التوحید الاستدلالی [124-128]

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
مفاهیم القرآن
التوحید الاستدلالی: البرهان الأوّل [129-138]الفصل الثالث [111-123]
فی القرآن الکریم
ذکرنا فیما مضى أنّ هناک طریقین لإثبات وجود اللّه تعالى:
طریق الاستدلال، وطریق الفطرة.
وها نحن نستعرض فی هذا الفصل الأدلّة العقلیة والعلمیة الواردة فی القرآن لإثبات وجود اللّه سبحانه .. ولن نتقیّد بتطبیق هذه الأدلّة القرآنیة على البراهین التسعة التی ذکرناها .. نعم لو حصل أن انطبق دلیل قرآنی على واحد من تلک البراهین التسعة أشرنا إلى ذلک، وعمدنا إلى توضیحه قدر المستطاع والإمکان.
***
بعث رسول الإسلام ـ صلَّى الله علیه وآله وسلَّم ـ فی بیئة کانت تسودها الوثنیة، وکان الناس إلاّ الشاذ منهم وثنیین یعبدون الأصنام ویعکفون على الأوثان رغم اعتقادهم باللّه ظناً بأنّ هذه الأصنام والصور المعبودة مقربة عند اللّه،
وشفعاء بینه وبین البشر .
ولأجل هذا ترکز اهتمام القرآن على تنزیهه سبحانه عن الشریک فی العبادة لا على إثبات وجوده، لأنّ وجوده تعالى کان أمراً مسلّماً ومفروغاً عنه فی ذلک المجتمع.
_____________________________________ [الصفحة 125] _____________________________________
وفیما یلی نذکر الآیات التی تبیَّن اعتقاد وثنیی عصر الرسالة حول اللّه وکیف أنّهم کانوا یعتقدون بوجوده:
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ لَیَقُولُنَّ اللّهُ)(1).
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ لَیَقُولُنَّ اللّهُ)(2).
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ لَیَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِیزُ الْعَلِیمُ)(3).
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَیَقُولُنَّ اللّهُ فَأَنَّى یُؤْفَکُونَ)(4).
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والأرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَیَقُولُنَّ اللّهُ فَأَنَّى یُؤْفَکُونَ)(5).
(وَلَئِنَ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءَ فَأَحْیَا بِهِ الأرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَیَقُولُنَّ اللّهُ)(6).
إنّ ملاحظة مفادات هذه الآیات تفید ـ بوضوح لا یقبل جدلاً ـ بأنّ المجتمع الجاهلی المعاصر لعصر الوحی ونزول الرسالة لم یکن معتقداً بوجود اللّه فحسب بل کان معتقداً ـ فوق ذلک ـ بأنّه الخالق الوحید لهذا الکون والمدبّر الحقیقی لأُموره وشؤونه، بمعنى أنّهم کانوا موحِّدین فی الخالقیة والربوبیة ـ کما هو المصطلح ـ .
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . لقمان: 25.
2 . الزمر: 38.
3 . الزخرف: 9.
4 . الزخرف: 87.
5 . العنکبوت: 61.
6 . العنکبوت: 63.
_____________________________________ [الصفحة 126] _____________________________________
ولذلک فإنّ أوّل موضوع طرحه الرسول الأکرم على قومه هو الدعوة إلى توحید اللّه فی العبادة لا الاعتقاد بوجوده.
على أنّ مراجعة معتقدات المشرکین والوثنیین فی عصر الوحی وقبله، والتی سوف نوردها فی الفصل التاسع:
التوحید فی العبادةأفضل شاهد ودلیل على ما قلناه من أنّ انحراف المشرکین کان فی مسألةالوحدانیةفی العبادة لافی أصل وجود اللّه. فهناک ـ فی الفصل التاسع ـ سوف نذکر کیف أنّ غالبیة وثنیی العرب ما کانوا یعتقدون بأنّ الأصنام خالقة السماوات والأرض، ولا أنّها مدبّرة للکون إلى جانب اللّه، بل کانوا یعتقدون بأنّها مقربة عند اللّه،
وشفعاء لدیه وکانوا یظنون بأنّ عبادتهم لها ستقربهم إلى اللّه تعالى، وتوجب الزلفى لدیه(1).
ویدل على وجود مثل هذا الاعتقاد لدى من کان یعبد الأصنام آیات هی:
(وَیَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللّهِ مَا لا یَضُرُّهُمْ ولاَ یَنْفَعُهُمْ وَیَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللّهِ)(2).
(وَالَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِیَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِیُقَرِّبُونَا إِلَى اللّهِ زُلْفَى)(3).
(أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ کَانُوا لا یَمْلِکُونَ شَیْئَاً وَلاَ یَعْقِلُونَ)(4).
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . نعم لا یمکن القول بأنّ کل وثنیی العرب أو کافة وثنیی العالم على مثل هذا الاعتقاد، بل هناک من یعتقد بتعدد واجب الوجود کالمثلثة، أو تعدد الخالق تعدداً حقیقیاً کالثنویین، أو من یعتقد بتعدد المدبّر وسیوافیک بیان مفصل عن مقالاتهم وعقائدهم فی الفصل التاسع.
2 . یونس: 18.
3 . الزمر: 3.
4 . الزمر: 43.
_____________________________________ [الصفحة 127] _____________________________________
(وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى کَمَا خَلَقْنَاکُمْ أَوَّلَ مَرَّة وَتَرَکْتُم مَا خَوَّلْنَاکُمْ وَرَاءَ ظُهُورِکُمْ وَمَا نَرَى مَعَکُمْ شُفَعَاءَکُمُ الَّذِینَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِیکُمْ شُرَکَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَیْنکُمْ وَضَلَّ عَنْکُمْ مَا کُنْتُم تَزْعُمُونَ)(1).
ولکن رغم کل هذا لا یمکن لأحد أن یدّعی عدم وجود ملحدین ـ بتاتاً ـ فی عصر الرسالة، أو یدّعی أنّ القرآن الکریم لم یتحدث أبداً حول أصل وجود اللّه، بل على خلاف هذا النظر فإنّ بعض الآیات القرآنیة تکشف عن وجود ملحدین فی عصر الرسالة، کما أنّ هناک مجموعة من البراهین العلمیة فی القرآن الکریم قد وردت ـ فی الحقیقة ـ لإثبات وجود اللّه.
وسنذکر الآیات الدالة على کلا الأمرین.
ونذکر أوّلاً الآیة التی تذکر عقیدة جماعة من المادیین الذین کانوا یعاصرون عهد الوحی، حول الإنسان وما سواه من الظواهر الکونیة مبدأ وم آلا، حیث یقولون ـ حسبما یحدثنا القرآن ـ :
(وَقَالُوا مَا هِیَ إِلاَّ حَیَاتُنَا الدُّنْیا نَمُوتُ وَنَحْیَا وَمَا یُهْلِکُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِکَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ إِلاَّ یَظُنُّونَ)(2).
ومن الطبیعی أنّ هذا المنطق أعنی: زعم هؤلاء بأنّ سبب هلاک البشر هو مرور الزمن لم یکن إلاّ بسبب عدم اعتقادهم بوجود خالق اسمه اللّه، هو الذی یمیت کما خلق.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الأنعام: 94.
2 . الجاثیة: 24.
_____________________________________ [الصفحة 128] _____________________________________
فهم کانوا یعتقدون بأنّ الحیاة والموت ما هما إلاّ أثرین من آثار المادة. أی من الآثار الفیزیاویة والکیمیاویة للمادة
ـ حسب المصطلح الحدیث ـ .
فحینما تشیخ المادة وتهرم بسبب مرور الزمن فتأخذ طریقها ـ فی الم آل ـ إلى البلى وتؤول إلى دنیا العدم،
فذلک هو الموت.
إذا تبیّـن هذا نقول: هل من المعقول أن یطرح القرآن هذه النظریة الإلحادیة عن لسان أتباعها فی عصر الرسالة ثم لا یعمد إلى نقدها والرد علیها، ولا یقیم ضدها ما یرفع الشک ویزیل الشبهة؟!!
لقد کان الأُستاذ العلاّمة الطباطبائی ـ صاحب تفسیر المیزان ـ یصر فی محاضراته العلمیة على أنّ القرآن الکریم لم یتعرض مطلقاً لإثبات أصل وجود اللّه، ولم یقم علیه أی دلیل أبداً، وذلک إمّا لبداهة وجود اللّه وفطریته، أو لأنّ ذات اللّه أسمى من أن یحتاج إثباتها إلى دلیل.
ولکنّنا نتصور أنّه قد وردت فی الکتاب العزیز براهین لإثبات وجود اللّه تعالى، وسوف نورد هذه البراهین فی هذه الدراسة بنحو من الأنحاء بإذن اللّه .
_____________________________________ [الصفحة 129] _____________________________________
التوحید الاستدلالی: البرهان الأوّل [129-138]الفصل الثالث [111-123]
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma