«وَأَمَّا قَوْلُکُمْ: لِمَ جَعَلْتَ بَیْنَکَ وَبَیْنَهُمْ أَجَلاً فِی التَّحْکِیمِ؟ فَإِنَّمَا فَعَلْتُ ذلِکَ لِیتَبَیَّنَ الْجَاهِلُ، وَیَتَثَبَّتَ الْعَالِمُ; وَلَعَلَّ اللّهَ أَنْ یُصْلِحَ فِی هذِهِ الْهُدْنَةِ أَمْرَ هذِهِ الاُْمَّةِ; وَلاَتُؤْخَذُ بِأَکْظَامِهَا، فَتَعْجَلَ عَنْ تَبَیُّنِ الْحَقِّ، وَتَنْقَادَ لاَِوَّلِ الْغَیِّ. إِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ عِنْدَ اللّهِ مَنْ کَانَ الْعَمَلُ بِالْحَقِّ أَحَبَّ إِلَیْهِ ـ وَإِنْ نَقَصَهُ وَکَرَثَهُ ـ مِنَ الْبَاطِلِ وَإِنْ جَرَّ إِلَیْهِ فَائِدَةً وَزَادَهُ. فَأَیْنَ یُتَاهُ بِکُمْ! وَمِنْ أَیْنَ أُتِیتُمْ! اسْتَعِدُّوا لِلْمَسِیرِ إِلَى قَوْم حَیَارَى عَنِ الْحَقِّ لاَ یُبْصِرُونَهُ، وَمُوزَعِینَ بِالْجَوْرِ لاَ یَعْدِلُونَ بِهِ، جُفَاة عَنِ الْکِتَابِ، نُکُب عَنِ الطَّرِیقِ. مَا أَنْتُمْ بِوَثِیقَة یُعْلَقُ بِهَا، وَلاَ زَوَافِرَ عِزٍّ یُعْتَصَمُ إِلَیْهَا. لَبِئْسَ حُشَّاشُ نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ! أُفٍّ لَکُمْ! لَقَدْ لَقِیتُ مِنْکُمْ بَرْحاً، یَوْماً أُنَادِیکُمْ وَیَوْماً أُنَاجِیکُمْ، فَلاَ أَحْرَارُ صِدْق عِنْدَ النِّدَاءِ ]القَاء[، وَلاَ إِخْوَانُ ثِقَة عِنْدَ النَّجَاءِ!».