآیات لِقَوْم یَتَفَکَّرُونَ).(1)
فإنّ کثیراً من العلل والعوامل اللازمة لنشوء ظاهرة الحیاة قد ذکرت فی هذه الآیات ، فهل یمکن أو هل من المعقول والمقبول أنّ کل هذه الشرائط والعوامل اجتمعت دفعة واحدة ودون مخطط سابق، بل مصادفة، وأوجدت ظاهرة الحیاة على وجه الأرض بنحو اتفاقی تصادفی؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الرعد: 3.
_____________________________________ [الصفحة 187] _____________________________________
التوحید الاستدلالی: البرهان العاشر [187-190]التوحید الاستدلالی: البرهان السابع والثامن [166-176]
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma