الصوم فی اللغة عبارة عن الامساک والوقوف(1)، وفی الشریعة عبارة عن الامساک عن أشیاء مخصوصة فی زمان مخصوص على وجه مخصوص ممن هو على صفات مخصوصة.
ولا ینعقد إلا بالنیة.
والصوم على ضربین: شهر رمضان، وغیره.
فصوم شهر رمضان لا بد فیه من نیة القربة، وان ضم الیها نیة التعیین کان أفضل.
ووقت النیة لیلة الصوم من أولها إلى طلوع الفجر، فأی وقت نوى الصوم فقد انعقد صومه، ومتى لم ینو متعمدا مع العلم بأنه شهر حتى یصبح فقد فسد صومه وعلیه القضاء، وان لم یعلم أنه شهر رمضان لعدم رؤیته أو لشبهة ثم علم بعد أن

أصبح جاز له أن یجدد النیة إلى الزوال وصح صومه ولا إعادة علیه، وان فاتت إلى بعد الزوال أمسک بقیة النهار وکان علیه القضاء وان صام عند الشبهة أو الشک منه للتطوع ثم انکشف أنه کان من شهر رمضان فقد أجزأ عنه ولا قضاء علیه.
ویکفی الشهر کله نیة واحدة، وان جدد النیة کل لیلة کان أفضل.
وأما صوم غیر شهر رمضان فلا بد فیه من نیة التعیین ونیة القربة معا، سواء کان فرضا کالنذر والقضاء وغیر ذلک من أنواع الواجبات أن نفلا کصوم التطوع على اختلاف أنواعه.
ومتى فاتت النیة جاز تجدیدها إلى عند الزوال، فإذا زالت الشمس فقد فاتت النیة.
--------------------------------------------------------------------
(1) ومنه قوله تعالى حکایة عن مریم علیها السلام انى نذرت للرحمن صوما فلن أکلم الیوم انسیا [ سورة مریم: 26].