«لَمْ یَکُنِ امْرُؤٌ مِنْهَا فِی حَبْرَة إِلاَّ أَعْقَبَتْهُ بَعْدَهَا عَبْرَةٌ، وَلَمْ یَلْقَ فِی سَرَّائِهَا بَطْناً، إِلاَّ مَنَحَتْهُ مِنْ ضَرَّائِهَا ظَهْراً; وَلَمْ تَطُلَّهُ فِیهَا دِیْمَةُ رَخَاء، إِلاَّ هَتَنَتْ عَلَیْهِ مُزْنَةُ بَلاَء، وَحَرِیٌّ إِذَا أَصْبَحَتْ لَهُ مُنْتَصِرَةً أَنْ تُمْسِیَ لَهَ مُتَنَکِّرَةً، وَإِنْ جَانِبٌ مِنْهَا اعْذَوْذَبَ وَاحْلَوْلَى، أَمَرَّ مِنْهَا جَانِبٌ فَأَوْبَى! لاَیَنَالُ امْرُؤٌ مِنْ غَضَارَتِهَا رَغَباً، إِلاَّ أَرْهَقَتْهُ مِنْ نَوَائِبِهَا تَعَباً. وَلاَ یُمْسِی مِنْهَا فِی جَنَاحِ أَمْن، إِلاَّ أَصْبَحَ عَلَى قَوَادِمِ خَوْف. غَرَّارَةٌ، غُرُورٌ مَا فِیهَا، فَانِیَةٌ، فَان مَنْ عَلَیْهَا، لاَ خَیْرَ فِی شَىْء مِنْ أَزْوَادِهَا إِلاَّ التَّقْوَى. مَنْ أَقَلَّ مِنْهَا اسْتَکْثَرَ مِمَّا یُؤْمِنُهُ. وَمَنِ اسْتَکْثَرَ مِنْهَا اسْتَکْثَرَ مِمَّا یُوبِقُهُ، وَزَالَ عَمَّا قَلِیل عَنْهُ».