الصوم على خمسة أقسام: واجب، وندب، وقبیح، وصوم تأدیب، وصوم اذن.
فالواجب على ضربین: مطلق من غیر سبب یوجبه، والاخر ما یجب عند سبب یوجبه.
فالمطلق من غیر سبب صوم شهر رمضان، ولوجوبه ستة شروط: البلوغ، وکمال العقل، والصحة من المرض، وأن لا یکون مسافرا سفرا یوجب الافطار، ومن کان حکمه حکم المقیمین من المسافرین وان کانت امرأة بأن تکون طاهرا من

الحیض.
فهذه شروط صحة الاداء.
وأما اذا فات الصوم فلو جوب القضاء علیه ثلاث شروط: الاسلام لان من کان کافرا وان وجب علیه الصوم فاذا لم یصمه وأسلم لم یلزمه القضاء، والثانی البلوغ، والثالث کمال العقل.
وأما من کان حکمه حکم الحاضرین من المسافرین ویجب علیهم الصوم فهم عشرة: أولها من نقص سفره عن ثمانیة فراسخ، ومن کان سفره معصیة لله تعالى، ومن کان سفره للصید لهوا وبطرا، ومن کان سفره أکثر من حضره وحده ان لا یقیم

بلدة عشرة أیام والمکاری والملاح والراعی، والذی یدور فی امارته، والذی یدور فی تجارته من سوق إلى سوق، والبرید.
فهؤلاء کلهم یجب علیهم الصوم فی السفر ولا یجوز لهم الافطار.
والواجب عند سبب أحد عشر قسما: أحدهما: قضاء ما یفوت من شهر رمضان لعذر من مرض أو سفر أو غیره، قال الله تعالى: ومن کان منکم مریضا أو على سفر فعدة من أیام أخر (1).
وصوم النذر، لاجماع الامة على ذلک، ولقوله أوفوا بالعهود (2).
وصوم کفارة قتل الخطأ اذا لم یقدر على العتق، قال الله تعالى ومن قتل مؤمنا خطأ فتحریر رقبة مؤمنة إلى قوله فمن لم یجد فصیام شهرین متتابعین (3).
وصوم کفارة الظهار لمن لا یقدر على العتق والاطعام والکسوة، قال الله تعالى لا یؤاخذکم الله باللغو فی أیمانکم ولکن یؤاخذکم بما عقدتم الایمان فکفارته اطعام عشرة مساکین من أوسط ما تطعمون أهلیکم أو کسوتهم أو تحریر رقبة مؤمنة فمن

لم یجد فصیام ثلاثة أیام (4).
وصوم کفارة اذا حلق الرأس اذا لم یختر النسک والصدقة، قال الله تعالى فمن کان منکم مریضا أو به أذى من رأسه ففدیة من صیام أو صدقة أو نسک (5).
وصوم جزاء الصید بحسب جزائه، قال الله تعالى یا أیها الذین آمنوا لا تقتلوا الصید وأنتم حرم ومن قتله منکم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم یحکم به ذوا عدل منکم هدیا بالغ الکعبة أو کفارة طعام مساکین أو عدل ذلک صیاما (6).
وصوم دم المتعة اذا لم یقدر على الهدی، قال الله تعالى: فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استیسر من الهدی فمن لم یجد فصیام ثلاثة أیام فی الحج وسبعة اذا رجعتم (7).
وصوم کفارة من أفطر یوما من شهر رمضان متعمدا من غیر عذر، لقول النبى علیه السلام: من أفطر یوما من شهر رمضان فعلیه ما على المظاهر.
وصوم کفارة من أفطر یوما یقضیه من شهر رمضان بعد الزوال اذا لم یطعم ولم یکس، فان أطعم کان ذلک لعشرة مساکین أو کسوتهم.
وصوم الاعتکاف، لما روی عنه علیه السلام انه قال: لا اعتکاف الا بصوم.
وکفارة من أفطر یوما من شهر رمضان.
وتنقسم واجبات الصوم قسمین: أحدهما یراعى فیه التتابع، والاخر لا یراعى فیه ذلک.
فما یراعى فیه التتابع على ضربین: أحدهما متى أفطر فیه أستأنف، والاخر لا یوجب ذلک.
فما یوجب الاستیناف على کل حال: فصوم کفارة الیمین، وصوم الاعتکاف، وصوم کفارة من أفطر یوما یقضیه من شهر رمضان بعد الزوال.
وما لا یوجب الاستیناف على کل حال على ضربین: أحدهما یوجب البناء، والاخر یوجب الاستیناف.
فما یوجب البناء: فکل من وجب علیه صوم شهرین متتابعین اما فی قتل خطأ أو کفارة ظهار أو کفارة افطار یوم من شهر رمضان، أو وجب علیه صوم شهرین متتابعین بنذر، فمتى صام شهرا ومن الثانی شیئا فانه یبنی، وان کان قد ترک

الافضل، وان لم یکن صام شهرا ولم یزد علیه فانه یستأنف على کل حال، وکذلک من وجب علیه صوم شهر متتابع اما بنذر أو یکون مملوکا ولزمه ذلک فی قتل الخطأ أو غیر ذلک، فانه ان صام خمسة عشر یوما ثم أفطر بنا وان کان دون ذلک

استأنف الا أن یکون لمرض أو حیض، وصوم ثلاثة ایام فی دم المتعة ان صام یوما ثم أفطر بنا، وان صام یوما واحدا استأنف.
هذا اذا أفطر من غیر عذر، فأما ان أفطر لمرض أو حیض أو عذر فانه یبنی کل حال.
وما لا یراعى فیه التتابع: فمثل قضاء رمضان، وصوم جزاء الصید، وصوم النذر اذا لم یشترط التتابع، وصوم السبعة أیام فی دم المتعة.
وفی الصوم ما یجب بافطاره متعمدا من غیر عذر قضاء وکفارة، ومنه ما لا یجب ذلک فیه: فالاول صوم شهر رمضان اذا أفطر بعد الزوال، وصوم الاعتکاف.
وما عدا ذلک من الانواع متى أفطر لا تلزمه کفارة.
وینقسم صوم الواجب ثلاثة أقسام: أحدها مرتب، والاخر مخیر، والثالث مضیق.
فالمرتب: کفارة الیمین لانه لا یجوز الا بعد العجز عن العتق والاطعام والکسوة، وصوم کفارة قتل الخطأ والظهار فانه لا یجوز الا بعد العجز عن العتق، وصوم دم الهدی فانه لا یجوز الا بعد العجز عن الهدی.
والمخیر: کفارة أذى حلق الرأس فانه مخیر بین النسک والصدقة والصوم، وکفارة من أفطر یوما من شهر رمضان بلا عذر على خلاف بین الطائفة فی تخییره، وصوم کفارة من أفطر یوما یقضیه من شهر رمضان بعد الزوال، وکذلک صوم

جزاء الصید فانه مخیر فی جمیع ذلک.
والمضیق: صوم شهر رمضان، وصوم قضاء شهر رمضان، وصوم النذر، وصوم الاعتکاف.
وأما المندوب من الصوم فجمیع أیام النسة الا العیدین وأیام التشریق لمن کان بمنى، الا أن بعضه أفضل من بعض: منها: صوم ثلاثة أیام فی کل شهر: أول خمیس فی العشر الاول، وأول أربعاء فی العشر الثانی، وآخر خمیس فی العشر

الاخیر.
وصوم الاربعة أیام فی السنة، مثل یوم الغدیر وهو الثامن عشر من ذی الحجة، ویوم السابع عشر من ربیع الاول فیه مولد النبى صلى الله علیه وآله، ویوم السابع والعشرین من رجب فیه مبعث النبى ص ، ویوم الخامس والعشرین من ذی

القعدة فیه دحیت الارض من تحت الکعبة، وأول یوم من رجب، ورجب کله، وشعبان، وأیام البیض من کل شهر وهو الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر.
وصوم یوم عرفة لمن لا یضعفه عن الدعاء، وصوم یوم عاشورا على وجه الحزن والمصیبة لما حل بأهل بیت الرسول علیه السلام وعلیهم.
وأما الصوم القبیح: فهو یوم العیدین، ویوم الشک على أنه من شهر رمضان، وأیام التشریق لمن کان بمنى ومن کان بالامصار جاز له صومهن، وصوم الصمت وهو أن لا یتکلم، وصوم الوصال کذلک یجعل عشاء‌ه وسحوره أو یطوی یومین،

وصوم نذر المعصیة، وصوم الدهر لانه یدخل فیه العیدان.
وأما صوم التأدیب: فمثل المسافر اذا قدم على أهله فی بعض النهار أمسک بقیة نهاره تأدیبا، وکذلک الحائض اذا طهرت فی وسط النهار، والمریض اذا برأ، والصبی اذا بلغ، والکافر اذا أسلم.
فان هؤلاء کلهم یمسکون بقیة نهارهم تأدیبا وکان علیهم القضاء لذلک الیوم.
وأما صوم الاذن: فالمرأة لا تصوم الا باذن زوجها، وکذلک المملوک لا یصوم تطوعا الا باذن سیده، وکذلک الضیف الا باذن مضیفه.
-------------------------------------------------------------------------
(1) سورة البقرة: 184.
(2) سورة المائدة: 1. ولفظة الایة یا أیها الذین آمنوا أوفوا بالعقود .
(3) سورة النساء: 92.
(4) سورة البقرة: 196.
(5) سورة البقرة: 196.
(6) سورة المائدة: 95.
(7) سورة البقرة: 196.