التوحید الاستدلالی: البرهان الرابع والخامس والسادس [157-165]

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
مفاهیم القرآن
التوحید الاستدلالی: البرهان السابع والثامن [166-176]التوحید الاستدلالی: البرهان الثالث [152-156]
1. برهان الإمکان
2. برهان امتناع الدور
3. برهان حاجة المصنوع إلى الصانع
1. المعلول بلا علة محال.
2. خلق الشیء لنفسه مستلزم للدور المحال.
3. وجود السماوات والأرض دلیل على وجود الخالق.
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَیْرِ شَیء أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ)(1).
(أَمْ خَلَقُوا السَّمواتِ وَالأرْضَ بَلْ لا یُوقِنُونَ)(2).
(أمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَیْرُ اللّهِ سُبْحَانَ اللّهِ عَمَّا یُشْرِکُونَ)(3).(4)
تتألف دعوة رسول الإسلام ـ صلَّى الله علیه وآله وسلَّم ـ من ثلاثة أُصول أساسیة، وهی الدعوة إلى:
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الطور: 35.
2 . الطور: 36.
3 . الطور: 43.
4 . لمزید الاطلاع راجع نص الآیات من 36 ـ 43 من السورة المذکورة، وقد اکتفینا منها بنقل هذه الآیات التی تتضمن أصل الاستدلال رعایة للاختصار.
_____________________________________ [الصفحة 158] _____________________________________
1. الاعتقاد بالمعاد.
2. الاعتقاد بنبوته.
3. التوحید بمعناه الواسع الجامع الذی من شعبه: الاعتقاد بوجود الصانع.
وقد بحثت هذه المواضیع الثلاثة فی سورة الطور بنحو بدیع.
ففی الآیات 1 إلى 28 طرحت مسألة المعاد وبعث الناس فی یوم القیامة وما یلابس ذلک.
وفی الآیات 29 إلى 34 طرحت مسألة نبوة الرسول الأعظم ـ صلَّى الله علیه وآله وسلَّم ـ .
وفی الآیات المبحوثة هنا طرحت مسألة وجود اللّه الواحد(1).
وقد هدى القرآن الکریم الإنسان الباحث إلى الاعتقاد بوجود اللّه بطرح مجموعة من الاحتمالات والأسئلة، کما نشاهدها فی هذه الآیات .
وهذه الاحتمالات وإن کانت واضحة، یدرکها کل أحد بمجرد ملاحظة نصوص الآیات لکننا نشیر ـ مرة أُخرى ـ إلى مضامین هذه الاحتمالات والتساؤلات لغرض الاستنتاج.
وإلیک مجموعة هذه التساؤلات والاحتمالات التی تطرحها هذه الآیات حول مبدأ الإنسان وعلة وجود العالم:
1. أن تکون الکائنات البشریة قد وجدت بلا علة
(علة مادیة کانت کالأب والأُم والخلیة التناسلیة، أو علة مجردة عن المادة کاللّه تعالى) بمعنى أن تکون قد وجدت مصادفة، ومن تلقاء نفسها.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . تفسیر الرازی: 28/259 الطبعة الجدیدة.
_____________________________________ [الصفحة 159] _____________________________________
وقد طرح هذا السؤال فی قوله تعالى:
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَیْرِ شَیْء)(1).
2. أن تکون هی الخالقة لنفسها وهی الصانعة لذاتها والموجدة لها.
وإلى هذا الاحتمال أشارت جملة:
(أَمْ هُمُ الْخالِقُونَ) ؟
3. على فرض أنّها هی الموجدة لنفسها فإنّه یبقى سؤال آخر فی هذا المجال وهو: من خلق السماوات والأرض؟
هل یمکن القول بأنّ هؤلاء الأفراد هم الذین خلقوا السماوات والأرض؟
وإلى هذا السؤال أشار قوله سبحانه :
(أَمْ خَلَقُوا الْسَّماواتِ وَالأرْضَ) (2)؟
4. أن یکون لهم إله غیر اللّه وهذا الاحتمال أشار إلیه قوله:
(أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَیْرُ اللّهِ) ؟
هذه هی الاحتمالات التی طرحها القرآن الکریم لیفکر الناس فیها ثم یهتدوا إلى اللّه الواحد، وهی کلّها باطلة وغیر صحیحة فی منطق الوجدان الحی، والضمائر الیقظة.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . بملاحظة ما بین القوسین یمکن إرجاع کثیر من الاحتمالات التی ذکرها المفسرون لکلمة غیر شیء إلى معنى جامع واحد ولمعرفة هذه الاحتمالات یراجع تفسیر الرازی: 29/260، والمیزان: 19/19.
2 . الطور: 36.
_____________________________________ [الصفحة 160] _____________________________________
فلابد إذن من الإذعان بوجود اللّه الواحد، ولابد من التزام العبودیة أمامه.
یبقى أن نعرف وجه بطلان هذه الاحتمالات فنقول:
أمّا بطلان الاحتمال الأوّل ففطری، لبداهة أنّ لکل ظاهرة وحادث موجداً ومحدثاً لدلالة الفطرة السلیمة، والضمیر الیقظ والتجربة المتکررة، والبرهان العقلی علیه، بحیث لو ادّعى أحد إمکان وقوع معلول دون علة لسخَّر منه العقلاء أجمعون.
وبرهان الإمکان یؤید هذه الآیة.
وأمّا بطلان الاحتمال الثانی فهو کذلک بدیهی کالأوّل لبداهة أنّ کل ظاهرة إذا کانت موجدة لنفسها کان معنى ذلک رجوع الاحتمال الثانی إلى الأوّل، وهو تواجد المعلول بلا علة موجدة له خارجة عن ذاته وقد عرفت فساده.
وخلاصة القول: إنّ الشیء إذا کان غیر موجود بالذات (أی لم یکن وجوده نابعاً من ذاته) فهو إذن حادث، فهو إذن یحتاج ـ بحکم ما قلناه فی الاحتمال الأوّل ـ إلى محدث.
وأما لو کان وجود الشیء نابعاً من ذاته فهو لیس إذن بحادث، بل هو أزلی أبدی فی حین أنّهم (أی الملحدین) مذعنون بأنّ هذه الأشیاء (أی البشر) لیست سوى أُمور حادثة مسبوقة بالعدم.
وبعبارة أکثر وضوحاً: انّ خلق الشیء لنفسه یستلزم الدور الواضح بطلانه.
لأنّ معنى قولک: خلق الشیء نفسه هو أن یکون الشیء موجوداً قبل ذلک لیتسنّى له خلق نفسه. ومعنى هذا: توقف الشیء وتقدمه على نفسه وهو معنى الدور البدیهی البطلان.
_____________________________________ [الصفحة 161] _____________________________________
وأمّا الاحتمال الثالث فهو کسابقیه فی التهافت والبطلان، إذ لیس هنا من یدّعی أنّ السماوات والأرض مخلوقة لأُولئک البشر وأنّ البشر هم خالقوها وموجدوها فیتعین أن یکون لها خالق وهو الذی یسمّى بـ اللّه.
وأخیراً یمکن أن نستنتج من بطلان الاحتمالات الثلاثة أنّ البشر حیث لا یمکن أن یوجد بدون علّة تعطیه الوجود، کما لا یمکن أن یکون علة لوجود نفسه، ولا یمکن أن یکون هو خالق السماوات والأرض، لذلک لابد أن یکون للبشر والسماوات والأرض من خالق .. وهو من یشار إلیه بلفظة اللّه، وهو خالق الجمیع بلا استثناء.
لقد طرح فی المقطع الأوّل هذا السؤال:
(أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَیْرِ شَیْء) .
أی هل خلق منکرو وجود اللّه من تلقاء أنفسهم، وعلى نحو المصادفة.. دون علة؟
والجواب هو النفی طبعاً ، لأنّ تلک الموجودات (أعنی: المنکرین) أشیاء ممکنة الوجود، وکل ممکن مرتبط فی وجوده بعلّة ومحتاج إلیها فیه.
وهذا المقطع من الآیة ناظر ـ على ما یبدو ـ إلى برهان الإمکان.
وفی المقطع الثانی من تلک الآیة، (أعنی قوله: (أَمْ هُمُ الخالِقُون) ) والذی جرى الحدیث فیه عن خلق الشیء لنفسه، یؤلّف بطلان الدور أساس البرهان فیه.
لأنّ منکری اللّه ـ بحکم أنّهم علّة لوجود أنفسهم ـ یجب أن یکونوا
_____________________________________ [الصفحة 162] _____________________________________
موجودین متحقّقین قبل أنفسهم، وهذا هو تقدّم الشیء على نفسه، وهو محال، لأنّه دور.
وأمّا فی الآیة الثانیة (أعنی قوله: (أَمْ خَلَقُوا السَّمواتِ وَالأرضَ) ) فقد استدل فیها على وجود اللّه ببرهان النظم أو ببرهان آخر یقرب منه کدلالة المصنوع على صانعه، و الأثر على مؤثره.
فإذا کان أساس البرهان هو نظام السماوات والأرض فالآیة حینئذ تکون ناظرة إلى برهان النظم.
وإذا کان أساسه هو دلالة الآثر على المؤثر، فالآیة حینئذ ناظرة إلى برهان آخر .. ولعلّها ناظرة إلى برهان الإمکان
أو برهان الحدوث.
وأمّا دلالة المصنوع على الصانع التی وردت الإشارة إلیها فی عنوان هذا البحث فلیست ببرهان مستقل،
بل تعود إلى أحد هذه البراهین ونحن لم نذکرها بصورة مستقلة إلاّ للتنوّع.
وها هنا ینطرح سؤالان هما
الأوّل: انّ إبطال هذه الاحتمالات الثلاثة لا یفید أکثر من إثبات احتیاج البشر والسماوات والأرض إلى موجد وخالق.
وأمّا أنّ موجد الجمیع هو اللّه الواحد فلا یستفاد من إبطال هذه الاحتمالات أبداً، ولا یثبت من خلال ذلک.. بل وربما یمکن التصوّر بأنّ خالق البشر غیر خالق السماوات والأرض أو یمکن أن یکون خالق العالم والبشر غیر مدبّر أُمورهما فما هو وجه دلالة إبطال الاحتمالات المذکورة على وحدانیة الخالق والمدبّر ؟
_____________________________________ [الصفحة 163] _____________________________________
الجواب
لقد ذکر القرآن الکریم لإبطال هذا التصوّر وهذا الاحتمال جملة رابعة حیث قال فی الآیة الثالثة من الآیات المذکورة فی مطلع البحث:
(أمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَیْرُ اللّهِ سُبْحَانَ اللّهِ عَمَّا یُشْرِکُونَ) .
إنّ التوحید فی الخالقیة والمدبّریة قد أبطل هذا التصوّر وهذا الاحتمال (ونعنی احتمال تعدّد خالق البشر والکون ومدبّرهما) لأنّ الخالق والمدبّر ـ بحکم التوحید فی الخالقیة والمدبّریة ـ لیسا أکثر من واحد.
من هذا البیان یتضح أنّ المقصود من الإله فی الآیة السالفة لیس هو مطلق المعبود المتخذ بعنوان الشفیع والمقرب..
بل أمر أعلى من ذلک، وهو من یقدر على الخلق والإیجاد والتدبیر .
