الوضوء عبارة عن ایقاع أفعال فی أعضاء مخصوصة من البدن على وجه مخصوص یستباح به الدخول فی الصلاة.
وله مقدمات مفروضة ومسنونة.
فمقدماته: اذا أراد الانسان قضاء حاجته ینبغی أن یتخلى بحیث لا یراه أحد فیطلع على سوء‌ته، فاذا أراد الدخول إلى الموضع الذی یتخلى فیه فلیغط رأسه ویدخل رجله الیسرى قبل الیمنى ویقول بسم الله وبالله وأعوذ بالله من الرجس النجس

الخبیث المخبث الشیطان الرجیم .
فاذا قعد لحاجته فلا یستقبل القبلة ولا یستدبرها ببول أو غائط الا أن یکون الموضع مبنیا على وجه لا یتمکن فیه من الانحراف، وهذا واجب.
ولا یستقبل الشمس ولا الریح ولا القمر بالبول، ولا یحدث فی الماء الجاری ولا الراکد، ولا الشوارع، ولا تحت الاشجار المثمرة، ولا فئ النزال ولا أفنیة الدور، ولا المشارع، ولا المواضع التی یتأذى المسلمون بحصول نجاسة فیها، ولا یبولن

فی حجرة الحیوان، ولا یطمح(1) ببوله فی الهواء ولا یبولن فی الارض الصلبة، ولا یتکلم فی حال الخلاء، ولا یستاک ولا یأکل ولا یشرب.
فاذا فرغ حاجته فلیستنج.
والاستنجاء فرض، ویجوز بالاحجار والماء، والجمع بینهما أفضل، والاقتصار على الماء أفضل من الاقتصار على الحجارة، والاقتصار على الحجارة مجز أیضا ولا یستنج بأقل من ثلاثة أحجار، فان نقى بواحدة استعمل الثلاثة سنة مؤکدة.
ولا یستنج بالعظم ولا الروث، ویجوز أن یستنجى بالخرق والمدر وغیر ذلک، ولا یستنج بالیمین الا عند الضرورة، ولا یستنج وفی یده خاتم علیه اسم من اسماء الله مکتوب بل یحوله.
واذا استنجى قال اللهم حصن فرجى واستر عورتی ووفقنى لما یرضیک عنی یا ذا الجلال والاکرام.
فاذا فرغ من الاستنجاء قام من موضعه ومسح على بطنه وقال الحمد لله الذی أماط عنى الاذى وهنأنی طعامی وعافانی من البلوى فاذا أراد الخروج أخرج رجله الیمنى وقال الحمد لله الذی عرفنی لذته وأبقى فی جسدی قوته وأخرج عنى

أذاه، یالها نعمة، یالها نعمة، یالها نعمة .
ثم یقعد فی موضع نظیف للوضوء ویجعل الاناء على یمینه ویقول اذا أراد الوضوء الحمد لله الذی جعل الماء طهورا ولم یجعله نجسا.
ثم یغسل یده من البول أو النوم مرة قبل ادخالها الاناء سنة، ومن الغائط مرتین ومن الجنابة ثلاث مرات اذا کانت نظیفة وان کانت نجسة وجب غسلها والا فسد الماء، ثم یأخذ کفا من الماء فیتمضمض به ثلاثا سنة ویقول اللهم لقنی حجتی یوم

ألقاک وأطلق لسانی بذکرک ویستنشق ثلاثا ویقول اللهم لا تحرمنی طیبات الجنان واجعلنی ممن یشم ریحها وروحها وریحانها .
ثم یأخذ کفا من الماء فیغسل به وجهه من قصاص شعر الرأس إلى محادر(2) شعر ذقنه طولا وما دارت علیه الابهام والوسطى عرضا دفعة واحدة فریضة ودفعتین سنة وفضیلة ولا یجوز الثالثة مع الاختیار(3)، ویقول اذا غسل وجهه اللهم

بیض وجهی یوم تسود فیه الوجوه ولا تسود وجهی یوم تبیض فیه الوجوه .
ثم یأخذ کفا من الماء فیدیره إلى یساره ویغسل به یده الیمنى من المرفق إلى أطراف الاصابع مرة فریضه ودفعتین فضیلة ولا تجوز الثالثة، ویقول اللهم اعطنی کتابى بیمینی والخلد فی الجنان بشمالی وحاسبنی حسابا یسیرا .
ثم یغسل یده الیسرى مثل ذلک من المرفق إلى أطراف الاصابع مرة فریضة ومرتین سنة، ولا یستقبل الشعر فی غسل الیدین بل یبتدئ من المرفق إلى أطراف الاصابع، ویقول اذا غسل یده الیسرى اللهم لا تعطنی کتابى بشمالی ولا تجعلها

مغلولة إلى عنقی .
ثم یمسح بما یبقى فی یده من النداوة رأسه من مقدم الرأس مقدار ثلاث أصابع مضمومة ویقول اللهم غشنى رحمتک وبرکاتک ولا یستقبل بشعر الرأس أیضا فی المسح علیه.
ثم یمسح بما بقی فی یدیه من النداوة رجلیه من رؤوس الاصابع إلى الکعبین - وهما الناتئان فی وسط القدم - ویقول اللهم ثبت قدمی على الصراط یوم تزل فیه الاقدام فاذا فرغ من ذلک قال الحمد لله رب العالمین .
والنیة فی الطهارة فرض اذا أراد الشروع فی غسل الاعضاء، وهی بالقلب ینوی القربة إلى الله واستباحة الصلاة.
والترتیب أیضا واجب فی الوضوء، یبدأ اولا بغسل وجهه ثم بیده الیمنى ثم الیسرى ثم یمسح برأسه ثم برجلیه، فان خالفه لم یجزه.
والموالاة أیضا واجبة فیه، لا ینقضها الا لعذر، فان نقضها لعذر أو لانقطاع الماء ینظر فان نشف ما تقدم غسله أعاد وان کانت فیه نداوة بنى علیه.
-------------------------------------------------------------------
(1) اى لا یرش.
(2) قصاص الشعر: مکان قصه. والمحادر: الانحدار.
(3) فان الثالثة بدعة.