نهى الإمام (علیه السلام) الناس فی هذه الخطبة عن اغتیاب بعضهم البعض الآخر وقد عزز ذلک بعدّة أدلة، فقد ذکر بادىء الأمر وجوب الشکر على من تطهر من العیوب والذنوب، ویتمثل شکرها بتجنب الغیبة واقتفاء عیوب الآخرین، الأمر الآخر لو تأمل صاحب الغیبة نفسه لإکتشف فیها العیوب التی یحاول العثور علیها فی الآخرین، فکیف والحال کذلک یسعى لذم الآخرین على عیوبهم وهم یحملونها، وأخیراً لعل الإنسان یقارف الصغیرة وهو یظن بأنّه لم یرتکب الکبیرة من الذنوب فیخوض فی غیبة الآخرین، وتقصی معایبهم وهذا بحدّ ذاته من الکبائر، أضف إلى ذلک فما یدری من یغتاب الآخرین أنّ الله قد غفر لهم بینما لم یغفر لمن فتش عن عیوب الآخرین، وزبدة الکلام فانّ الله قد أغلق الطریق على أصحاب الغیبة والباحثین عن عیوب الناس لیطهر المجتمع الإسلامی من هذه الفاحشة.