فیکون معنى قوله تعالى: (أمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَیْرُ اللّهِ) أی هل لهم خالق ومدبّر غیر اللّه؟
وبهذا لم یبق القرآن مجالاً لتصور تعدد خالق البشر والکون ومدبّرهما.
السؤال الثانی: أنّ المخاطبین فی هذه الآیات ـ المطروحة هنا على بساط البحث ـ لا ریب هم مشرکو مکة ..
وهم لم یکونوا معتقدین بوجود اللّه حسب، بل کانوا ـ فوق ذلک ـ یعتبرونه الخالق الوحید للکون والإنسان جمیعاً.
وفی هذه الصورة ما هو الداعی لطرح هذه الاحتمالات ثم إبطالها والقوم مؤمنون باللّه أساساً، وجوداً، ووحدانیة فی الخالقیة والمدبّریة؟
_____________________________________ [الصفحة 164] _____________________________________
وهل ذنب هؤلاء لیس سوى إعراضهم عن عبادة اللّه وحده، وعبادة الأصنام التی ظنوا أنَّها شفعاء لا أکثر .
أفلیس مقتضى البلاغة فی المقام هو صب الحدیث على معتقداتهم التی هم علیها، لا النقاش فیما لم یکن عندهم بموضع نزاع بل کان موضع اتفاق (أعنی: وجود اللّه الواحد).
انّ الجواب على هذا السؤال هو ما قلناه، وبینّاه فی قوله تعالى: (أَفِی اللّهِ شَکٌّ) .
فهناک قلنا: بأنّ القرآن الکریم یحاول بطرح هذه التساؤلات أخذ الاعتراف من ضمائرهم وتحریک ما هو کامن فی فطرتهم لأجل إیقاظها وتنبیهها، کمقدمة لأخذ نتیجة أُخرى.
إنّ القرآن یسعى من خلال الاستفادة من المقدمة المسلم بها التی تنطوی علیها ضمائر القوم وهی اعترافهم بوجود اللّه الواحد أن یمهد لدعوتهم إلى عبادة اللّه الواحد، وهدایتهم إلى توحید العبادة.
فبأخذ هذا الاعتراف منهم (نعنی الاعتراف بأنّه لا خالق ولا مدبّر لهم إلاّ اللّه، وأنّه الخالق المدبّر الوحید الذی منه وجود وتدبیر کل الکائنات على الإطلاق).
أقول: بأخذ هذا الاعتراف یوجه القرآن ضربة قاضیة إلى مسلکهم المنحرف فی العبادة، لأنّه إذا کان الخالق والمدبّر واحداً لا أکثر.. وإذا کان هذا الخالق والمدبّر هو الوحید الذی استمدت منه کل الموجودات (من إنسان وغیره) وجودها وتدبیرها، فإذن لابد من عبادته وحده، والکف عن عبادة غیره من الموجودات
_____________________________________ [الصفحة 165] _____________________________________
الحقیرة الذلیلة المحتاجة هی إلى ذلک الخالق المدبّر العظیم.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . وبهذا یکون القرآن الکریم قد هدم بنیان الشرک العبادی ونسف قواعده وأرکانه مع الاستفادة من قضیة وجدانیة مفیدة عندهم. وفی الحقیقة فأنّ القرآن الکریم یکون ـ فی الوقت الذی عرّف العالم فیه على منطق التوحید ـ قد أثبت ضرورة التوحید العبادی، الذی کان مشکلة مخاطبی القرآن فی ذلک العصر أیضاً. ومع ملاحظة هذا النوع من الاستدلال الموضوعی الرصین نکتشف مدى تمشی القرآن مع جمیع العصور وجمیع الأجیال رغم أنّه نزل لیعالج مشاکل موجودة فی عصر نزوله ضمناً.
_____________________________________ [الصفحة 166] _____________________________________
التوحید الاستدلالی: البرهان السابع والثامن [166-176]التوحید الاستدلالی: البرهان الثالث [152-156]
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma