الحج على ثلاثة أقسام: تمتع بالعمرة إلى الحج، وقران، وافراد.
فالتمتع هو فرض من نآ عن المسجد الحرام، وحده من کان بینه وبین المسجد من کل جانب اثنا عشر میلا، فلا یجوز لهؤلاء التمتع مع الامکان، فاذا لم یمکنهم التمتع اجزأتهم الحجة المفردة أو القارنة.
ومن کان من أهل حاضری المسجد الحرام - وهو من کان بینه وبین المسجد أقل من اثنی عشر میلا من أربع جوانبه - ففرضه القران والافراد ولا یجزیه التمتع بحال.
فسیاقة أفعال التمتع الاحرام من المیقات مع الحج والتلبیات الاربع، ویکون على تلبیته حتى یشاهد بیوت مکة، فاذا شاهدها قطع التلبیة ودخل الیها ودخل المسجد الحرام، فطاف بالبیت سبعا وصلى عند المقام رکعتین، ثم یخرج إلى الصفا

فیسعى بینهما سبعة أشواط.
ثم یقصر من شعر رأسه، وقد أحل من کل شئ أحرم منه.
ثم ینشئ احراما آخر بالحج یوم الترویة، ویمضی إلى منى فیبیت بها لیلة عرفة، ویغدو منها إلى عرفات فیقف هناک إلى غروب الشمس، ویفیض منها إلى المشعر الحرام فیصلی بها المغرب والعشاء الاخرة ویبیت بها إلى طلوع الشمس أو

الفجر، ویتوجه إلى منى ویقضی مناسکه یوم النحر بها على ما نبینه، ویمضی إلى مکة فیطوف بالبیت طواف الزیارة ویصلی عند المقام رکعتین ویسعى بین الصفا والمروة ثم یطوف طواف النساء، وقد أحل من کل شئ أحرم منه وقد قضى

مناسکه کلها للعمرة والحج وکان متمتعا، ثم یعود إلى منى فیقضی بقیة مناسکه من الرمی وغیر ذلک انشاء الله تعالى.
وأما القارن فهو الذی یحرم من المیقات ویقرن باحرامه سیاق الهدی ویمضی إلى عرفات ویقف بها ویعود إلى المشعر فیقف بها [ ویجئ منها یوم النحر فیقضی مناسکه بها ](1) ثم یجئ إلى مکة فیطوف بالبیت ویصلی عند المقام ویسعى بین

الصفا والمروة ویطوف طواف النساء، وقد قضى مناسکه کلها الحج فحسب دون العمرة.
والمفرد مثل ذلک الا أنه لا یقرن باحرامه سیاق الهدی، وباقی المناسک مما فیهما سواء، ویجددان التلبیة عند کل طواف، ثم یخرج إلى التنعیم أو أحد المواضع التی یحرم منها، فیحرم من هناک بالعمرة ویرجع إلى مکة فیطوف بالبیت ویصلی

عند المقام ویسعى بین الصفا والمروة، ثم یطوف طواف النساء ویقصر من شعر رأسه وقد أدى عمرته، فتکون عمرته مفردة.
ونحن نبین فصلا فصلا من ذلک انشاء الله تعالى.
---------------------------------------------------------------------
(1) الزیادة من ج.