صفات الله الخاصة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الخامس
القسم الأولالقسم الثانی

استهل الإمام (علیه السلام) الخطبة بحمد الله والثناء علیه وذکر أوصافه الخاصة فقال: «نَحْمَدُهُ عَلَى مَا أَخَذَ وَأَعْطَى ، وَعَلَى مَا أَبْلَى وَابْتَلَى».

والمراد من «أخذ» سلب النعم والآلاء الإلهیّة، والمراد من «أعطى» وهبها، ومن «أبلى» إعطاء النعمة و«إبتلى» الامتحان بواسه أخذ النعم، ومن هنا ذهب أغلب شرّاح نهج البلاغة إلى أنّ هاتین العبارتین تفسیرتین (أی أن أخذ تعادل أبلى وأعطى تعادل ابتلى)، لکن یحتمل أن تکون الأولى إشارة إلى النعم المادیة والثانیة إشارة إلى النعم المعنویة، لأنّ المفردة «أخذ» کثیراً ما تستعمل فی الأمور المادیة.

على کل حال یستفاد من العبارات المذکورة أنّ سلب النعمة قد یکون نفسه نعمة، لأنّ وفور النعمة سبب الغرور والابتعاد عن الله ومقاطعة الخلق، أضف إلى ذلک فانّ الحمد تجاه سلب النعم علامة على التسلیم المطلق لمشیئة الله.

ثم أشار إلى ذکر ثلاثة أوصاف أخرى من أوصاف الله سبحانه وتعالى والتی تشکل فی الواقع تحذیراً لکافة الأفراد الذین یراقبون أنفسهم ونیّاتهم فقال (علیه السلام): «الْبَاطِنُ لِکُلِّ خَفِیَّة(1)، وَالْحَاضِرُ لِکُلِّ سَرِیرَة. العَالِمُ بِمَا تُکِنُّ الصُّدُورُ، وَمَا تَخُونُ الْعُیُونُ».

فهذه الصفات تدلّ بوضوح على أنّ علم الله سبحانه علم حضوری، یعنی أنّه حاضر وناظر فی کل مکان، فالخفیات والعلنیات لدیه على حدّ سواء، والحضور والغیاب عنده واحد، فهو یعلم أسرار الصدور وخائنة الأعین، وهو علم بباطن کل شخص وکل شیء.

حقّاً إنّ الإنسان لو تأمل حقیقة الحمد والثناء وذکر هذه الصفات وأمن بها إیماناً راسخاً لأدرک أنّ العالم حاضر عند الله تبارک وتعالى، ولله حضور فی روحه وفکره، ولما قارف السیئة، بل لما فکر فیها.

ثم إختتم هذا المقطع من الخطبة بالشهادة لله بالوحدانیة وللنّبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) بالنبوة، فقال(علیه السلام): «وَنَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ غَیْرُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً نَجِیبُهُ(2) ]نجیّه[ وَبَعِیثُهُ(3) شَهَادَةً یُوَافِقُ فِیهَا السِّرُّ الاِْعْلاَنَ، وَالْقَلْبُ اللِّسَانَ».

طبیعی أنّ الشهادة بهذین الرکنین الأصلیین الذین یشکلان أسس الإیمان تدعو الإنسان إلى نفی معبود آخر وتحذر من عبادة الشیطان وهوى النفس الأمارة، کما تدعو الشهادة بالنبوّة إلى طاعة الإنسان لأوامر النبی (صلى الله علیه وآله)، ولا سیّما الشهادة التی لا تقتصر على اللسان بل تتعزز بالقلب وروح الإنسان.


1. اللام فی «خفیة» بمعنى فی أو بمعنى مع وکذلک اللام فی «لکل سریرة».
2. «نجیب»: من مادة «نجابة» الإنسان أوالشیء المصطفى والنفیس.
3. «بعیث»: من مادة «بعثة» بمعنى مبعوث.

 

القسم الأولالقسم الثانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma