الشعور الدینی الفطری فی الأحادیث [67-73]

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
مفاهیم القرآن
الفصل الثانی [75-80] تنبیه إلى عدة نقاط [50-67]
نظراً للأهمیة التی تتمتع بها مسألة فطریة الحس الدینی فی العلوم الإنسانیة وردت بعض الأحادیث الصادرة من النبی الأکرم ـ صلَّى الله علیه وآله وسلَّم ـ ، والأئمّة الطاهرین الصادقین ـ علیهم السَّلام ـ التی تتحدث عن ذلک وإلیک طائفة منها:
1. صحیح البخاری فی تفسیر الآیة (فطرة اللّه ...) نقل الحدیث التالی عن النبی ـ صلَّى الله علیه وآله وسلَّم ـ :
ما من مولود إلاّ یولد على الفطرة ثم أبواه یهوّدانه أو ینصّـرانه أو
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 .الحجر: 98 ـ 99.
2 . انّ التفسیر المذکور فی المتن للآیة هو أحد المدالیل والأبعاد التی یمکن استخراجها من الآیة ولا ینافی تفسیر بعض الأحادیث الیقین هنا بالموت.
_____________________________________ [الصفحة 68] _____________________________________
یمجّسانه ثم قال ـ صلَّى الله علیه وآله وسلَّم ـ : (فَطرة اللّه التی فَطَرَ النَّاسَ عَلَیْها)(1).
وقد ورد فی أحادیث أهل البیت ـ علیهم السَّلام ـ فی تفسیر آیة الفطرة ما یقارب (15) حدیثاً فسرت الفطرة بالتوحید، وهی تفید أنّ توحید اللّه والإیمان بذاته ووجوده وصفاته ممّا جبل علیه البشر وعجنت به فطرته(2).
وربما فسرت بعض هذه الأحادیث الفطرة المذکورة فی الآیة بـ الإسلام و معرفة اللّه التی تعود فی الحقیقة إلى المعنى السالف.
ونذکر هاهنا کل تلک الأصناف من الروایات مع الإشارة إلى ما هو مکرر منها:
أمّا ما صرح منها بالتوحید فهی:
2. سأل هشام بن سالم الإمام الصادق جعفر بن محمد علیمها السَّلام عن معنى الفطرة فقال الإمام:
فطرهم على التوحید(3).
وقد روى مثل هذا عن الإمام الصادق ـ علیه السَّلام ـ غیر هشام کزرارة والعلاء بن فضیل ومحمد الحلبی وعبد الرحمن بن کثیر مولى أبی جعفر .
3. ما رواه زرارة عن الإمام أبی جعفر محمد بن علی الباقر علیمها السَّلام حینما سأله قائلاً: أصلحک اللّه، قول اللّه عزّ وجلّ فی کتابه: (فطرة اللّه التی فطر الناس علیها) فقال الإمام مجیباً:
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . التاج الجامع للأُصول: 4/180، وتفسیر البرهان: 3/261، الحدیث 5.
2 . راجع تفسیر البرهان: 3/261 ـ 263، والتوحید للصدوق: 328 ـ 331.
3 . راجع تفسیر البرهان: 3/261 ـ 263، والتوحید للصدوق: 328 ـ 331.
_____________________________________ [الصفحة 69] _____________________________________
فطرهم على التوحید(1) عند المیثاق على معرفته أنّه ربّهم.(2)
وأمّا ما فسرت الفطرة فیه بالمعرفة فهی:
4. ما عن زرارة أیضاً عن أبی جعفر الإمام محمد بن علی الباقر علیمها السَّلام قال سألته عن قول اللّه عزّ وجل:
(حنفاء للّه غیر مشرکین)وعن الحنیفیة، فقال الإمام :
هی الفطرة التی فطر اللّه الناس علیها لا تبدیل لخلق اللّه.
ثم قال:
فطرهم اللّه على المعرفة(3).
وقد أوضح الإمام الباقر المقصود بهذه المعرفة فی روایة أُخرى رواها زرارة عنه أیضاً لمّا سأله عن نفس الآیة فقال ـ علیه السَّلام ـ :
فطرهم على معرفة أنّه ربهم، ولولا ذلک لم یعلموا إذا سئلوا من ربهم ومن رازقهم(4).
وأمّا ما فسرت الفطرة بالإسلام فهی:
5. ما عن عبد اللّه بن سنان، عن الإمام أبی عبد اللّه الصادق ـ علیه السَّلام ـ لمّا سأله عن قول اللّه عزّ وجلّ: (فطرة اللّه التی فطر الناس علیها) ما تلک الفطرة؟ قال الإمام :
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . انّ تفسیر الدین المفطور علیه، فی هذه الأحادیث بالتوحید لا یدل على اختصاص الدین فی الآیة بالتوحید خاصة بل أنّ ذکر التوحید إنّما هو من باب ذکر أظهر المصادیق وأجلاها.
2 . نفس المصادر السابقة.
3 . نفس المصادر السابقة.
4 . نفس المصادر السابقة.
_____________________________________ [الصفحة 70] _____________________________________
هی الإسلام.(1)
ثم أوضح الإمام نفسه فی روایة أُخرى عن عبد اللّه بن سنان أیضاً المقصود بالإسلام وأنّه هو التوحید ومعرفة اللّه إذ قال ـ علیه السَّلام ـ :
هی الإسلام فطرهم اللّه حین أخذ میثاقهم على التوحید .(2)
6. سأل محمد بن حکیم الإمام الصادق ـ علیه السَّلام ـ عن المعرفة من صنع من هی؟ فقال ـ علیه السَّلام ـ :
من صنع اللّه، لیس للعباد فیها صنع.(3)
7. سأل أبو بصیر الإمام الصادق ـ علیه السَّلام ـ فقال الإمام ـ علیه السَّلام ـ :
نعم ولیس للعباد فیها صنع.(4)
8. ولقد تعرض الإمام علی ـ علیه السَّلام ـ إلى هذا المطلب أی فطریة الاعتقاد باللّه فی نهج البلاغة فی أوّل خطبة فیه عندما ذکر بأنّ الأنبیاء أُرسلوا لإثارة دفائن العقول، أی لإحیاء ما هو مرتکز فی عقول البشر وما هو کامن فی حنایا فطرتهم من الاعتراف بوجود اللّه والإذعان بإلهیته، إذ یقول ـ علیه السَّلام ـ :
فبعث اللّه فیهم رسله وواتر إلیهم أنبیاءه لیستأدوهم میثاق فطرته، ویذکروهم منسی نعمته، ویحتجوا علیهم بالتبلیغ ویثیروا لهم دفائن العقول.(5)
مع ملاحظة هذا الکلام العلوی یمکننا القول بأنّ المقصود من قول اللّه
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . المصادر السابقة.
2 . المصادر السابقة.
3 . أُصول الکافی: 1 / 85 ، 93، 165.
4 . أُصول الکافی: 1/163.
5 . نهج البلاغة: الخطبة الأُولى.
_____________________________________ [الصفحة 71] _____________________________________
تعالى: (فَذَکِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَکِّرٌ )(1) فی حق الرسول الأعظم ـ صلَّى الله علیه وآله وسلَّم ـ هو: أن یذکّر الرسول الأکرم الناس بما هو کامن ومودوع ـ أساساً ـ فی فطرتهم..أو أنّ هذا هو أحد أبعاد الآیة ومعانیها ـ على الأقل ـ .
9. ما دار بین رجل و الإمام جعفر بن محمد الصادق علیمها السَّلام .. قال الرجل: یابن رسول اللّه دلّنی على اللّه ما هو؟ فقد أکثر علیّ المجادلون وحیّـرونی.
فقال له الإمام : یا عبد اللّه هل رکبت سفینة قط؟ قال: نعم، قال: فهل کسر بک حیث لا سفینة تنجیک، ولا سباحة تغنیک؟ قال: نعم.
قال: فهل تعلَّق قلبک هنالک أن شیئاً من الأشیاء قادر على أن یخلّصک من ورطتک؟ قال: نعم.
قال الصادق ـ علیه السَّلام ـ : فذلک الشیء هواللّه القادر على الإنجاء حیث لا منجی، وعلى الإغاثة حیث لا مغیث(2).
تنبیه
دلّت الأبحاث الماضیة على أنّ للإنسان إدراکات فطریة منذ أن یولد، وهی تواکب جمیع مراحل حیاته، وتتکامل بتکامل وجوده وتتفتح بتفتح مشاعره .. ولکن ربّما یتوهم أنّ هذا منقوض بقوله تعالى:
(وَاللّهُ أخْرَجَکُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ لا تَعْلَمُونَ شَیْئاً وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّکُمْ تَشْکُرُونَ)(3).
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . الغاشیة: 21.
2 . بحار الأنوار: 3/41، نقلاً عن معانی الأخبار للشیخ الصدوق.
3 . النحل: 78.
_____________________________________ [الصفحة 72] _____________________________________
فهذه الآیة تؤید ما ذهب إلیه علماء النفس من خلو صفحة النفس من المعلومات فی بدء تکونها، بلا فرق بین العلوم الفطریة وغیرها.
والجواب عن هذا واضح بعد الوقوف على مقدمة وهی: انّ التصورات والتصدیقات إمّا کسبیة أو بدیهیة، والکسبیة إنّما یمکن تحصیلها بواسطة ترکیب البدیهیات فلابد من سبق هذه العلوم البدیهیة.
أمّا العلوم البدیهیة فلم تکن حاصلة فی نفوسنا، بل حصلت هی أیضاً بمعونة الحواس کالسمع والبصر، فالطفل إذا أبصر أو سمع شیئاً مرّة بعد أُخرى ارتسمت ـ فی ذهنه ـ ماهیّة ذلک المبصر أو المسموع، وکذا القول فی بقیة الحواس.
فالمدرکات على قسمین: ما یکون نفس حضورها موجباً تاماً فی جزم الذهن باسناد بعضها إلى بعض کما إذا حضر فی الذهن إنّ الواحد ما هو ؟ وانّ نصف الاثنین ما هو ؟ کان حضور هذین التصوّرین فی الذهن علّة تامة فی جزم الذهن بأنّ الواحد محکوم علیه بأنّه نصف الاثنین وهذا القسم هو عین العلوم البدیهیة.
والقسم الثانی ما لا یکون کذلک، وهو العلوم النظریة، مثلما إذا أُحضر فی الذهن انّ الجسم ما هو ؟ وإنّ المحدث ما هو؟ فإنّ مجرد هذین التصوّرین لا یکفی فی جزم الذهن بأنّ الجسم محدث بل لابد فیه من دلیل منفصل وعلوم سابقة.
وهذا هو الملاک فی تقسیم العلوم إلى بدیهیة وکسبیة(1).
والآیة ناظرة إلى العلوم الحصولیة التی تنقسم إلى البدیهی والنظری لا العلوم الحضوریة مثل علم النفس بذاتها،
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 . راجع مفاتیح الغیب للرازی: 5/349.
_____________________________________ [الصفحة 73] _____________________________________
ولا العلوم الفطریة التی لیس لها إلاّ قوة العلم وإنّما تنفتح إذا خرج الإنسان إلى هذا العالم واعمل حواسه، ولامس الحقیقة الخارجیة، فعند ذاک ینقلب ما هو علم بالقوة إلى العلم بالفعل.
وصفوة القول:إنّ هناک فی النفس البشریة سلسلة من المعلومات على صورة خمائر تتجلّـى وتظهر وتتفتح شیئاً فشیئاً مع مرور الزمن ومع احتکاک الإنسان بالوقائع الخارجیة ولا یسمّى هذا علماً فعلیاً وإدراکاً حاضراً.
وبالتالی فالآیة ناظرة إلى ذلک .. أی انّ الإنسان منذ یخرج من بطن أُمّه لیس فیه علم فعلی ولا ینافی وجود ما یشبه خمائر العلوم التی تحتاج إلى أرضیة للتفتح والظهور .
_____________________________________ [الصفحة 74] _____________________________________
_____________________________________ [الصفحة 75] _____________________________________
الفصل الثانی [75-80] تنبیه إلى عدة نقاط [50-67]
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma