التوحید الاستدلالی: البرهان الثالث [152-156]

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
مفاهیم القرآن
التوحید الاستدلالی: البرهان الرابع والخامس والسادس [157-165]التوحید الاستدلالی: البرهان الثانی [139-151]
خلق السماوات والأرض
دلیل على وجود الخالق
(قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِی اللّهِ شَکٌّ فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالأْرضِ یَدْعُوکُمْ لِیَغْفِرَ لَکُمْ مِنْ ذُنُوبِکُمْ وَیُؤَخِّرَکُمْ إِلَى أَجَل مُسَمّىً قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِیدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا کَانَ یَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَان مُبِین)(1).
کیفیة الاستدلال بهذه الآیة واضحة. فالقرآن الکریم یطرح مسألة الشک فی وجود اللّه فی صورة استفهام إنکاری، إذ یقول: (أَفِی اللّهِ شَکٌّ) ؟
ولکی یرد هذا الشک ویدفعه یذکّر بخلق السماوات والأرض وفطرها، إذ یقول:
(فَاطِرِ السَّمواتِ وَالأرْضِ) .
أی وهو فاطر السماوات والأرض.
و الفطر تعنی لغة: الخلق.
وإطلاق الفطر على الخلق بمناسبة أنّ الخالق یشق بطن العدم، ویستخرج
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . إبراهیم: 10.
_____________________________________ [الصفحة 153] _____________________________________
منه الشیء الذی یرید خلقه وإیجاده.
خلاصة القول: إنّ الآیة تعنی أنّ خلق السماوات والأرض ووجودهما بعد العدم، خیر دلیل على وجود موجد لها، وخالق خلقها، وأتى بها إلى حیز الوجود.
لهذا یجب أن لا نسمح للشک فی هذا الأمر أی وجود الخالق ونحن نرى هذه المخلوقات الجسام العظیمة الصنع.
والاستدلال فی هذه الآیة على نمط الاستدلال بوجود الأثر والمصنوع على وجود المؤثر الصانع، وهو ما یصطلح علیه بالبرهان الأنّـی(1).
و قد بیّـن هذا البرهان فی کتب الکلام والعقائد فی صور مختلفة متنوعة.
سؤال حول الآیة
لقد بعث الأنبیاء والرسل المذکورون فی الآیة لهدایة أقوام نوح وعاد وثمود(2) فی حین کان جمیع هذه الشعوب والأقوام مؤمنین باللّه خالقاً لهذا الکون وفاطراً للسماوات والأرض، ولکنّهم کانوا یعبدون الأصنام باعتقاد أنّها شفعاء مقرّبة، ومقرّبة عند اللّه أو لأسباب أُخرى، وفی هذه الحالة لماذا طرح القرآن الکریم موضوع الشک فی وجود اللّه، وأقام البرهان على وجوده تعالى، ولیس المقام مقام شک فی وجوده سبحانه ؟
وبتعبیر آخر: لم تکن هذه الأقوام التی مر ذکرها، ملحدة، ومنکرة لوجود
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الاستدلال الإنّی هو الاستدلال بالمعلول على وجود العلة عکس البرهان اللّمی الذی یستدل فیه بالعلة على المعلول وستوافیک کلمتنا حول الاستدلالین.
2 . کما یلاحظ ذلک من مراجعة الآیة السابقة لهذه الآیة إذ تقول: (أَلَمْ یَأْتِکُمْ نَبَؤُاْ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ قَوْمِ نُوح وَعَاد وَثَمُودَ) (إبراهیم: 9).
_____________________________________ [الصفحة 154] _____________________________________
اللّه، بل کانوا یعانون من عبادة المعبودات المتعددة. ومن المعلوم أنّ الأنبیاء لم یبعثوا إلاّ لیجنّبوا البشریة عن عبادة غیر اللّه، ولذلک یتحتم ـ عند المحاورة والدعوة ـ إبطال أساس الشرک العبادی، وإقامة البراهین على وهنه وضعفه وفساده، لا على إثبات وجود اللّه، فلماذا طرح أُولئک الأنبیاء قضیة إثبات وجود اللّه کما نرى فی الآیة المبحوثة ؟
إنّ الجواب على هذا السؤال یتضح من الإمعان والتدبّر فی ما قبل وما بعد هذه الآیة.
فمن تأمل رأى کیف أنّ الأنبیاء عندما دعوا هذه الأقوام ـ فی بدایة الأمر ـ إلى توحید العبادة، ونهوا عن عبادة غیر اللّه قوبلوا من جانب تلک الأُمم بهذا الرد:
(إِنَّا کَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِی شَکّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَیْهِ مُرِیب). (1)
لقد کانت دعوة الأنبیاء مرکبة من أمرین:
1. عبادة اللّه.
2. ترک عبادة الأوثان.
وقد رفضت تلک الأقوام ـ وبشهادة الآیة 9 ـ کلا المطلبین، أو المطلب الثانی على الأقل.
ولذلک عمد الأنبیاء إلى البرهنة على صحة المطلبین بطرح مسألة خالقیة اللّه للسماوات والأرض فقالوا:
(أَفِی اللّهِ شَکٌّ) ؟
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 .إبراهیم: 9.
_____________________________________ [الصفحة 155] _____________________________________
یعنی کیف یجوز ویمکن الشک فی وجود اللّه وآیات وجوده ظاهره ساطعة.. وأعظمها هو خلق السماوات والأرض:
(فَاطِرِ السَّمواتِ وَالأرْضِ) وإذا لم یکن له وجود لما کان لهذه السماوات والأرض من وجود.
وبعد أخذ هذا الاعتراف من تلکم الأقوام، أصبح الطریق میسّـراً لإثبات المطلبین على النحو الآتی:
1. إذا کنتم تعتقدون بمثل هذا الإله، الخالق والمالک للکون ولأرواحکم وأجسادکم، أذن لابد ـ وبحکم أفضلیته وعلوّه وبحکم مالکیته للکون والإنسان ـ من عبادته والخضوع أمامه خضوع العبید.
ولأجل هذا جاء فی ذیل الآیة قوله حکایة عنهم ـ علیهم السَّلام ـ : (یَدْعُوکُمْ لِیَغْفِرَ لَکُمْ مِنْ ذُنُوبِکُمْ) .
2. إذا کنتم تعتقدون بمثل هذا الإله فلماذا تعبدون الأصنام التی هی جزء من مخلوقات هذا العالم، وشأنها شأن بقیة الکائنات فی هذا الکون فی الضعف والعجز، إذن لابد أن تعبدوا اللّه المنعم المحسن لا المخلوق المملوک الضعیف.(1)
بناء على هذا فإنّ الهدف من الإشارة إلى مسألة خالقیة اللّه للسماوات والأرض إنّما هو إثبات انحصار العبادة فیه تعالى وأنّه یجب أن لا یعبد سواه، من خلال إثبات خالقیته التی هی ملاک العبادة وموجبها.
وصفوة القول: إنّ ضمائر تلک الأقوام کانت تنطوی على مقدمة ضمنیة، وهی من کان خالقاً کان مدبّراً أیضاً ولهذا وبحکم فاطریة اللّه للسماء والأرض تثبت مدبّریته للکون.. وإذا لم یکن من مدبّر سواه إذن فبیده ـ دون غیره ـ مفاتیح
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . تفسیر الفخر الرازی: 5/229 طبعة عام 1308هـ.
_____________________________________ [الصفحة 156] _____________________________________
کل الخیرات .. ولأجل هذا یجب أن یعبد وحده ولا یعبد غیره، ذلک لأنّ الغیر لا یملک أی خیر وأی أمر .
وبهذا یکون القرآن قد اعتمد على مقدمة وجدانیة واستفاد منها لإثبات انحصار العبادة فی اللّه.
وهذا الاستدلال یشبه ما إذا راجع عامل مؤسسة، من لا یستطیع حل مشکلته وفک عقدته فتقول له ـ لأجل منعه عن مراجعة من لا ینبغی مراجعته ـ ;
من هو صاحب المؤسسة ورئیسها؟
ومن الذی بیده مقالید الأمر فیها؟
وهدفک من هذه العبارات المعروف جوابها عند المخاطب، هو ردعه عن مراجعة الآخرین.
وکأنّک ترید أن تقول له: أیها العامل أنت الذی تعرف أنّ صاحب المؤسسة هو غیر هذا، فلماذا لا تراجع صاحب المؤسسة ولماذا تراجع هذا؟
_____________________________________ [الصفحة 157] _____________________________________
التوحید الاستدلالی: البرهان الرابع والخامس والسادس [157-165]التوحید الاستدلالی: البرهان الثانی [139-151]
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma