التوحید الاستدلالی: البرهان السابع والثامن [166-176]

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
مفاهیم القرآن
ظاهرة الحیاة [176-186]التوحید الاستدلالی: البرهان الرابع والخامس والسادس [157-165]
1. برهان الإمکان
2. برهان النظم
ترکیب الخلایا البشریة العجیبة
ونمو النباتات وتساقط المطر
وخلقة الأشجار تشهد بوجود خالقها
(هَذَا نُزُلُهُمْ یَوْمَ الدِّینِ * نَحْنُ خَلَقْنَاکُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ * أَفَرَأَیْتُمْ مَا تُمْنُونَ *ءَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ)(1)
(أَفَرَأَیْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * ءَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ)(2)
(أَفَرَأَیْتُمُ الْمَاءَ الَّذِی تَشْرَبُونَ * ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ *لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْکُرُون * أَفَرَأَیْتُمُ النَّارَ الَّتِی تُورُونَ * ءَأَنْتُمْ أَنْشَأتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُون)(3)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 .الواقعة: 56 ـ 59.
2 .الواقعة: 63ـ 65.
3 .الواقعة: 68 ـ 72.
_____________________________________ [الصفحة 167] _____________________________________
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ)(1)
الآیات کلّها من سورة الواقعة(2).
قبل أن نشرع فی بیان مفاد هذه الآیات لابد من الإشارة إلى عدّة نقاط:
1. أنّ الهدف الأصلی للآیات القرآنیة هو: الدعوة إلى الإیمان بالمعاد، وبعث الإنسان فی یوم القیامة، وضرورة عبادة اللّه وحده.
وأمّا مسألة إثبات وجود اللّه، فلها جانب ضمنی فی هذه الآیات، کما سنبین ذلک.
بل انّ مراجعة آیات هذه السورة [أی سورة الواقعة] تفید أنّ الهدف الأصلی لهذه السورة التی تبدأ بآیة (إذا وقعت الواقعة) و الآیات المبحوثة هنا التی تبدأ بقوله: (هذا نزلهم یوم الدین) .
إنّ الهدف هو ـ فی الحقیقة ـ إثبات إمکان المعاد، حتى أنّ مسألة لزوم عبادة اللّه وحده تقع فی الدرجة الثانیة من اهتمام وهدف هذه السورة.
وقد أُشیر إلى هذا الهدف الثانوی فی قوله سبحانه : (فسبّح باسم ربک العظیم) .
ولکن على الرغم من ذلک یمکننا أن نجد فی الآیات المذکورة إشارات واضحة إلى وجود الصانع حتى لأوّل نظرة.
وحیث إنّ آیات هذه السورة تشبه ـ من جهة طرح التساؤلات ـ سورة
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الواقعة: 74.
2 . لقد اکتفینا هنا بنقل الآیات المرتبطة بهذا البحث التوحیدی وللمزید من الاطلاع والتوضیح ینبغی مراجعة مجموع الآیات من 56 ـ 74 فی السورة نفسها.
_____________________________________ [الصفحة 168] _____________________________________
الطور، لذلک رأینا أن نجعل کلا القسمین إلى جانب بعض، وسیتضح بالتأمل والإمعان فی آیات هذه السورة، وآیات سورة الطور أنّ القرآن الکریم جعل الإنسان أمام حزمة من التساؤلات ، تماماً على النمط السقراطی، لأجل إیقاظ وجدان البشر، لیتسنّى له فی ظل هذه الیقظة أن یمیّزالحق عن الباطل،ولیخضع ـ بالتالی ـ لمنطق الحق ولا یکون له سبیل إلى غیرذلک.
2. لقد طرح القرآن الکریم فی هذه الآیات أربعة مواضیع:
1. ترکیب الخلیة البشریة وخلقتها العجیبة.
2. نمو النباتات وحفظها وصیانتها عن الآفات.
3. نزول الغیث وصیانته عن التلوث والتأسن والاجوج.
4. استخراج ونشأة النار من الشجر .
وفی الحقیقة فإنّ موضوع البحث فی هذه الآیات هو: الإنسان والنعم الثلاث الکبرى، وهی: المواد الغذائیة، و الماء، و النار التی لا یمکن أن یحیا البشر بدونها(1).
3. انّ طریقة الاستدلال فی هذه الآیات هی من باب الاستدلال بوجود المصنوع
(وهو هنا النطفة البشریة، وتربیة النباتات، ونزول المطر، وخلق الأشجار) على وجود الصانع.
صحیح أنّ للإنسان مشارکة جزئیة فی تکون ونشوء هذه الظواهر الطبیعیة کاللقاح والجماع فی تکون الإنسان ، والبذر ، إلاّ أنّ هذه المشارکة الجزئیة والتأثیر الجزئی لا یکفی فی تکون وظهور هذه الظواهر والموجودات، وما لم تکن ثمة قدرة
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . تفسیر الرازی: 29/180.
_____________________________________ [الصفحة 169] _____________________________________
علیا مطلقة تساعد على تأثیر هذه المقدمات لما أمکن لها أن تتواجد وتتکون وتأتی إلى منصة الظهور وساحة الوجود.
وإلیک توضیح المطلب
فی الآیات : (أفرأیتم ما تمنون * ءأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون) یتحدث القرآن الکریم عن مبدأ وجود وتکون الإنسان
وهو ما أسماه بالنطفة.
وقد اعترف القرآن بسهم الوالدین فی نشوء الإنسان وتکوّنه،ولکنه اعتبرإسهامهما هذا فی مستوى عملیة النقل والانتقال فقط.
وتلک العملیة تتمثّل فی أنّ الأب ینقل جزءاً منه، من موضع معین فی جسمه إلى رحم الأُم لا أکثر .
أمّا من خلق النطفة ومن أوجدها؟ فلا یمکن أن نعتبر الأب هو الخالق لها، لبداهة جهله بحقیقتها.
ولذلک فلا مناص من أن یکون لها خالق معین.
خالق أعطى ـ بقدرته وعلمه ـ للنطفة، القدرة على النمو فی رحم الأُم، ومکّنها من الرشد فی ذلک الجو،
حتى یتکون الموجود البشری .
من المسلم أنّ تکوین هذه الذرة العجیبة یحکی عن موجود أعلى من الإنسان، هو الذی خلق هذه البدایة العجیبة للبشر .
وقد تحدث القرآن الکریم ـ فی هذه الآیة ـ على نمط الاستدلال بالمصنوع على الصانع، والنظام على المنظم.
وفی الآیات : (أفرأیتم ما تحرثون * ءأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون)
_____________________________________ [الصفحة 170] _____________________________________
طرحت مسألة الزراعة، ونرى فیها أنّ القرآن الکریم یسهم الزّراع فی ظهور النباتات وتواجدها، ولکنّه یعتبر اسهامهم محدوداً لا یتعدّى عملیة بذر البذور ، ولهذا یسمح بأن یطلق علیهم صفة الزارع.(1)
ولکن عمل الزارع لا یتجاوز هذا الأمر ، أعنی: البذر .
غیر أنّ هذا العمل وحده غیر کاف فی مسألة الزراعة ونشوء النباتات والثمار لأنّه:
یسأل أوّلاً: من الذی خلق البذرة ؟ و على قدرة من اعتمدت هذه الحبة بحیث استطاعت أن تتسبب فی ظهور مئات الحبات ونشوئها فی شکل سنابل؟
لا مناص من أن یکون لهذه الحبة خالقاً غیر البشر .
ثم یسأل ثانیاً: هل یکفی لتربیة النباتات وخروجها مجرد الحرث وبذر البذور ، أم أنّ مئات العوامل والعلل الخارجیة الأُخرى، یجب أن تتضافر وتتفاعل وتتعاضد فیما بینها لتمنع من جفاف النبتة والسنبلة، وهذا شیء خارج عن قدرة البشر .
ترى هل هذا کلّه من صنع اللّه أم من فعل العوامل المخلوقة للّه؟
وإلى هذه الحقیقة أشار القرآن بقوله:
(لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَکَّهُونَ (2) * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) . (3)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . إلاّ أنّه لا یخلو من العنایة والمجاز کقوله سبحانه : (یَعْجَبُ الزُّرَاّعَ ) (الفتح: 29).
2 . تتفکهون أی تتحدثون، وأصله من التفکّه: أخذ الشیء فاکهة واستعیر للحدیث الذی یتحدثون به تفرجاً بتناوله.
3 . الواقعة: 65 ـ 67.
_____________________________________ [الصفحة 171] _____________________________________
وفی هذا الاستدلال استدلّ القرآن بوجود المصنوع (کالمزارع الخضراء وحفظها وصیانتها من الجفاف)على وجود الصانع.
وقد جاء عین هذا الاستدلال فی القسم الثالث والرابع أیضاً، فنزول المطر من السحاب ـ وهو أمرحادث ـ لا بد له من محدث..
وإذا ساعدت بعض العوامل على ذلک، کتبخر میاه البحار بسبب الشمس، فإنّه لا محیص ـ فی الم آل ـ من أن یعتمد الموضوع على إرادة قادر متعال، هو الذی أوجد تلک العوامل، وهو الذی نسّقها، ونظّمها، وساعدها على التأثیر وصانها من أی تلوث و أُجوج کما یقول:
(أَفَرَأَیْتُمُ الْمَاءَ الَّذِی تَشْرَبُونَ * ءَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ *لَوْنَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً)(1).
فی هذا المورد استدل الکتاب الکریم بوجود ظاهرة هطول المطر، وظاهرة السحاب وصیانتها عن الأُجوج والتلوث، على وجود الصانع.
وعلى هذا النمط والغرار یکون أمر تواجد النار تلک الظاهرة العجیبة جداً.
فالإنسان لا یقوم فی مسألة النار إلاّ بدور الناقل فحسب.
فهو ـ کما نلاحظ ـ لا یفعل إلاّ إیصال شعلة الکبریت إلى الحطب فی المطبخ لا أکثر .
لهذا فلا یکون للإنسان أی دور فی نشأة هذه الظاهرة(النار) وتکوّنها، اللّهم إلاّ عملیة الإشعال والوری.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الواقعة: 68 ـ 70.
_____________________________________ [الصفحة 172] _____________________________________
ولذلک نسب القرآن الکریم عملیة الوری إلى البشر، إذ قال:
(أفرأیتم النار التی تورون) .
ولکن الوری والإیقاد وحده لا یکفی فی تکوّن هذه الظاهرة، أعنی: النار، بل لابد من قادر أوجد بقدرته هذه المواد الاحتراقیة فی الشجر یابسه ورطبه حتى یتأتّى ـ ضمن شروط وفی ظروف خاصة معینة ـ أن تشتعل.
ترى هل یمکن لأحد أن ینکر تأثیر قدرة علیا فی ظهور هذه الأشجار التی تختزن المواد الاحتراقیة؟
بالطبع لا .
ولذلک یقول الکتاب العزیز:
(ءَأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون) .
وفی هذه الأقسام الأربعة استدلّ بوجود المصنوع على وجود الصانع القادر العالم.
وفی الختام نعترف ـ ثانیة ـ بأنّه مع أنّ هذه الآیات تستدل على وجود اللّه بطریق الإن، غیر انّ مقصودها الأصلی لیس إثبات أصل وجود اللّه، بل المقصود والهدف هو الاستدلال على إمکان وقوع المعاد وبعث الإنسان بعد موته، ونشور الکون بعد انعدامه، وإنّما ذکرت البراهین الدالة على وجود اللّه وخالقیته کمقدمة لإثبات إمکان إعادة الخلق بعد الموت.
لأنّنا حیث نعلم أنّ الفاعل والمدبّر لهذه الظواهر الکونیة هو اللّه القادر فلماذا ننکر إمکانیة المعاد الإنسانی؟!
_____________________________________ [الصفحة 173] _____________________________________
وبتعبیر القرآن :
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلاَ تَذَکَّرُونَ).(1)
فالآیة تقول:
الآن وأنتم ترون آثار تلک القدرة الإلهیة ظاهرة فی عالم الخلق ساطعة فی دنیا الطبیعة، فلم تستبعدون قدرته على إحیاء الموتى وإعادة الکون والإنسان یوم القیامة ولماذا تنکرون المعاد ؟
وعلى کل حال لو کان مبدأ البرهان فی هذه الآیات أنّ هذه الأشیاء کانت فاقدة الوجود من ذی قبل، ولذلک فهی محتاجة فی اتصافها بالوجود إلى علة فالآیات حینئذ، ناظرة إلى برهان الإمکان.
وإن کان مبدأ البرهان هو التنبیه إلى النظام السائد فی هذه الأشیاء، فإنّ البرهان المشار إلیه هنا هو برهان النظم.
وإن کان مبدأ البرهان هو الترکیز على سبق العدم على وجود الأشیاء، فهو یعتمد على الاستدلال بالحدوث على وجود المحدث.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الواقعة: 62.
===============
( 174 )
التوحید الاستدلالی: البرهان التاسع
بطلان المصادفة وبرهان محاسبة الاحتمالات
اجتماع شرائط الحیاة على النسق الموجود
یبطل نظریة المصادفة
(إِنَّ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّیْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْکِ الَّتِی تَجْری فِی الْبَحْرِ بِمَا یَنْفَعُ النَّاسَ * وَمَا أَنْزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاء فَأَحْیَا بِهِ الأرضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِیهَا مِنْ کُلِّ دابَّة وَتَصْرِیفِ الرِّیَاحِ * وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَیْنَ السَّمَاءِ والأرْضِ لآیَات لِقَوْم یَعْقِلُونَ).(1)
فی هذه الآیة یلفت القرآن الکریم نظرنا إلى ظاهرة الحیاة، وعشرات بل مئات وآلاف العوامل الخفیّة والبارزة التی ساعدت على وجود ظاهرة الحیاة على هذا الکوکب الترابی، وکأنّها تقول: هل یمکن اجتماع کل هذه العوامل والشرائط بمحض المصادفة ، ودون وجود خالق هو الذی أوجدها ورتّبها ونظمها، فحدثت ظاهرة الحیاة على الصورة الموجودة ؟
وبهذا کما یمکن أن تکون هذه الآیة دلیلاً على وجود الصانع الخالق من
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . البقرة: 164.
_____________________________________ [الصفحة 175] _____________________________________
باب دلالة النظام على المنظم، کذلک یمکن أن تکون دلالتها على ذلک من باب بطلان نظریة المصادفة و برهان محاسبة الاحتمالات.
ویجدر بالذکر أنّ برهان محاسبة الاحتمالات وبطلان فرضیة المصادفة من الأدلة الحدیثة التی توصّل إلیها العلماء الغربیون المعاصرون، وبلورهما العالم المعروف کریسی موریسون صاحب کتاب العلم یدعو للإیمان الذی کتبه خصیصاً لإبطال نظریة المصادفة ، تلک النظریة التی تمسّک بها بعض الملحدین لإنکار وجود الخالق.
ولأجل أن نعرف معنى المصادفة ، وکیفیة بطلانها علمیّاً وحسابیّاً لابد أن نعطی شرحاً لذلک ثم نشیر إلى بعض الأدلة التی أشار إلیها العلامة السالف الذکر ، وغیره من العلماء فی هذا المجال.
ما هو المقصود من المصادفة ؟
لیس المقصود من المصادفة هو بروز حادثة وظاهرة معینة دون علّة خارجیة، لأنّ هذا التفسیر للتصادف یتنافى مع قانون العلیة الذی یقرّ به ویعترف کل العلماء فی العالم، فلیس بین العلماء والفلاسفة من ینکر قانون العلیة هذا، اللّهم إلاّ هیوم الفیلسوف الانجلیزی المعروف، على أنّه إنّما أنکر هذا القانون الکلّـی لأجل أنّه أراد أن یثبته عن طریق التجربة، وکان یرى التجربة أعجز من أن تثبت أصالة لهذا القانون.
أمّا لماذا کان یرى أنّ التجربة أعجز من أن تثبت ذلک فلسنا بصدده الآن. ولو کان هیوم مطّلعاً على القوانین والمقدمات الفلسفیة لهذا الأصل، لما کان یحدث له أی شک فی ذلک.
_____________________________________ [الصفحة 176] _____________________________________
إنّما المقصود من المصادفة ـ عند المادیین وفی منطقهم ـ هو أن تتسبب سلسلة من التفاعلات الطویلة والحرکات المتتالیة فی ظهور ظاهرة أو ظواهر منظمة، دون أن یکون وراء ذلک أیُّ تخطیط وأیّة محاسبة، ودون أن یکون وراء ذلک أیُّ موجد منظم ومخطط، کأن یلعب طفل بآلة کاتبة ـ طویلاً ـ حتى تظهر قصیدة منظمة، أو تنحدر صخرة وتسقط عدة مرّات من فوق جبل، وتتحول فجأة ـ وبعد اصطدامها المکرر بالصخور ـ إلى تمثال إنسان معین، وهکذا.
هذا هو رأی المادیین حول وجود الکون وظهور النظام الکونی، ولکن برهان محاسبة الاحتمالات الذی سندرسه فی هذا الفصل یبطل وجود الکون المنظم عن طریق المصادفة ، وإلیک توضیح ذلک.
ظاهرة الحیاة [176-186]التوحید الاستدلالی: البرهان الرابع والخامس والسادس [157-165]
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma