فصل:(فی ذکر الکلام فی الاستطاعة وبیان أحکامها)

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الاقتصاد الهادی الی طریق الرشاد
فصل: (فی الکلام فی التکلیف وجمل من احکامه)(الکلام فی العدل)
الواحد منا قادر على الفعل، بدلالة صحة الفعل منه وتعذره على غیره من الاحیاء مع مساواتهما فی جمیع الصفات، ولا بد من أن یکون من صح منه الفعل مفارقا لمن تعذر علیه (1)، وهذه المفارقة تستند إلى جملة الحی دون أجزائها لان صحة الفعل راجع الیها.
فبطل بذلک قول من قال: ان ذلک یرجع إلى الصحة أو الطبع أو اعتدال الامزجة على اختلاف أقوالهم.
لان جمیع ذلک یرجع إلى المحل دون الجملة.
وهذه الصفه تستند إلى معنى، لانها تتجدد مع جواز أن لا تتجدد مع تساوی الاحوال والشروط، وبهذه الطریقة أثبتنا المعانی، فیجب من ذلک أن یکون الواحد منا قادرا بقدرة وهذه القدرة تتعلق بالشئ وبمثله وبخلافه وبضده، بدلالة أن الواحد منا متى کان قادرا صح أن یتصرف فی جمیع ذلک.
ألا ترى أن من قدر على أن یتحرک یمنه قدر أن یتحرک یسرة، والحرکة فی الجهتین متضادین، وکذلک من قدر على الحرکة قدر على الاعتماد والصوت والتألیف وهذه الاشیاء مختلفة، وکذلک من قدر على الاعتقادات قدر على سائر أجناسها وقدر على الارادة والکراهة وهذه الاشیاء مختلفة ومتضادة.
فدل ذلک على أن القدرة تتعلق بالشئ وبمثله وبخلافه وضده اذا کان له ضد.
وأیضا لو لم تتعلق القدرة بالشئ وبضده وبخلافه لم یقع الفعل بحسب دواعیه وأحواله، بل کان یجب أن یقع بحسب ما یوجد فیه من القدرة، فکان لا یمتنع أن من یدعوه الداعی إلى القیام یقع منه القعود ومن دعاه الداعی إلى الحرکة وقع منه الاعتماد، والمعلوم خلاف ذلک.
والقدرة لیست موجبة للفعل بل یختار الفاعل بها الغعل، بدلالة أن مقدور القدرة تابع لدواعیه واختیاره، فلو کانت موجبة لبطل ذلک.
والقدرة قبل الفعل دون أن تکون مصاحبة له، بدلالة أن القدرة یحتاج الیها لیخرج بها الفعل من العدم إلى الوجود، فلو وجد مقدورها لاستغنى عنها.
وأیضا فالفعل فی حال البقاء یستغنی عن القدرة بلا شک، ولا علة لذلک الا وجوده، فینبغی أن یستغنی عنها فی أول حال وجوده أیضا.
وأیضا فقد دللنا على أن القدرة قدرة على الضدین وذلک محال، فاذا ثبت ذلک فالقادر على الکفر قادر على الایمان والقادر على الطاعة قادر على المعصیة وانما یختار أحدهما فان اختار الکفر فبسوء اختیاره، ولو کان الکافر غیر قادر (2) على الایمان لما حسن تکلیفه بالایمان، لان تکلیف مالا یطاق قبیح وأجمعت الامة على أنه مکلف بالایمان.
وانما قلنا ان تکلیف مالا یطاق قبیح، لانه مرکوز فی العقل قبح تکلیف الاعمى نقط المصاحف والمقعد العدو والعاجز حمل الاجسام الثقال ونقلها والعلم بقبح ذلک ضروری لاجتماع العقلاء على ذلک، ولا علة لذلک الا أنه تکلیف بمالا یطاق.
ومن ارتکب حسن ذلک لم یحسن منا مکالمته، وانما ینبه على غلطه بضرب الامثال کما تضرب الامثال السوفسطائیة واصحاب العنود الذین دفعوا العلم بالمشاهدات والضروریات، والا فالاحتیاج لا یمکن معهم لان الاحتجاج انما یصح فیما یغمض لیرد إلى ما یتضح، فمن دفع الضروریات لا یمکن احتجاجه بالرد إلى ما هو أوضح منه، لانه لا شئ أوضح من الضروریات فمن دفعها سد الباب على نفسه.
والمراد بقولنا تکلیف مالا یطاق هو کلما یتعذر معه الفعل سواء کان ذلک لعدم القدرة أو عدم الالة، فان الکل یتساوى فی قبح التکلیف وان اختلفت.
-------------------------------------------------------------------------
(1) فی ر لمن قدر علیه .
(2) فی ر قادرا .
فصل: (فی الکلام فی التکلیف وجمل من احکامه)(الکلام فی العدل)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma